<< الجماهير العربية متضامنة بشكل كبير تجاه القضية الفلسطينية
<< من المبكر الحديث عن تحقيق محكمة الجنايات الدولية في جرائم إسرائيل
تستمر جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال بطائراتها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بقذائف محرمة دولية، وسط دعم أمريكى غير محدود، واستمرار للموقف المخزى من جانب المجتمع الدولى تجاه تلك الجرائم التي تتنافى مع كل أعراف وقواعد القانون الدولى، ضحايا من كل الفئات وعائلات تم محوها بالكامل من السجلات نتيجة القصف الوحشى من الاحتلال للمبانى والبيوت، وأطفال ونساء يعيشون تحت ويلات طائرات الاحتلال والجوع والعطش نتيجة الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة.
تواصلنا مع الدكتور عبد المهدي مطاوع المحلل السياسى الفلسطيني لنتحدث معه عن تداعيات الجرائم الإسرائيلية ضد أهالى قطاع غزة، وسيناريوهات التصعيد خلال الفترة المقبلة، والدعم الأمريكي للاحتلال لاستمرار جرائمه، وكيف يواجه الفلسطينيين هذا الواقع المظلم الذي فرضه الاحتلال، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي:..
عبدالمهدي مطاوع المحلل السياسى الفلسطيني
كيف ترى تداعيات التصعيد الإسرائيلى السافر على قطاع غزة؟
ما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي من قصف جنونى ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جريمة إبادة جماعية، وحصار لمنع وصول الطعام والمياه والوقود، هي جرائم تتنافى مع كل الأعراف وقواعد القانون الدولى.
تعتقد لماذا أعطى الغرب الضوء الأخضر لإسرائيل لغزو غزة؟
الغرب هو من ساهم في تأسيس إسرائيل، وعندما يشعر أن هناك خطرا على إسرائيل يتدخل وهو داعم لها بشكل كامل، وربما ساهمت بعض المشاهد التي تم تداولها في تجنيد أكبر وأسرع سهل على إسرائيل مهمتها فيما يتعلق بتبرير ما تفعله، والغرب أثبت أكثر من مرة أنه يكيل بمكيالين، وهناك أمر واضح، ومثال قريب، كيف تعامل مع القضية الأوكرانية، فموضوع العدالة بالنسبة لهم مفقود ويرتبط بالمصالح التي تحتكم لها سياسات هذه الدول.
قطاع غزة والقصف الإسرائيلى
بما تفسر الدعم الأمريكي غير المتناهى لإسرائيل لاستمرار جرائمها ضد الشعب الفلسطينى؟
ربما كانت المشاهد التي تم بثها في بداية العملية والتي تتضمنه من إصابات واحتجاز مدنيين وحجم الضرب غير المسبوق لإسرائيل بهذه الكيفية، ساهمت بشكل كبير في الدعم الأمريكي بهذه السرعة.
كيف ترى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن عن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل وإرسال حاملات طائرات له؟
بشكل عام جو بايدن معروف بأنه يفتخر بأنه صهيوني، والرؤساء الأمريكيين بشكل عام يتعهدون دائما بالدفاع عن إسرائيل عند تعرضها للمخاطر، ولدي رأي أخر أيضا، بأن الولايات المتحدة وجدت فرصة غير مسبوقة لإعادة ترتيب المنطقة عبر إضعاف كل الفصائل والميليشيات التي تتلقى دعما من إيران في المنطقة، سواء في لبنان، لأن الولايات المتحدة تعتبر أن حزب الله ذراع طولى لإيران وتتحكم في منطقة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة بجانب إسرائيل، وهذا على المستوى الإستراتيجي.
بايدن
هل هذا الدعم الأمريكي للاحتلال هو جزء من الدعم التاريخى لواشنطن إسرائيل في كل حروبها؟
إذا عدنا للوراء تاريخيا، الولايات المتحدة تدخلت بشكل مباشر في عام 73 عندما استنجدت بها إسرائيل بعد العبور المصري العظيم، في عام 82 عندما اجتاحت إسرائيل لبنان بهدف منع إطلاق الصواريخ، شكلت الولايات المتحدة دعما عسكريا واستقدمت بارجات حارصت لبنان بحريا، وحتى المفاوضات مع الفلسطينيين، المقاومة في لبنان كانت مع فيليب حبيب الوسيط الأمريكي، وبالتالي أي مرحلة فيها تغيير أو إعادة تشكيل ستجد الولايات المتحدة موجودة فيها.
كيف ترى الموقف العربى تجاه التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؟
الموقف العربي يمكن قرائته شعبيا أو رسميأ، الجماهير العربية متضامنة بشكل كبير تجاه القضية الفلسطينية ومع ما حدث، وعلى المستوى الرسمي على رأس الدول مصر موقفها مشرف من البداية وبياناتها التي صدرت تحاول وضع لبنة أساسية لإنهاء هذا الجنون الذي يحدث في غزة، وأكثر المواقف التي أعتبرها قوية هي مواقف مصر والسعودية والأردن.
غزة
هل هناك مساعى للإعداد تقرير جديد حول انتهاكات الاحتلال يسلم إلى المحكمة الجنائية الدولية؟
من المبكر الحديث عن موضوع محكمة الجنايات الدولية، فمن المفترض أنها تتابع الحروب وما يجري فيها كما حدث في أوكرانيا، فعندما كان هناك حدث أو حدثين حققت المحكمة فيهما سريعا، ولكن فيما يتعلق الأمر بإسرائيل، باعتقادي يكون هناك تأخير وتسويف كبير، ويجب دراسة الموضوع، وهل كانت هناك انتهاكات من الجانب الفلسطيني، فالمحكمة حينما تراجع حرب، تراجع الأطراف جميعا، وبرأيي من المبكر الحديث عن موضوع محكمة الجنايات الدولية.
كيف ترى الموقف المصرى الذي يسعى لوقف التصعيد؟
الموقف المصري غير مستغرب، مصر في كل المواجهات تحاول وقف شلال الدماء، وتحاول الحفاظ على الحياة الطبيعية للفلسطينيين في غزة، وحماية الشعب الفلسطيني، ومساعدات سياسية حتى المعنوية والصحية، هذا أمر ليس جديد على مصر، وهذا دورها كدولة مفصلية في المنطقة ولا غنى عن الدور المصرى.
