-
محمود الهباش: الدعم الغربى لإسرائيل ليس مفاجئاً
-
مستشار الرئيس الفلسطيني: يجب بدء عملية سياسية تقود إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
-
أيمن الرقب: نتوقع ارتقاء مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني حال حدوث غزوا بريا
-
قيادي بحركة فتح: الاحتلال الإسرائيلي ضرب كل القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن
لم يكن يعرف الجندى الإسرائيلى المتواجد فى مستوطنة "رعيم"، صباح يوم السبت 7 أكتوبر 2023، بأنه سيكون على موعد مع أكبر عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية منذ بدايتها، عملية عرفت باسم "طوفان الأقصى"، لم تذهل الاحتلال فقط، بل أذهلت العالم كله من القدرة على التخطيط وفشل أجهزة الموساد فى معرفة أسرار العملية طيلة الشهور الماضية، بجانب التنفيذ فى وقت قياسى وتحقيق كل أهداف العملية، وقتل وآسر المئات، حيث تجاوز عدد القتلى الإسرائيليين حتى كتابة هذه السطور الـ1000 قتيل، وجرحى بالآلاف، لم يتوقع هذا الجندى التابع للاحتلال أنه سيكون ضمن أسرى المقاومة، فى أضخم عملية جعلت إسرائيل تعلن لأول مرة منذ حرب 6 أكتوبر 1973 بأنها فى حالة حرب، وكشفت الوجه القبيح للعالم الغربى المنحاز للاحتلال، والصامت عن جرائم إسرائيل ضد الأشقاء فى غزة، والذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية تنتهك كل أعراف وقواعد القانون الدولى بل وأعراف الإنسانية أيضا.
فى أولى ساعات صباح السبت 7 أكتوبر، فوجئت عدة مدن إسرائيلية بهجوم صاروخى وَاسعِ النطاق من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، التى وجهت ما تجاوز الـ5 آلاف صاروخ تجاه عدد من مستوطنات الاحتلال من ديمونا فى الجنوب إلى هود هشارون فى الشمال والقدس فى الشرق، ضمن تخطيط نوعى للمقاومة والذى تزامن مع اقتحام برى لعناصر المقاومة لعدد من المستوطنات القريبة من قطاع غزة عبر السيارات رباعية الدفع والدراجات النارية والطائرات الشراعيّة، وتأسر عدد كبير من الجنود والمواطنين الإسرائيليين، وتعود بهم لغزة بعد تمكنها من تنفيذ كل عناصر الخطة المحكمة، لتترك بلدات الاحتلال تدوى صفارات الإنذار بها، وتقصف الرعب لدى حكومة بنيامين نتنياهو التى أصبحت فى ورطة كبرى، بعد أن فشلت أحدث وسائل التجسس والتصنت لديها من كشف تلك العملية، وتتكبد العديد من الخسائر سواء بشرية أو مادية، وتقرر أن ترد بأبشع جريمة إنسانية من قصف جنونى على قطاع غزة يستهدف النساء والأطفال والشيوخ ويبيد مدن بأكلها وسط صمت مريب من المجتمع الدولى.
عملية "طوفان الأقصى" الأضخم من حيث التخطيط والتنفيذ سيكون لها الكثير من التداعيات سواء فى المستقبل القريب أو البعيد، لتكشف حجم التطور الذى تشهده المقاومة الفلسطينية فى مواجهة الاحتلال، وكذلك طريقة تعامل الاحتلال مع القضية الفلسطينية، وهنا نفتح ملفا بعنوان "طوفان الأقصى"، نطرح فيه العديد من التساؤلات على عدد من المسئولين والشخصيات السياسية الفلسطينية حول تداعيات الأحداث الأخيرة وانعكاسها على القضية، وأبرز مطالب الشعب الفلسطينى من العالم، ونسلط الضوء على حجم الدمار الذى اركبه الاحتلال ضد الأشقاء، ونبرز الانحياز الغربى للاحتلال وخطورة استمرار ا لتصعيد الإسرائيلى وغيرها من القضايا والموضوعات فى الملف التالى.
الدمار في غزة
خلال تواصلنا مع العديد من الشخصيات الفلسطينية سواء مسئولين أو سياسيين أو مسئولين بالقطاع الإغاثي أو صحفيين، البعض كان يتحدث معنا من تحت القصف، والبعض للتو ونحن نتحدث معه جاءت له الأخبار فقدان بعض أقاربه خلال القصف المستمر على قطاع غزة، فلم نستطع إكمال المحادثة معه، مشاهد ليست صعبة فقط على كاتب هذه السطور، بل مشاهد تتطلب تضامن لكل من كان له قلبا وشاهد تلك الوقائع المأساوية لأكثر من 2 مليون إنسان يتم إبادتهم وتدمير منازلهم على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
اخترنا أن نبدأ الملف بالحديث مع محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، والذي كان لنا معه محادثة مقتضبة حول تداعيات التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى، وكان لنا معه الحوار التالى.
في البداية كيف ترى التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة؟
التصعيد الأخير على قطاع غزة هو حرب إبادة تشنها دولة الاحتلال ضد شعبنا في غزة، وتتطلب وقفة من المجتمع الدولى لوقف هذا العدوان.
أول ما نطالب به الآن هو وقف حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على شعبنا في قطاع غزة، ووقف جميع أشكال العدوان على شعبنا في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك وقف انتهاك حرمة المسجد الاقصى المبارك ومنع إرهاب المستوطنين.
وما الذي ينبغي أن يحدث بعد وقف تلك الجرائم الإسرائيلية؟
يكون هذا تمهيدًا لعملية سياسية ذات مصداقية تقود إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
كيف ترى الدعم العربى لجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني؟
الدعم الغربى لإسرائيل ليس مفاجئاً، ولم نتفاجأ من هذا الموقف الغربي وخاصة الموقف الأمريكي.
لماذا لم يكن هذا الموقف مفاجئ لكم؟
لأننا نعرف جيدا أن إسرائيل هي مشروع غربى استعمارى يحظى بدعم كل القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي نعتبرها شريكاً في العدوان على الشعب الفلسطيني.
أيضا كان لنا حوار مستفيض مع الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، الذي تحدث مع تداعيات الجرائم الإسرائيلية الأخيرة على غزة وصمت انحياز غربى للاحتلال ، وما المنتظر حال تنفيذ قوات الاحتلال لغزوا بريا في القطاع وغيرها من القضايا المهمة في الحوار التالى..
في البداية.. كيف ترى جرائم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة؟
الاحتلال الإسرائيلي ضرب كل القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة عرض الحائط، ولم يلتزم بقرار التقسيم الذي أقر بقيام دولة يهودية على 52% من أرض فلسطين مقابل دولة عربية 46% من فلسطين التاريخية، فاحتل بدلا من ذلك 78% من أرض فلسطين التاريخية .
بما تفسر اختيار المقاومة هذا التوقيت لتنفيذ عملية "طوفان الأقصى" وما هو سبب انفجار الأوضاع في غزة؟
قطاع غزة ينفجر لأن قطاع غزة سجن كبير يعيش فيه 2.5 مليون نسمة يحاط بسور ذكى تجاوزه الفلسطيني كما تجاوز الجندي المصري خط بارليف سنة 73، والأمر لم يعد يحتمل في قطاع غزة، من فقر وبطالة وجوع وكل هذا الأمر أدى باتجاه هذا الانفجار، فجرائم الاحتلال متتالية.
ما أشكال تلك الجرائم الإسرائيلية على الفلسطينيين قبل بدء طوفان الأقصى؟
كثيرة.. ألم يرى العالم اعتداء الاحتلال على حرائر فلسطين في الخليل وتجريدهن من ملابسهن وإهانتهن وتصويرهن، واعتداء الاحتلال على أطفال وشيوخ ونساء القدس، رأى العالم كل ذلك ولكنه صمت وآن الأوان أن يسمع صوت الشعب الفلسطيني عالي.
كيف ترى الدعم الغربى للاحتلال؟
الدعم الغربي للاحتلال يظهر وقاحة هذا الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، هذا الغرب الذي سهل للاحتلال باحتلال فلسطين، بعد الحرب العالمية الأولى وجاء الأوان لينتهي كل هذا.
لماذا يصمت المجتمع الغربي عن جرائم الحرب التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين؟
المجتمع الدولى الذى تسبب في مأساة الشعب الفلسطيني والذي استمر احتلال فلسطين 75 عاما دون تحريك ساكنا أو ضغط على الاحتلال الإسرائيلي ، والمجتمع الدولى الذى صم آذانه أمام اعتداءات الاحتلال اليومية ضد شعبنا الفلسطيني، وصمت أمام ما قاله أحد المسئولين الغربيين، على منصة خطابه في باريس، أنه أمام الفلسطينيين 3 خيارات أولها الموت والثانى ترك فلسطين ومغادرتها، والثالث القبول بأن يعيشوا وضعاء داخل الدولة اليهودية.
بما تفسر الدعم الغربى للاحتلال وإرسال الولايات المتحدة لحاملات طائرات لإسرائيل ؟
الغرب الذي أسس هذا الكيان الإسرائيلى ويدعم جرائمه، وتكالب الغرب على الشعب الفلسطيني الأعزل، والولايات المتحدة الأمريكية على رأس التكالب الغربي، لأنهم لا يريدون لهذا الكيان أن ينهار، ولكن يريدون لهذا الكيان أن يبقى طويلا لأنه مصدر لتجارة الأسلحة في العالم، تُباع عبر الكيان الإسرائيلي الأسلحة لكل المنطقة فبالتالي بقاء الاحتلال مهم، وتُباع منظومات أمنية وتجسسية في كل العالم عبر هذا الاحتلال .
كيف ترى تداعيات حدوث غزو برى لقطاع غزة؟
الخشية الآن من غزو بري يستعد له الاحتلال قد يُنفذ خلال الفترة القادمة، ويخططون لتقسيم قطاع غزة لخمس كيانات مستقلة، لذلك رأينا القصف مستمر منذ الأيام الماضية حتى الآن بخطوط طويلة تمتد من الشرق إلى الغرب في قطاع غزة، ويقسم قطاع غزة بشكل طولي، 3 أو 5 قطاعات ثم يستدعي 300 ألف جندي من الاحتياط ولديه 175 ألف جندي نظامي، وقد يرسل إلى غزة عدد كبير من جنوده الذين سيتصرفون بهمجية ويقتلون بدم بارد آلاف من الشعب الفلسطيني، وأتوقع أن يكون هذا الغزو يرتقي فيه مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني.
هل تتوقع نجاح الاحتلال في هذا الغزو إذا قام به؟
أتوقع احتلال قطاع غزة لن يكون سهلا ونتوقع أن يكون لدينا مقاومة، ونتمنى ذلك، ونأمل أن تنجح جمهورية مصر العربية وقيادتها بوقف هذه الهمجية للاحتلال خاصة بعد ما أن تحدث وزير الحرب الإسرائيلي جالانت أن الكيان سيحاصر قطاع غزة وبقطع عنه الماء والكهرباء والغذاء والدواء، وأكمل جملته بوقاحة وقال: نحن نقاتل حيوانات بشرية، فهذا الأمر يعطي دلالة على طبيعة تفكير هؤلاء المجرمين السفاحين، ونتمنى أن تُكسر شوكة هذا الاحتلال في قطاع غزة وأن تكون قطاع غزة مقبرة لجنود الاحتلال الذين جاءوا بأرجلهم لهذه المقابر.
ما هي أبرز مطالبكم للعالم؟
نطالب من المجتمع الدولي الآن أن يتدخل لوقف اعتداءات الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وأن يدفع لاتجاه الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة عام 67 بما فيها القدس واعتبار ذلك أنها دولة فلسطينية وعلى الاحتلال أن يعترف بهذه الدولة ويعترف العالم بهذه الدولة، فقد آن الأوان لينتهي هذا الاحتلال وأن ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية مثله مثل شعوب العالم المنطقة أما أن نستمر في هذا الأمر فهو أمر صعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة