صدر حديثا عن دار الكتب خان للنشر، فى القاهرة، ترجمة عربية لرواية بعنوان "راقصة البلاط" للكاتبة تأليف كيونج سوك شين، ونقلها إلى اللغة العربية المترجم محمد نجيب، وهى واحدة من أشهر الروائيين فى كوريا الجنوبية، وأول كاتبة كورية تفوز بجائزة مان الآسيوية الأدبية فى 2012 عن روايتها "أرجوك إعتن بأمي".
فى رواية "راقصة البلاط" نتابع "جين لى" فى هذا النزل على سفح الجبل، حينما سمعت الموفـد الفرنسى فـيكتور يناديها بالكورية "ملاكي". كانت مصدومة أكثر بتلفظه الكورية بطريقة سليمة خالية من أى لكنةٍ فرنسية أكثر من مناداته لها بـ الملاك.
راقصة البلاط
تدرب فيكتور على الكورية كلما سنحت له الفرصة لذلك، لكن كان هنالك شيء ينقصه دائما لإجادتها، وكانت كلماته تخرج مبعثرة من دون ترابط. عبورها المحيط إلى بلده، كان يعنى العيش مع أناس تتحدث بلغة مختلفة. ربما استشعر توترها الداخلي.
لم يكن هنالك أى شك فى أن فـيكتور قد ناداها بـ "ملاك" لأول مرة بكوريةٍ متقنة، فى هذا النزل القابع فوق سفوح جبال بلادها. جعلتها الكلمات الكورية المتدفقة بسلاسةٍ من بين شفتيه تدرك لأول مرة كيف يمكن للغةٍ أن تحرك المشاعر. ﭬـيكتور الذى لا يزال يجد صعوبة فى نطق اسمها، جعل قلبها الوديع يرتعش.
كانت مغمورة بنشوةٍ كأنها قد غاصت بقدميها المرهقتين فى ماء دافئ. شعور محا التعب الذى خلفه اهتزاز جسمها طوال اليوم داخل المحفـة. فى تلك اللحظة اختفى هاجسها بضرورة إبقاء مسافةٍ بينهما، والذى انتابها منذ أول يوم قابلت فيه ﭬـيكتور وقاومت على أثره محاولاته للتقرب منها. تركت شعرها الأسود يسقط على مؤخرة عنقها وأمسكت بفرشاة شعرها.