طوفان الأقصى.. الدكتور بلال الشوبكى رئيس قسم العلوم السياسية فى جامعة الخليل بالضفة: الاحتلال يمارس نفس منطق العصابات بغزة.. إسرائيل مرتبكة فيما يتعلق بالحرب البرية.. ومصر أكثر الدول تأثيرا فى تخفيف حدة الصراع

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023 02:07 ص
طوفان الأقصى.. الدكتور بلال الشوبكى رئيس قسم العلوم السياسية فى جامعة الخليل بالضفة: الاحتلال يمارس نفس منطق العصابات بغزة.. إسرائيل مرتبكة فيما يتعلق بالحرب البرية.. ومصر أكثر الدول تأثيرا فى تخفيف حدة الصراع الدكتور بلال الشوبكي
كتب أحمد عبد الرحمن – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

لم يعد شيء يخفى على المجتمع الدولة بشأن حجم المجازر التى يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء الفلسطينيين فى غزة، ومن حين لآخر تلوح إسرائيل بأنها تستعد لغزو بري. والذى أن حدث فلا يمكن توقع حجم المأساة الإنسانية التى ستتزايد بقوة فى القطاع الذى يقطنه ما يقرب من 2 مليون و400 ألف إنسان معرضون للإبادة ولجوع والعطش والتهجير، وكل أشكال الجرائم ترتكب ضدهم.

حاورنا الدكتور بلال الشوبكى، رئيس قسم العلوم السياسية فى جامعة الخليل بالضفة الغربية، الذى تحدث معنا عن المشاهد المأساوية التى يشهدها قطاع غزة مع استمرار القصف الإسرائيلى، وتداعيات هذا التصعيد الإسرائيلى وماذا سيحدث حال حدث غزوا بريا من قبل الاحتلال ضد القطاع؟ وكيف يرى الموقف الغربى المخزى تجاه جرائم الاحتلال؟ بجانب الموقف العربى عامة والمصرى خاصة بشأن دعم القضية الفلسطينية، وغيرها من القضايا والموضوعات فى الحوار التالى.

 

 

الدكتور بلال الشوبكى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخليل
الدكتور بلال الشوبكى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخليل بالضفة الغربية

 

صف لنا الأوضاع المأساوية في قطاع غزة بفعل استمرار القصف الإسرائيلى؟
 

الصورة تغني عن كل الكلام، فالكثير من الصور والمشاهد بقطاع غزة تشير إلى أن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم به بمنطق العصابات، عملية إبادة جماعية وتطهير عرقي للفلسطينيين، وإن جاء ذلك متزامنا مع تصريحات تقول أنها تضرب البنى التحتية لحركة حماس إلا أنه من الواضح أنها تقوم بعملية معاقبة جماعية.

 

كم حجم تضرر البنية التحتية في غزة؟
 

الوضع كارثي في قطاع غزة من حيث يضرب الاحتلال البنى التحتية والمنشآت المدنية وانقطاع المياه ونقص الغذاء والدواء، وتهديد المشافي، وكلها تنذر بأن القطاع مقبل على أزمة وكارثة إنسانية حقيقية ونأمل أن تنجح الجهود المبذولة قي تخفيف الأوضاع على قطاع غزة وفك الحصار وإدخال المعونات الإنسانية أن تنجح في الساعات القادمة.

الدمار في غزة
الدمار في غزة

 

 

كيف ترى تلويح إسرائيل بغزو برى في غزة؟
 

إسرائيل حتى هذه اللحظة مرتبكة فيما يتعلق بالحرب البرية في غزة لعدة أسباب.

 

وما هي هذه الأسباب؟
 

إسرائيل غير قادرة على توقع المفاجآت من داخل قطاع غزة، فلم تكن تتوقع أن قدرات كتائب القسام تتطور لهذا الحد الذي مكنها من شن ذلك الهجوم في 7 أكتوبر، وبالتالي من الممكن يكون لديها قدرات أخرى داخل القطاع وقد تصبح الحرب البرية مأزق جديد لحكومة نتانياهو والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بالإضافة على هذا فإن المقاومة أصدرت العديد من البيانات الفترة الأخيرة بأن لديها مضادات للدروع، وهذا أيضا للأمر والتي حالت على إقدام إسرائيل على العملية البرية، ويبقى عامل داخل إسرائيل فلا يوجد إجماع إسرائيلي على أن الحرب آلية هي الخيار الأفضل وإن كانت الأصوات الأعلى تنادي بهذا الموضوع فجزء منه حرب نفسية.

 

إذا لماذا تعلن إسرائيل عدة مرات أنها تستعد لغزو بري لغزة؟
 

إسرائيل لم تحسم أمرها بخصوص الغزو البري، وأرى أن جزءا من الإعلانات المتكررة بضرورة الغزو البري جزء منه حرب نفسية ومحاولة لإجبار المقاومة الفلسطينية على تقديم تنازلات آنية سريعة، وإسرائيل تحاول أن تشكل ضغط إضافي على المقاومة الفلسطينية من أجل التعاطي مع هذه المفاوضات الدائرة للإفراج عن الأسرى في وقت سريع جدا، بما يتجاوز مع ما صرحته المقاومة الفلسطينية عندما قالت إنها لن تتفاوض حول الأسرى إلا بعد وقف العدوان، وبالتالي ربما كان هناك نوع من أنواع الضغط .

 

الاحتلال

 

هل تستبعد أن يكون هناك غزو بري لغزة؟
 

تبقى مسألة الغزو البري غير مستبعدة، وإن ذهبت إليها إسرائيل ستذهب إليها مكرهة، فإنه ليس الخيار الذي تفضله إسرائيل، فهي لن تستطع العودة إلى شعبها وتقول حققنا انتصار، لم تستطع تهشيم صورة الهزيمة التي لحقت بها في 7 أكتوبر وهي بحاجة إلى شيء ما تقدمه للجمهور، وفي هذه الساعات تبحث إسرائيل عن تحقيق أي إنجاز، لكن على المستوى العسكري والأمني والسياسي لم تحقق شيء، وما حققته حتى هذه اللحظة مجازر بحق المدنيين الآمنين، ولا يمكن تقديم هذه للمجتمع الإسرائيلي على أنها إنجازات تذكر، فالخيارات البرية لم تكن خيارات سهلة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، لأن المقدرات العسكرية الإسرائيلية في المجال التقني وقوة الذخيرة وليس كافيا لمواجهة وخوض حرب برية لأنها تتطلب المعرفة بالبنية الديموغرافية والجغرافية ومقدرات الطرف الأخر وهذا الأمر تظن إسرائيل أنها تعلمه، والواضح أنها أخفقت أمنيا وهذا ما تبين قبل أسبوع من الآن، ويمكن أن تلجأ إسرائيل إلى خيار عمليات برية محدودة بمعنى أنه ليس اجتياحا كاملا لكل قطاع غزة ويبقى هذا الأمر خيار صعب بالنبة للاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما يفسر كيف إسرائيل بررت تأجيلها للغزو البري بسبب الطقس أحيانا ونصائح أمريكية أحيانا أخرى، بمعنى أنها لم تحسم أمرها بعد.

 

بما تفسر الدعم الأمريكي غير المتناهى لإسرائيل لبدء عملية غزو غزة بريا؟
 

أنا لا أرى أن الدعم الأمريكي في جوهره دعم لا متناهي لبدء غزو بري في قطاع غزة، بل ربما تكون الولايات المتحدة الأمريكية مترددة أكثر من إسرائيل في هذا الموضوع، وبإعادة قراءة المشهد مرة أخرى، نجد أن إسرائيل حتى هذه اللحظة تتلكأ في إمكانية الإقدام على حرب برية في قطاع غزة، وتسربت أخبار خلال 48 ساعة الماضية تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد نصحت إسرائيل بعدم الٌدوام على مثل هذه الخطوة، وهذه التسريبات جاءت بتنسيق مع إسرائيل، بالرغم من نفي هذا الموضوع.

 

جرائم الاحتلال في غزة

 

هل ترى أن واشنطن لا تدعم بأن تقدم إسرائيل على عزو برى؟
 

الولايات المتحدة الأمريكية تدعم إسرائيل، ولكن أيضا تحاول أن تساعد إسرائيل في اتخاذ القرارات الأسلم، لأن الدخول في حرب برية قد يعني انخراط جبهات أخرى في مواجهة إسرائيل، وربما هنا يأتي دور الولايات المتحدة ،بمعنى ان دورها ليس في الحرب البرية وإنما دورها في التلويح باستخدام القوة ضد أطراف تتدخل، ونتحدث عن الجبهة اللبنانية حيث تدخلها محدود في سياق مشاغلة الاحتلال الإسرائيلي، والإبقاء على ورقة الجنوب اللبناني ورقة ردع أكثر من كونه انخراط كامل ومباشر وفعال في هذه المواجهة

 

تعتقد لماذا أعطى الغرب الضوء الأخضر لإسرائيل لممارسة جرائمها في غزة؟

 

بالنسبة للدول الغربية، في معظمها لأن بعضها لديه موقف مختلف مثل النرويج، فالدول الغربية الرئيسية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهذه الدول المحورية في الغرب لديها موقف مساند لإسرائيل منذ أن أقيمت دولة الاحتلال الإسرائيل، ولكن أن تعطي ضوء أخضر لإسرائيل للإقدام إلى ما أقدمت إليه رده إلى عاملين، لأن إسرائيل هزمت حقيقة في 7 أكتوبر وإسرائيل كبنية استعمارية في المنطقة مشروع غربي يضرب في عمق المنطقة العربية ويفكك المنطقة العربية ودائما هو عامل من عوامل عدم الاستقرار في هذه المنطقة، ولمصالح الغرب في هذه المنطقة هي معنية ببقاء إسرائيل بصورتها التي لا تنهز.

 

وماذا يعنى هزيمة إسرائيل في يوم 7 أكتوبر على يد المقاومة بالنسبة للغرب؟
 

هزيمة إسرائيل معنها هزيمة هذا الوجه الاستعماري، فهذا وجود استعماري، حين تكون الولايات المتحدة والغرب قادرين على فرض وقائع على الأرض في المنطقة العربية وتحديدا في الأراضي الفلسطينية، فإنهم لا زالوا ينظروا لإسرائيل كدولة وظيفية في المنطقة، وهناك الكثير من المفكرين المصريين الذين تحدثوا عن هذا الدور الوظيفي وبشكل معمق من بينهم الراحل عبد الوهاب المسيري الذي تحدث مرارا عن هذا الدور الوظيفي وأهميته للبنى الاستعمارية الغربية، وحينما نتحدث عن إسرائيل هذه اللحظة بصورتها التي هُزت في 7 أكتوبر 2023 معناها أصبح المشروع برمته في خطر، والدول الغربية الآن حينما تأتي لتنتشل إسرائيل أتت لتنتشل مشروعها ومصالحها في هذه المنطقة والتي تعلم جيدا أن هز هذه الصورة تعني تغيير كل المنطقة برمتها والمسألة غير مرتبطة فقط بالفلسطينيين.

 

القصف الإسرائيلى على غزة

 

 

كيف ترى الموقف العربى تجاه التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؟
 

لا يمكن وضع الموقف العربي في سلة واحدة، فالتحركات العربية حتى هذه اللحظة ليست تحركات متساوية من حيث الأهمية، فأكثر الدول الآن معنية بضبط المشهد من جديد وتخفيف حدة الصراع هي جمهورية مصر العربية ، والمملكة الأردنية الهاشمية لإدراكهما أن نجاح لإسرائيل في التوغل أكثر في قطاع غزة والتسبب في أزمة إنسانية قد تقود لعملية تهجير كما تطمح إسرائيل سيكون مردودها على الدول الأخرى بعدم الاستقرار وهنا يأتي دور الدول العربية في محاولة البحث عن مساندة دولية من أجل صد إسرائيل ومنعها من المضي قدما في هذا المسار، ولكن بمستويات أخرى نجد أن المواقف العربية الخليجية عبارة عن دعوات حتى هذه اللحظة لإسرائيل لعدم التدخل التوغل أكثر ووقف العدوان، وتبقى المظلة العربية مظلة مهمة جدا ومن الضروري تفعيلها واستخدامها لإسناد الفلسطينيين في هذه المحنة.

 

هل هناك مساعٍ للإعداد تقرير جديد حول انتهاكات الاحتلال يسلم إلى المحكمة الجنائية الدولية؟
 

بالنسبة لملف المحكمة الجنائية الدولية، ربما تكون هناك مؤسسات حقوقية وجهات رسمية فلسطينية تقوم بجمع الأدلة والبيانات من أجل التقدم بملف القضية للمحكمة الجنائية الدولية، ولا يبدو أن إسرائيل تلقي بالا لمثل هذه الجهود منذ زمن بعيد، فالمسألة تؤثر على إسرائيل وممكن تشكل ضغطا ما، فحتى هذه اللحظة إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل المنظمات والمواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني وكل ما تم التوصل إليه على مستوى العالم في هذا المجال، إسرائيل تتجاوزه، لدى الفلسطينيين قرارات أممية ومجلس أمن والكثير من القرارات التي من المفترض تكون ملزمة لإسرائيل في إنهاء احتلالها على الأقل الحد الأدنى التي قبلت به منظمة التحرير وهي الأراضي المحتلة عام 67 ومع ذلك تصر إسرائيل على المضي قدما على مشروعها الاستيطاني الاستعماري في كافة الأراضي الفلسطينية.


 

كيف ستواجهون هذا التصعيد الإسرائيلي السافر على الشعب الفلسطيني؟
 

الفلسطينيون يواجهون في قطاع غزة بالصمود ورفض تعليمات إسرائيل بالهجرة القسرية والخروج من بيوتهم بالرغم من أن منهم من نزح كرها لأن بيوتهم قد هدمت ولكن أولئك الذين بقوا في بيوتهم هذا هو خط الدفاع الأول، الصمود والبقاء في الأرض، والفلسطينيون أيضا يعولون على إمكانية مشاغلة إسرائيل في مناطق أخرى وليس فقط في قطاع غزة، ففي عام 2021 حينما اندلعت هبة جماهيرية شعبية دون مقاومة عسكرية في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 على الفلسطينيين في قطاع غزة، فلا يوجد لدى الفلسطينيين الآن خيار سوى الصمود، فهناك فجوة عسكرية بين الطرفين وإسرائيل تزيد في بطشها، فإن كانت المقاومة الفلسطينية لديها مقدرات كافية لردع إسرائيل أو لتحقيق شيء من توازن الرعب، فإن بقية الفلسطينيين في كافة المناطق دورهم الآن الصمود في هذه الأرض، وعدم تنفيذ أجندة الاحتلال الإسرائيلي بالتهجير.

 

قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلى

 

وبما تفسر تشديد مصر على رفضها بأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية؟
 

بالنسبة للموقف المصري، منذ الساعات الأولى، نرى تصريحات متسارعة، أولا في الدور المصري في محاولة إرسال المساعدات بالرغم من أن إسرائيل حذرت من القصف إلا أنه ما زالت المحاولات قائمة حتى هذه اللحظة، وبرأيي أهم موقف لمصر والذي ينبغي دعمه هو رفضها المطلق لعملية تهجير الفلسطينيين وإخراجهم إلى أي منطقة وخاصة إلى سيناء، ومسألة إغلاق الحدود كانت مسألة مهمة بالرغم أن البعض قد صورها في لحظة من اللحظات أنها خطوة غير حكيمة، إلا أن المشهد الكلي يتطلب رؤية أبعد بكثير من مجرد فتح معبر، لأنه يجب أن يكون القرار ليس فقط فلسطينياً وإنما قرار من دولة وازنة في المنطقة  برفض عملية التهجير لأن إسرائيل معنية بتنفيذ هذا المخطط وإفراغ الأراضي الفلسطينية من أكبر قدر من الفلسطينيين.

 

وكيف ترى الموقف الشعبى المصرى من خلال حملات التبرعات للأشقاء الفلسطينيين؟
 

أود التعقيب على الموقف المصري، ليس فقط على الدور الرسمي المصري، نشهد أن هناك تفاعلا غير محدود مع الفلسطينيين من قبل الشعب المصري والوسائل الإعلامية المصرية وبرأيي هذا فيه نوع من المؤشرات الإيجابية جدا، ومن المهم الإضاءة على أن العلاقة عادت إلى ما يجب أن تكون عليه الحال، فهناك وحدة ومصير مشترك وعلاقات وطيدة منذ الأزل ما بين الشعبين الفلسطيني والمصري، وأرى أنه من المهم جدا تقدير مثل هذه التحركات على المستوى الشعبي، والتغطية الإعلامية، نتابع وسائل الإعلام المصري والتي تغطي ما يجري في قطاع غزة، فعلا أن هناك تقدم ملموس في مستوى التفاعل مع القضية الفلسطينية وهذه نقطة تجدر الإشارة لها.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة