عانى قطاع غزة من حروب متتالية نتيجة رغبة جيش الاحتلال الإسرائيلي في السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية، تدمير القدرات العسكرية للفصائل المسلحة التي تدافع عن المدنيين أمام آلة البطش الإسرائيلية، وتهدف إسرائيل لإضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية سواء بشن حروب وعمليات عسكرية أو تعزيز الانقسام بين المكونات الفلسطينية.
وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية أكثر من 10 آلاف شهيد فلسطيني وتسجيل عشرات الآلاف المصابين غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
نستعرض في هذا التقرير الحروب السبعة التي تعرض لها قطاع غزة وكافة الإحصائية الخاصة بعدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة، بالإضافة لعدد القتلى والمصابين في صفوف الجانب الإسرائيلي.
الحرب الأولى "عملية الرصاص المصبوب" 2008
أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي العملية العسكرية التي امتدت لـ 22 يوما، بهدف وضع حد لإطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة، والوصول إلى المكان الذي تخبئ فيه الفصائل الأسير الجندي جلعاد شاليط.
واستخدمت إسرائيل في هذه الحرب أسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وأطلق أكثر من ألف طن من المتفجرات.
أسفرت هذه الحرب عن أكثر من 1430 شهيدا فلسطينيا، منهم أكثر من 437 طفل و111 امرأة و123 من كبار السن، ارتقاء 14 من الطواقم الطبية، إصابة 4336 فلسطيني مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة 300 آخرين شرطيا، إضافة إلى أكثر من 5400 جريح.
ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 10 آلاف منزل دمارا كليا أو جزئيا، واعترفت إسرائيل بمقتل 13 إسرائيليا، بينهم 10 جنود، وإصابة 300 آخرين.
الحرب الثانية/ عامود السحاب 2012
استمرت هذه الحرب لمدة أسبوع واحد وأسفرت العمليات الجوية والبحرية والبرية الإسرائيلية فيها عن استشهاد 149 فلسطيني، من بينهم 105 من المدنيين، جرح 1000 فلسطيني، من بينهم أكثر من 900 مدني، مقابل مقتل 20 إسرائيلي وإصابة 600 آخرين.
كان الهدف من الحرب تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات الفصائل صواريخها، وانطلقت باغتيال إسرائيل أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
البنية التحتية المدنية في غزة تضررت بشكل كبير من الأنشطة الجوية الإسرائيلية، حيث تم تدمير 124 منزلا في جميع أنحاء قطاع غزة بشكل كامل، وتدمير 2050 منزلا تدميرا جزئيا، بما في ذلك 52 مكانا للعبادة، و97 مدرسة، و15 مدرسة صحية، و24 مبنى حكومي وخدمي.
وفي 21 نوفمبر 2012 تم وقف إطلاق النار وإعلان اتفاق تهدئة من القاهرة.
الحرب الثالثة عام 2014/ الجرف الصامد
أطلقت إسرائيل في السابع من يوليو 2014 عملية سمتها "الجرف الصامد"، وردت عليها الفصائل بمعركة "العصف المأكول"، واستمرت المواجهة 50 يوما، شن خلالها جيش الاحتلال أكثر من 60 ألف غارة على القطاع.
استمرت هذه الحرب لمدة أسبوع واحد وأسفرت العمليات الجوية والبحرية والبرية الإسرائيلية فيها عن استشهاد 2322 فلسطينيا، من بينهم 530 طفلا و 302 امرأة، 23 من الطواقم الطبية، و11 موظف في الأمم المتحدة، بجانب جرح 10870 فلسطيني، من بينهم 3303 طفل و2101 امرأة. في المقابل قتل 72 إسرائيليا، من بينهم 64 جندي ، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وأصيب 2522 إسرائيليا بجروح، بينهم 740 عسكريا.
دمرت الصواريخ والقذائف الإسرائيلية خلال هذه الحرب، ما مجموعه 17132 منزل من بينها 2456 منزل مدمر بشكل كلي، و14667 منزل دمر جزئيا، بجانب تسعة محطات لمعالجة المياه، و29 منشأة طبية من بينها 10 مستشفيات، و222 مدرسة، من بينها 76 مدرسة تابعة للأمم المتحدة، ومحطة توليد كهرباء واحدة، 62 مسجد.
الحرب الرابعة/ عملية حارس الأسوار
استمرت هذه الحرب لمدة 11 يوما وأدت إلى استشهاد 248 فلسطينيا، من بينهم كامل أفراد 20 عائلة، إصابة نحو 1948 آخرين، من بينهم 60 طفل و 400 امرأة، مقابل مقتل 12 إسرائيلي وإصابة 330 آخرين، خلال الغارات الجوية التي صاحبت هذه الحرب، تم تدمير 32 برج سكني بشكل كامل، بجانب 1042 وحدة سكنية وتجارية، موزعة على 258 مبنى، وسبعة عشر منشأة طبية، و53 مدرسة.
وقد تم وقف إطلاق النار بعد وساطات وتحركات وضغوط دولية.
الحرب الخامسة/ الفجر الصادق 2022
استمرت هذه الحرب على مدار ثلاثة أيام، وأدت إلى استشهاد 49 فلسطينيا، من بينهم 17 طفلا و4 سيدات، وإصابة 360 آخرين، في حين لم يسقط في الجانب الإسرائيلي أي قتيل، وجرح 62 إسرائيلي.
وجاءت عملية الاغتيال في ظل جهود تبذلها مصر لمنع تدهور الأوضاع، إثر إقدام إسرائيل على اعتقال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في جنين بالضفة الغربية بسام السعدي.
وردت حركة الجهاد الإسلامي بعملية سمتها "وحدة الساحات"، وأطلقت خلالها مئات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية.
الحرب السادسة/ عملية السهم والدرع مايو 2023
استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال هذه الحرب لمدة خمسة أيام متواصلة، وأسفرت عن استشهاد 33 فلسطينيا، وجرح 60 آخرين، في حين قتل في الجانب الإسرائيلي قتيل واحد، وجرح سبعة آخرين.
الحرب السابعة/ طوفان الأقصى/ 2023
بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين 3785 شهيدا وإصابة 12500 آخرين جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، منهم 1524 طفلا و1000 سيدة و120 مسنا، إضافة لإصابة 12493 آخرين بجراح مختلفة منهم 3983 طفلا و3300 سيدة.
سجلت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 44 من الطواقم الطبية وإصابة 70 آخرين، موضحة أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهداف 23 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة بعد تدميرها بالكامل.
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 484 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر الجاري، راح ضحيتها 2776 شهيداً؛ ومئات لا زالو تحت الأنقاض، أكثر من 65% منهم من النساء والأطفال.
أعلنت إسرائيل مقتل 1500 إسرائيليا وجرح 4 آلاف آخرين، وأسر أكثر من 200 جندي إسرائيلي.
تبقى هذه الحصيلة تعبيرا عن حجم الخسائر البشرية التي تكبدها المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة نتيجة الحروب الإسرائيلية المستمرة، علما أن حصيلة شهداء غزة من 2008: حتى مايو 2023 قد سجلت سقوط 4211 شهيدا فلسطينيا مقابل مقتل 118 إسرائيلي فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة