- بشار مراد: نحن في وضع سيئ للغاية منذ بداية الحرب
- مدير الهلال الأحمر بغزة: إغلاق جميع المعابر لا ماء لا كهرباء لا غذاء
- هشام مهنا: الوضع الإنسانى في قطاع غزة أصبح كارثياً نظرا للتصعيد الهائل
- متحدث الصليب الأحمر بغزة: هناك العديد من المدنيين الذين يواجهون صعوبة في الحصول على الدواء
معاناة كبيرة تعيشها الأطقم الطبية في قطاع غزة، في ظل استمرار قصف الاحتلال الذي لم يميز بين الأطفال والنساء والشيوخ والمسعفين والأطباء، ويستهدف المستشفيات، ويمنع دخول الطعام والشراب والدواء والكهرباء والمياه لأكثر من مليوني إنسان لقطاع لم تتخط مساحته 365 كيلو متر مربع في أحد أضخم الجرائم الإنسانية التي يشهدها العالم في العصر الحديث، حيث تحولت مستشفيات غزة إلى مشارح للموتى في ظل عجز تلك المستشفيات عن معالجة المصابين في ظل نقص الأدوية والمعدات الطبية والوقود اللازم، وانقطاع الكهرباء، واستهداف الاحتلال بطائراته للمستشفيات مما جعل بعضها يخرج عن الخدمة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم استهداف أيضا سيارات الإسعاف التي تعمل على نقل الجرحى، مما أدى لاستشهاد العشرات من الأطقم الطبية وإصابة الكثير من المسعفين، لتزداد الأوضاع سوءا على أهالى عزة الذين يعانون بالفعل لإبادة جماعية، وتصعب مهمة المنظمات الإغاثية الهلال والصليب الأحمر في توصيل المساعدات الطبية ونقل الجرحى.
كان لنا تواصل مع الدكتور بشار مراد مدير عام الهلال الأحمر بقطاع غزة، والدكتور هشام مهنا المتحدث باسم الصليب الأحمر بقطاع غزة ، ليكشفان لنا حجم معاناة الأطقم الطبية والإغاثية في غزة، وخطورة الأوضاع في القطاع في ظل استمرار القصف الإسرائيلي والحصار المحكم ومنع الكهرباء والغذاء والأدوية، ولنبدأ بالدكتور بشار مراد مدير عام الهلال الأحمر بقطاع غزة.
صف لنا المأساه الإنسانية التى يعيشها أهالى غزة الآن بسبب التصعيد الإسرائيلى الأخير؟
نحن في وضع سيئ للغاية منذ بداية الحرب ونحن نناشد العالم المساعدة، ولكن للأسف لم يستجيب أحد.
الدكتور بشار مراد مدير عام الهلال الأحمر بقطاع غزة
كيف يؤثر حصار الاحتلال على عملكم؟
يؤثر الحصار الذي فرضه الاحتلال على عملنا، حيث تم إغلاق جميع المعابر لا ماء لا كهرباء لا غذاء.
كيف يعرقل الاحتلال الإسرائيلي جهودكم لإنقاذ المصابين؟
بالطبع يعرقل عملنا.. حيث سيتم إيقاف الخدمات الصحية خلال أسبوع إذا لم يتم توفير محروقات.
قطاع غزة
لننتقل إلى الدكتور هشام مهنا المتحدث باسم الصليب الأحمر بقطاع غزة.. كيف الأوضاع في غزة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي؟
الوضع الإنسانى في قطاع غزة أصبح كارثياً، نظرا للتصعيد الهائل في وتيرة الاستهدافات والعمليات العدائية، نحن شاهدنا العديد من المناطق في مختلف محافظات قطاع غزة، تم تدميرها بشكل كامل، والعديد من المنازل تم تسويتها بالأرض، والعديد من العائلات تقطعت أوصالها، آلاف العائلات نزحت داخليًا داخل قطاع غزة في مدارس تابعة للأونروا، بالإضافة إلى من لجأوا إلى أقرباهم وأحبائهم، فمنهم من استطاع الوصول ومنهم من لم يجد طريقا أو ملاذا آمنا للوصول.
الدكتور هشام مهنا المتحدث باسم الصليب الأحمر بقطاع غزة
ماذا عن الضحايا في قطاع غزة ؟
نتحدث عن أعداد كبيرة للغاية من الذين فقدوا حياتهم بما فيهم الأطفال والنساء والفرق الطبية والصحفيين أيضا الذين قضوا وهم على رأس عملهم يقوموا بالتغطية، بالإضافة إلى آلاف الجرحى.
كيف أثر حصار الاحتلال لقطاع غزة على المواطنين؟
هناك العديد من المدنيين الذين يواجهون صعوبة في الحصول على الدواء والغذاء اللازمين إما نتيجة صعوبة في الحركة والوضع الأمني السئ أو عدم القدرة على الحصول على المال اللازم من البنوك، والتي جزء منها قد تم تدميره، وهناك صعوبة في فتح المحال التجارية التي تعرض جزء هائل منها للقصف أو التدمير او مغلقة بسبب الوضع الأمني.
الدمار في غزة
كيف يعرقل الاحتلال الإسرائيلي جهودكم لإنقاذ المصابين؟
نحن نتحدث عن صعوبة هائلة في إيصال إمدادات الكهرباء والمياه، حيث بلغ العجز في إمدادات الكهرباء في غزة أكثر من 85% وذلك لانقطاع كافة الخطوط المغذية للقطاع من الكهرباء من إسرائيل، علاوة على أن الوقود المتوفر واللازم لتشغيل المحطة الوحيدة في قطاع غزة قد ينفذ، وتتوقف هذه المحطة خلال ثلاثة أو أربع أيام كأقصى حد كما أعلنت السلطات المختصة بذلك، وهذا من شأنه أن يؤثر على امدادات المياه وتقديم خدمات الصرف الصحي والقطاع الصحي.
ما وضع المستشفيات في غزة؟
المستشفى الأكبر في قطاع غزة تعمل بشكل كامل على المولدات، والتي تعمل بالتالي بالوقود، والوقود أصبح فيه كميات غير متوافرة كما هو معتاد، وتعرضت العديد من المراكز الطبية للضرر الجزئي نتيجة لارتفاع وتيرة الاستهدافات والغارات الجوية في جميع محافظات قطاع غزة، بما فيمها مجمع الشفاء الطبي، وبعض المراكز الصحية أصبحت خارج الخدمة نتيجة تعرضها للضرر الشديد، ناهيك عن الاستهدافات التي تعرضت لها طواقم وزارة الصحة وإسعافات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وكيف يتعامل الصليب الأحمر الفلسطيني مع نقص الوقود وهذا الحاصر؟
لقد أصبحت المستشفيات مليئة بالآلاف من المصابين الذين يتلقون الرعاية الطبية العاجلة، وهناك نقص شديد في المستلزمات والأدوات الطبية كما صرحت به وزارة الصحة الفلسطينية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر استجابت فورا وقدمت شحنة طبية لكل من وزارة الصحة الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تحتوي هذه الشحنة على مجموعة من المستلزمات الطبية وغير الطبية التي تساعد في رفع كفاءة وجهوزية الطواقم الطبية في الاستجابة للأزمة، وقد أكملت اللجنة الدولية منذ عدة أشهر مشروع ضخم يهدف إلى إعادة تأهيل قسم الطوارئ الخاص بمجمع الشفاء الطبي وهو المستشفى الأكبر في قطاع غزةـ، بزيادة قدرته الاستيعابية والسريرية وتدريب أيضا الكوادر الطبية المختلفة بوزارة الصحة الفلسطينية بتوفير العديد من التدريبات المتخصصة والتي تسهم في رفع كفاءتهم لتأدية عملهم بشكل أفضل خاصة في وقت الأزمات والطوارئ.
ما أبرز المساعدات التي تحتاجها غزة الآن؟
اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطلقت نداء عاجل بضرورة حماية المدنيين والفرق الإنسانية التي تقوم بأداء مهامها الإنسانية وإيصال الخدمات اللازمة والأكثر إلحاحا لشريحة كبيرة للغاية وهائلة من سكان قطاع غزة.
ما أبرز الخسائر التي تعرضتم لها نتيجة القصف الإسرائيلي؟
لقد تعرض أحد مساكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة لضرر بالغ نتيجة للغارات الجوية في تلك المنطقة، كما أن هناك أحد أفراد طاقم الصليب الأحمر أصبح وعائلته في نتاج المفقودين نتيجة لتعرض السكن الذي يعيش فيه للقصف، وتبذل اللجنة كافة مساعيها لتحديد مصيره ومصير الآلاف من المدنيين الذين أفقدوا مفقودين داخل قطاع غزة أو داخل إسرائيل.
ما أبرز جهودكم لمساعدة الضحايا؟
لقد تلقينا طلبات كثيرة وهائلة من مختلف أنحاء قطاع غزة لنداءات لتحديد مصير العديد من الأفراد الذين تم فقدهم داخل إسرائيل على مدار الأيام الماضية وتبذر اللجنة الدولية للصليب الأحمر كافة مساعيها مع كل أطراف النزاع من أجل تحديد مصير هؤلاء المفقودين، بالإضافة إلى المفقودين الذين تم إحضارهم إلى قطاع غزة مع إسرائيل، ونحن على تواصل مباشر مع السلطات المعنية، كذلك مع العديد من الجهات الدولية بهذا الخصوص.