تشهد الولايات المتحدة ارتفاع في الجرائم ضد المجتمعات المسلمة واليهودية فى نمط مألوف للتوترات التى تتصاعد عندما يندلع صراع ويقتل أمريكيون أو يؤخذون كرهائن.
وفقا لوكالة أسوشيتد برس، أثارت حادثة طعن قاتلة في إلينوي، وتصويب مسدس على المتظاهرين في ولاية بنسلفانيا، وتخريب المعابد اليهودية، ومضايقة الموظفين في مطعم فلسطيني المخاوف من أن الحرب بين إسرائيل وحماس تثير أعمال عنف في الولايات المتحدة.
وقال بريان ليفين، المدير المؤسس لمركز دراسة الكراهية والتطرف في جامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو: "لدينا تهديد ذو شقين للمجتمعات الدينية الأمريكية".
ومع ذلك، تعتقد منظمات الحقوق المدنية أنه حتى قبل الأزمة في غزة، لم تكن بيانات الجريمة تعكس الواقع بسبب عدم مشاركة أقسام الشرطة المحلية والخوف الداخلى بين السكان المسلمين، حسبما قال روبرت مكاو، مدير الشؤون الحكومية بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية.
فى واحدة من أكثر الحوادث الأخيرة إثارة للقلق، اتهم مالك عقار في بلينفيلد بولاية إلينوى بمهاجمة مستأجرة أمريكية من أصل فلسطينى وابنها بسكين يوم السبت، بسبب عقيدتهما الإسلامية، وطعن الصبي البالغ من العمر 6 سنوات حتى الموت وأصيبت الأم.
وقال مسئول في المنطقة والمدعون العامون والأسرة إن الصبي ووالدته تم استهدافهما لكونهما مسلمين، وبشكل أكثر تحديدا، قال ممثلو الإدعاء إن المالك غاضب من ما يحدث في إسرائيل وأخبرت زوجته الشرطة أن زوجها يخشى تعرضهما لهجوم من قبل أشخاص من أصل شرق أوسطى.
وفي ولاية بنسلفانيا، اتهم رجل بارتكاب جريمة الترهيب العرقى بعد أن قالت الشرطة إنه أشهر مسدس وصرخ فى وجه الحاضرين فى مسيرة مؤيدة للفلسطينيين بالقرب من مبنى الكابيتول بالولاية يوم الجمعة، وفي بوسطن، تم كتابة كلمة "النازيين" على لافتة المركز الثقافى الفلسطينى للسلام.
قال عابد أيوب المدير التنفيذي الوطني للجنة الامريكية لمكافحة التمييز: "هناك الكثير من الخوف والقلق وعدم اليقين في كل ما يحدث". وقال إن المجموعة تلقت أكثر من 100 بلاغ بما في ذلك التحرش اللفظي والتهديد والترهيب والاعتداءات الجسدية.
وأضاف ان ما يحدث الان يذكر بما حدث بالأيام الاولي لما بعد احداث 11 سبتمبر حيث لم يرغب الناس في الخروج او ارسال أطفالهم الى المدرسة، وتابع: "إنهم قلقون فقط بشأن التواجد في الأماكن العامة والتقرب منهم."
وفي ديربورن بولاية ميشيجان، التي يوجد بها أعلى عدد من السكان المسلمين في البلاد، اجتمع زعماء المجتمع والقادة الدينيون خارج قسم شرطة المدينة. وشهدت المدينة تهديدات متعددة بالعنف في الأيام الأخيرة، بما في ذلك من رجل متهم بالسؤال على وسائل التواصل الاجتماعي عما إذا كان أي شخص في مترو ديترويت يريد "الذهاب إلى ديربورن ومطاردة الفلسطينيين".
وفى كاليفورنيا، في الأسبوع الماضي، تم ترك منشورات تنشر خطابًا معاديًا لليهود في الأحياء وعلى المركبات في مدينة أورانج. وفي فريسنو، قالت الشرطة إن الرجل المشتبه به في تحطيم النوافذ وترك رسالة معادية لليهود في مخبز هو أيضا "شخص محل اهتمام" في تخريب كنيس محلي.
وقال العديد من الأمريكيين الفلسطينيين الذين أجريت معهم مقابلات في أحد أحياء بروكلين التي يسكنها عدد كبير من السكان العرب، إن الأجواء كانت متوترة في الأسبوع الماضي.
وفي مدينة نيويورك، اضطر مطعم فلسطيني إلى قطع اتصال هاتفه بعد تلقي رسائل تهديد صوتية "دون توقف"، كما تعرض واجهة المتجر لوحة جدارية لفلسطيني يبكي، وتتضمن القائمة دعوات إلى "إنهاء الاحتلال"، وقال احد العاملين إن رجلاً دخل غرفة الطعام يوم الجمعة وهو يصرخ "إرهابي" على الأشخاص الذين يقفون خلف المنضدة.
وفي حين أنه من السابق لأوانه القول على وجه اليقين ما إذا كانت الجرائم ضد المسلمين واليهود قد زادت خلال الحرب، إلا أن جرائم الكراهية زادت بشكل عام في الولايات المتحدة العام الماضي.
في تقريره السنوي، قدر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن جرائم الكراهية زادت بنسبة 7% إلى 11634 حالة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق. ومع وقوع 1124 حادثة، كانت الهجمات ضد اليهود هي ثاني أكثر جرائم الكراهية المبلغ عنها، بعد الحالات ضد السود. وتم الإبلاغ عن 158 حادثة اعتداءات ضد المسلمين، و92 حادثة معادية للعرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة