أشاد خبراء ومسئولون بقمة القاهرة للسلام المقرر انعقادها يوم السبت المقبل، موضحين أنها تمثل بارقة أمل لإنهاء الصراع القائم بالمنطقة، حيث قال جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح، إن قمة القاهرة للسلام التي دعا لها الرئيس عبدالفتاح السيسي تمثل بارقة أمل لإنهاء الصراع القائم بالمنطقة وتحييدها وتجنيبها من حالة انفجار قد يطال الجميع في هذا السياق.
وأضاف، خلال تصريحاته لقناة "القاهرة الإخبارية"، مع الإعلامية رغدة منير، أن القمة تعتمد على مجموعة من المسارات مثل مسار وقف العدوان الإسرائيلي ووقف إطلاق النار، ومسار وقف محاولة تهجير الفلسطينيين.
وتابع، أن ذلك القرار صدر بحقه مجموعة من القرارات باجتماع مجلس الأمن القومي المصري، ليرسل رسالة للعالم مفادها أن الدولة المصرية لن تقف مكتوفة اليد أمام كل ما يجري في المنطقة لأن من مصلحة مصر أن يكون هناك أمان بالمنطقة.
وأوضح، أن الجهود التي تبذلها مصر على الصعيد السياسي معروفة، سواء باللجنة الرباعية العربية الأوروبية أو الاتصالات التي أجرتها مصر مع دول العالم كافة لخلق مسار سياسي.
وأكد، أن القيادة السياسية المصرية يحاول خلق آفاق لعملية سلام والعودة لطاولة المفاوضات، ويرى الرئيس السيسي أنه لا يمكن الضغط على دولة الاحتلال إلا بمجموعة من الطرق من ضمنها إيجاد جماعة دولية ومحاولة ضغط دولي من أجل إلزام الاحتلال بوقف عدوانه وإطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات والعمل على إنهاء حالة الصراع القائم والتصعيد القائم بالمنطقة.
وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن مصر دائما تتحرك بنشاط في حل القضية الفلسطينية، والرئيس عبد الفتاح السيسي دعا لعقد مؤتمر دولي لبحث سبل حل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع مع إسرائيل، بمشاركة ممثلي الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن، والتي تمتلك سلطة اتخاذ القرارات الدولية.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، إن المؤتمر قد يعقد السبت المقبل، وبالفعل بدأت الدعوات تصل إلى قادة العالم، وهذه المبادرة تظهر حنكة مصر في توسيع دائرة المشاركين في المؤتمر، وتشكل ضغطًا على إسرائيل للاستجابة للتوصيات التي ستصدر عنه.
وأضاف أن مصر تسعى لبناء سلام في المنطقة منذ فترة طويلة، وأنه يأمل في نجاح المؤتمر وإحداث تغيير جذري في الأفق السياسي للفلسطينيين، كما أكد أن الأولوية الحالية هي وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للأهالي المحاصرين، وإجلاء الأجانب من المنطقة، فضلًا عن وضع حد للاقتتال والعنف، وفتح مائدة التفاوض بشكل جاد، يحقق طموحات الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الدبلوماسية المصرية تقوم بجهود كبيرة من أجل التهدئة ووقف القتال بغزة والوصول للهدنة قبل الوصول للقمة التي ستنعقد يوم السبت المقبل.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحات لبرنامج الحياة اليوم، المذاع على قناة الحياة نأن المشهد الحالي يأتي من رحم المأساه والأولوية العاجلة للإغاثة وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وأوضح السفير محمد حجازى، أنه يتم البحث عن حل لفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية حتى لو خرج الأجانب في المقابل ولكن ما زال الموقف الإسرائيلي متعنت، والمواقف الدولية تبلورت لدرجة أكثر تفاهما بعد أن كان مؤيدا بشكل كامل لإسرائيل.
و كشف العميد خالد عكاشة، رئيس المركز المصرى للدراسات السياسية والاستراتيجية، أهمية انعقاد قمة القاهرة للسلام السبت المقبل، وسط مشاركة دولية وإقليمية واسعة استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، تشمل دول مجلس الامن الاربع ذات الدائمة والدول الفاعلة فى المنطقة بما يعكس كافة التحركات المصرية وكم المباحثات التى أجريت مع القيادة السياسية المصرية، أظهرت شمولية الرؤية المصرية وقدرتها على قراءة الازمة ووضع النقاط على الحروف لما يمكن أن يكون قادم من أحداث.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية برنامج "كلمة أخيرة " الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على شاشة ON: أن مصر سوف تقدم ورقة رؤيتها للمسارات القادمة خاصة أن مصر أكثر دول المنطقة دراية وانخراطاً فى حمل عبء هذه القضية فى ضوء الترحيب الكبير من مختلف دول العالم ودول الاقليم وبمشاركة سكرتير عام الامم المتحدة يعكس أهمية وزخم المشاركين.
وتابع : "فى ذات الوقت أن الرؤية المصرية ترى أن جهود التهدئة فى الوقت الراهن لا تكفى وحدها لحل الأزمة، وأنه لابد من تناول الرؤية لتكون شاملة تقدم مسارات ورؤية للمستقبل فيما يخص التسوية الشاملة الخاصة بالقضية الفلسطينية وفقاً للثوابت المصرية العربية دون المساس بها ".
واستطرد: دول كثيرة تجاوبت مع الدعوة المصرية وستكون مشاركة متميزة وعلى نطاق واسع وتحقق المستهدف المصرى بأن تصل مصر لرؤية تحل الإشكاليات التى عطلت على مدار سنوات الدخول لأفق حقيقى للسلام والتسوية، مؤكداً أن مصر ترى أنه بدون تسوية وفق الثوابت المصرية العربية سندور فى حلقة مفرغة حتى وإن مضت الحلقة الحالية.
و قال دياب اللوح، السفير الفلسطيني بالقاهرة، إن القطاع الصحي في غزة انهار، وغير قادر على تقديم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين، ويتم معالجتهم بالدور وعلى التوالي، وحسب طبيعة كل حالة مع الحالات الأخرى.
وأضاف "اللوح"، خلال مكالمة هاتفية ببرنامج "في المساء مع قصواء"، المذاع على قناة "CBC"، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، أن الوضع في غزة بدون كهرباء ومياه للشرب وبترول وغذاء ومواد طبية، كما أن إسرائيل ترفض النداءات لفتح معبر رفح البري لإدخال المساعدات المقدمة من مصر ودول شقيقة وصديقة أخرى.
وأوضح أن إسرائيل رفضت دعوات فتح معبر رفح ودرت عليها اليوم وقبل قليل بقصف المعبر من الداخل والخارج، وكل صاروخ يسقط يحدث فوهة كبيرة تؤدي إلى تدمير بنية المعبر الداخلية والخارجية ما يحول تشغيله بشكل طبيعي.
ولفت أنه يحمل حكومة إسرائيل كامل المسؤولية عن هذه الجرائم التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وعن كل المجازر البشعة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمصابين.
وجه دياب اللوح، السفير الفلسطيني بالقاهرة، الشكر لمصر، قائلا إن مصر هي الشقيقة الكبرى التي ترعى منذ البداية في الوقوف مع الشعب الفلسطيني، والرئيس السيسي تلقى وأجرى الاتصالات مع زعماء وقادة دول عديدة لوقف هذا العدوان والحرب التي يتعرض لها قطاع غزة.
وأضاف أن ما يجري في قطاع غزة الآن هو حرب إبادة جماعية ممنهجة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وأبعاد، وما يجري في جريمة حرب كاملة الأركان ومجازر دموية بشعة ترتكبها قوات جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن هذه الحرب تستهدف الإنسان والبشر والبنية الصحية والطبية والمدارس والمساجد والجامعات وكل مرافق الحياة، وهناك تدمير ممنهج لمباني المواطنين.
ولفت أنه جرى تدمير أكثر من 5 آلاف مبنى سكني كبير، وتدمير أكثر من 40 ألف وحدة سكنية، وأكثر من مليون مواطن فلسطيني أصبحوا بدون مأوى، وأكثر من مليون و200 ألف مواطن فلسطيني جرى تهجيرهم من منازلهم من الشمال إلى الجنوب، وتدمير 14 مستشفى ومركز صحياً.