تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد الأديب الألماني الشهير جونتر جراس، المولود في 16 أكتوبر عام 1927، وقد شارك جونتر جراس سنة 1944 في الحرب العالمية الثانية كمساعد في سلاح الطيران الألماني، وبعد انتهاء الحرب وقع سنة 1946 في أسر القوات الأمريكية إلى أن أطلق سراحه في نفس السنة.
ويعد جونتر جراس أحد أهم الأدباء الألمان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وقد حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1999 بعد مسيرة طويلة أثرت في الأدب العالمي وخصوصا عبر ثلاثيته الشهيرة "ثلاثية دانتسيج"، كما حصل على جوائز دولية ومحلية كثيرة وتدور أحداث الثلاثية في مدينة دانتسيج أو جدانسك مسرحا لها، وتتقاطع شخوصها.
وقد نالت روايته "طبل الصفيح" شهرة عالمية كبيرة بعد نشرها عام 1959، وترجم هذا العمل الأدبي إلى لغات عالمية كثيرة من بينها العربية وقد تحولت الرواية فيلماً حاز جائزة السعفة الذهبية وجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية وهذه الرواية هي جزء من ثلاثيته المعروفة بـ"ثلاثية دانتسيج" وتضم أيضا روايتي "القط والفأر" الصادرة عام 1961و"سنوات الكلاب" الصادرة عام 1963.
يعتبر جونتر جراس واحدا من أكثر الأدباء العالميين الذين اتخذوا موقفا معاديا للكيان الصهيونى، ولعل شهرة جراس فى المنطقة العربية ارتكزت أساساً على مواقفه السياسية، وبالرغم من ترجمة عدد كبير من أعماله إلى العربية، فلا نستطيع القول إنه قُرئ عربياً على نطاق واسع، أو أثر فى الأدباء العرب، مثلما فعل بعض أدباء أميركا اللاتينية على سبيل المثال.
زار جونتر جراس اليمن مرتين، عامى 2002 و2003، وهناك التقى بعدد من المثقفين العرب، مثل أدونيس ومحمود درويش وجمال الغيطانى ونجوى بركات وحسن داوود، وعندما سئل فى صنعاء عن الأعمال التى قرأها بالعربية قال أنه لم يقرأ سوى عدد قليل من روايات لنجيب محفوظ التى أعجبته بالرغم من كلاسيكيتها، لا سيما رواياته الأخيرة. أما ما خلب لب جراس، فلم يكن الأدب العربي، بل العمارة اليمنية التى أحبها كثيراً، ولهذا تبرع بمبلغ لإنشاء مدرسة للعمارة الطينية فى شبام للحفاظ على هذا التراث المعمارى الجميل.
ولم يكن جونتر جراس يخفى وقوفه ضد سياسات الكيان الصهوينى، التى وصفها بأنها الأخطر على السلام العالمى، وحملت قصيدة له عنوانها "ما يتحتم قوله" نشرت فى العديد مثل الصحف العالمية مثل: زود دويتشه الألمانية، لاريبوبليكا الإيطالية، نيويورك تايمز الأمريكية، اتهامات لإسرائيل بأنها تمثل التهديد الحقيقى للسلام فى العالم، منتقدا سياسة بلاده ومساعدتها العسكرية لإسرائيل.