أثار الصمود الفلسطيني في وجه آلة الحرب والعدوان الإسرائيلية الممتدة منذ قرابة أسبوعين ، حالة من الارتباك في الداخل الإسرائيلي ، وهو ما ظهر واضحاً في تعمد قوات الاحتلال استهداف المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية من موجة التصعيد الحالية ، وفتح الباب أمام دعوات لعزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الإخفاق المتتالي علي صعيد إدارة الداخل ، وعلي صعيد المواجهات مع الفصائل المقاومة.
وقالت صحيفة الجارديان إن الجمهور الإسرائيلي منقسم حول استجابة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته حول كيفية التعامل مع الأزمة حيث أصبحت قضية الرهائن في مقدمة الانتقادات الموجهة لنتنياهو.
وقال بعض الإسرائيليين فى تل أبيب إن قرار نتنياهو بإعطاء الأولوية للهجمات العسكرية على إطلاق سراح الرهائن هو أحدث علامة على أنه حان وقت لتنحى نتانياهو بعد 16 عاما فى السلطة.
وقالت تسفيا شمويلفيتش، التى خدمت فى الجيش الإسرائيلي خلال حرب عام 1973: "حتى قائد الجيش، رئيس جهاز المخابرات الداخلية (الشين بيت) قال: نحن مذنبون، ونحن نتحمل المسؤولية لكن نتنياهو لا يعترف بالفشل أبدا".
وأضافت: "يقول الكثير من الناس أن هذا ليس الوقت المناسب لزعيم جديد، ونحن نقول إن هذا هو الوقت المناسب إنها ليست سياسة. كل يوم يستمر فيه كرئيس للوزراء نفقد المزيد من الناس"، وتابعت إن من المرجح أن يقوم نتنياهو باستطلاع آراء أنصاره في حزب الليكود ليقرر ما يجب فعله بدلاً من مراعاة مشاعر الرهائن وعائلاتهم.
وأضاف إيتامار جافي الجندي السابق: "أعتقد أنه يقود إسرائيل إلى مكان عميق ومظلم للغاية"، وانضم قدامى المحاربين الآخرين في الخدمة العسكرية الإلزامية في إسرائيل إلى الانتقادات. قال أحد الرجال: "لقد تسبب في المشكلة".
وقال آخر: "لم يكن هو سبب المشكلة، بل هو المشكلة.. كل يوم، كل دقيقة، وجوده في السلطة يمثل مشكلة”.
وركز نتنياهو في المقام الأول على استهداف حماس والهجوم المستمر على قطاع غزة الذى خلف حتى الآن أكثر من 3000 قتيل و12500 مصاب، وقالت المقاومة الفلسطينية إن ما لا يقل عن 22 من الرهائن الإسرائيليين قتلوا فى القصف.
الارتباك لم يكن قاصراً علي إسرائيل ، ففي الغرب الذي يدعم وبشكل مفتوح الجرائم الإسرائيلية ، ترصد دوائر الأمن والاستخبارات تحذيرات متتالية من احتمالات تحول مظاهرات الغضب وفاعليات التضامن مع فلسطين إلى أعمال شغب ، بجانب فرضية عودة الهجمات الإرهابية للأهداف الأجنبية داخل الدول الغربية أو خارجها.
وأصدر رؤساء المخابرات الأمريكية والبريطانية تحذيرا مشتركا، ما يعد سابقة تاريخية من تزايد المخاطر خاصة الإرهاب الداخلي نتيجة الأزمة الفلسطينية، وفقا لصحيفة الجارديان.
وقال كين ماكالوم، المدير العام لوكالة المخابرات البريطانية الداخلية MI5، إن هناك خطرا من أن يستجيب الأفراد "الذين بادروا ذاتيا" والذين ربما تحولوا إلى التطرف عبر الإنترنت بطرق عفوية أو غير متوقعة في المملكة المتحدة بعد الهجمات الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال: "من الواضح أن هناك احتمال أن تؤدي الأحداث في الشرق الأوسط إما إلى توليد حجم أكبر من التهديد البريطاني، أو تغيير شكله من حيث ما يتم استهدافه، ومن حيث كيفية استلهام الناس".
وقال كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن التهديدات الإرهابية تتطور بسرعة في الولايات المتحدة، وقال إنه لا يستبعد قيام المنظمات الإرهابية الأجنبية باستغلال الصراع لدعوة مؤيديها لشن هجمات على الأراضي الأمريكية.
وأشار إلى زيادة في التهديدات المبلغ عنها ضد الأمريكيين المسلمين والامريكيين اليهود والمؤسسات ودور العبادة فى الولايات المتحدة.
وكان ماكالوم وراى يتحدثان في بداية اجتماع لرؤساء الوكالات الاستخباراتية من وكالات استخبارات العيون الخمس، استضافه مكتب التحقيقات الفيدرالي في كاليفورنيا. وكان من بين الحاضرين أيضًا قادة الوكالات المحلية من أستراليا وكندا ونيوزيلندا.
وأكد أن MI5 تلعب دورا في الجهود المبذولة لتحديد مكان الرهائن البريطانيين، وبدوره قال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ان يعمل أيضا على تحديد مكان الأمريكيين الذين تم تصنيفهم في عداد المفقودين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة