هل تمتد نيران الصراع فى فلسطين إلى لبنان؟ هذا السؤال سيتردد كثيرا خلال الأيام القليلة الماضية، منذ أن بدأت الاشتباكات فى غزة متبوعة بعدوان إسرائيلى غاشم لم يرحم أطفالا أو شيوخا أو نساء.
زاد من احتمالية انتقال هذا الصراع إلى لبنان، الخلفية التاريخية المعروفة عن الصراع الإسرائيلى على حدود لبنان الجنوبية مع الشمال الإسرائيلى التى توجد على بعد أمتار منه عشرات المستوطنات الإسرائيلية يمكن أن تراه على مدد نظرك إذا كنت من سكان قرى كفرشوبا أو شبعا وغيرها من المناطق الجنوبية فى لبنان.
انتشار قوات اليونيفيل (قوات حفظ السلام الدولية) لم يمنح ضمانة بعدم عودة سيناريو حرب تموز (يوليو) 2006، والتى أرهقت اللبنانيين وجعلتها نقطة سوداء لم تتجاوز تداعياتها بعد.
تبادل النيران
عامل آخر يزيد من مخاوف اشتعال الجنوب اللبنانى، هو تسجيل تبادل لإطلاق النار من وقت لآخر على الحدود الجنوبية، كان آخرها صباح اليوم الأحد، حيث طال القصف الإسرائيلى بلدات عيتا الشعب والضهيرة بالجنوب، سبقها أيضا، مساء أمس السبت، قصف المدفعية الإسرائيلية، لمزرعة حلتا وبلدة كفرشوبا وبلدة راشيا الفخار، إضافة إلى سقوط قذائف بالقرب من المنازل فى مزرعة حلتا، كما تحلق طائرات الاستطلاع على علو منخفض. وفق ما نقلت (وكالة الإعلام اللبنانية)
العدوان يقتل مراسلين بالجنوب
من جانبه علق رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى على الجريمة التى ارتكبتها قوات الإحتلال الإسرائيلى بحق الإعلاميين مساء اليوم فى منطقة علما الشعب وقال: "هل يحتاج المجتمع الدولى إلى دليل بأن إسرائيل ومستوياتها السياسية والعسكرية يريدان ممارسة إجرامهما وعدوانيتهما من دون شهود على الحق والحقيقة؟".
أضاف: "أحر التعازى للإعلام الدولى والعربى واللبنانى ولذوى الشهيد، باستشهاد المصور فى وكالة "رويترز" عصام العبد الله والشفاء العاجل للإعلامية فى قناة الجزيرة كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلى براخيا".
لبنان فى عين العاصفة
من جانبه أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى عن مخاوفه بشأن حدوث حرب إقليمية طاحنة فى حال عدم وقف التصعيد الإسرائيلى فى غزة.
وأكد رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتى ضرورة بذل كل المساعى الدبلوماسية من قبل جميع الاطراف لوقف ما يجرى من أحداث فى غزة وحماية لبنان".
وقال إن لبنان فى عين العاصفة، مؤكدًا أن ما يجرى على حدود لبنان الجنوبية يثير القلق العميق والاستنكار، مشيرًا إلى أن مجمل الحوادث التى تجرى على طول الخط الأزرق، هى نتيجة للاستفزازات الاسرائيلية ولخرق إسرائيل الدائم للقرار 1701.
وأضاف ميقاتى، أنه على تواصل مع المسئولين الدوليين، موضحًا أنهم بادروا بالاتصال وطلبوا السعى لتهدئة الأوضاع، مؤكدًا أنه على تواصل أيضًا مع كافة القوى السياسية الفاعلة فى لبنان، لمطالبتهم بضبط النفس وعدم الانجرار إلى المخططات الإسرائيلية.
ودعا ميقاتى القوى الفاعلة فى المجتمع الدولى، بما فى ذلك مجلس الأمن الدولى، إلى تحمل مسئولياتها والضغط لوقف إطلاق النار فى غزة، والبدء بمفاوضات تؤدى إلى وقف دوامة العنف وعودة الهدوء، مشددًا على وجوب العمل على تنفيذ مبادرة السلام العربية التى أقرت فى القمة العربية التى عقدت فى بيروت عام 2002 كخارطة طريق وحيدة لإحلال السلام وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
وأكد ميقاتى، التزام لبنان بتطبيق القرارات الدولية، وخصوصًا القرار 1701، مشددًا على دور الجيش فى هذه المرحلة العصيبة فى حماية الأمن والاستقرار وعلى التعاون الوثيق بين الجيش وقوات اليونيفيل.
وشدد على ضرورة الاستقرار الأمنى، مع التأكيد أن قضية الشعب الفلسطينى العادلة هى فى وجدان كل لبنانى وعربى وكل إنسان يؤمن بالحق.
موقف "اليونيفيل"
وعلى صعيد متصل، حثت قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان (اليونيفيل) على وقف إطلاق النار فى لبنان والسماح لقوات حفظ السلام بالمساعدة فى إيجاد الحلول.
وأكدت اليونيفيل، فى بيان لها اليوم، أن يوم أمس شهد إطلاق نار كثيف عبر الخط الأزرق على مدى فترة طويلة من الوقت وعلى عدة نقاط على الخط، معتبرة أن ذلك شكل تبادلا لإطلاق النار عبر الخط الأزرق.
وأوضحت اليونيفيل أنها تعلم أن إسرائيل استهدفت موقعا يبعد قرابة 2.5 كيلومتر عن بلدة علما الشعب جنوبى لبنان، مشيرة إلى أن جنود حفظ السلام سمعوا على بعد بضعة كيلومترات إطلاق نار وانفجارات بعد ذلك.
وقالت اليونيفيل: "بناء على ما تمكّنت اليونيفيل من ملاحظته، لا يمكننا فى هذه المرحلة أن نقول على وجه اليقين كيف أصيبت مجموعة من الصحفيين الذين كانوا يغطون الأحداث، وقُتل أحدهم".