أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها الكامل لسلطات الاحتلال الإسرائيلية فى حربها على قطاع غزة وأرسلت حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى شرق المتوسط، وقالت، القيادة الوسطى الأمريكية وقتها أن وصول حاملة الطائرات الهدف منه هو "ردع أى طرف يسعى لتوسيع رقعة الحرب".
التحرك الأخير لحاملة الطائرات ليس الأول من نوعه الذى تتخذه الإدارة الأمريكية لدعم إسرائيل عسكريا، فالقصة بدأت منذ اكثر من 70 عاما حيث بدأت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل عام 1949، وبلغت ملايين الدولارات، ولكن التعاون العسكرى بينهما بدأ فعليا فى 1952 بتوقيعهما اتفاقا للدعم اللوجستى الثنائى تلاه اتفاق حول تعاونهما السياسى والأمني.
منذ عام 1958 بدأت إسرائيل بتلقى مساعدات أمنية وعسكرية من الولايات المتحدة أصبحت دائمة بعد حرب 1967، وذلك عقب إنهاء فرنسا علاقاتها الأمنية مع إسرائيل، ووصلت ذروة المساعدات الأميركية بعد اتفاق السلام مع مصر فى 1979.
وفى 1985 اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل شيمون بيريز مع جورج شولتز وزير الخارجية الأمريكى الأسبق فى إدارة الرئيس رونالد ريجان على منحة سنوية قيمتها 3 مليارات دولار، معظمها للأمن وشراء المعدات العسكرية.
ورغم أن وضع إسرائيل تغير اليوم فهى لا تحتاج للمساعدات الأمريكية الا انها لا تزال متمسكة بالحصول عليها رغبة فى الاحتفاظ بغطاء سياسى ودبلوماسى لتحركاتها العسكرية.
حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل
فى عام 2020، منحت الولايات المتحدة مساعدات مالية لإسرائيل قدرها 3.8 مليار دولار، كجزء من التزام سنوى طويل الأمد وضعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وكل هذه المساعدات تقريبا تخصص لأغراض عسكرية.
تشكل المساعدات الأمريكية لإسرائيل 55% من جميع المساعدات الأمريكية للعالم، وبلغت منذ عام 1948 قرابة 130 مليار دولار، وتفيد تقديرات أخرى بأنها وصلت إلى 270 مليار دولار، وأقرت الولايات المتحدة حزمة مساعدات لإسرائيل لأعوام من 2019 إلى 2028 بقيمة 38 مليار دولار، وتشمل تمويل مشاريع عسكرية مشتركة للحماية من الصواريخ.
وتمثل المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل 18% من الميزانية العسكرية للأخيرة، وبموجبها تشترى أسلحة بقيمة 815 مليون دولار سنويا، وتخصص 500 مليون دولار لتعزيز الدفاعات الصاروخية، بما فيها منظومة القبة الحديدية.
وبخلاف حزمة المساعدات، دفعت الولايات المتحدة خمسة مليارات من الدولارات لصالح توطين المهاجرين فى إسرائيل، التى لديها سياسية ثابتة بقبول اليهود من جميع أرجاء العالم ومنحهم الجنسية.
ساهمت المساعدات العسكرية الأمريكية فى تطوير منظومة القبة الحديدية المضادة لصواريخ المقاومة الفلسطينية، وذلك بما يزيد على مليار دولار، وتطوير المنظومة المضادة للصواريخ "حيتس" بأكثر من مليارى دولار، ونشرت الولايات المتحدة نظام رإدار "إكس-باند" (X-Band) فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، والذى يمتلك القدرة على اكتشاف الصواريخ المعادية، فضلا عن إمداد إسرائيل بالطائرات المقاتلة F-35
ويشمل الدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل قيام واشنطن بتخزين إمداداتها العسكرية لدى الأخيرة، بحيث يمكن لقواتها أن تطلب استخدامها من واشنطن فى أوقات الطوارئ كما حدث فى حرب لبنان الثانية 2006 وحرب غزة 2014.
زاد عدد اتفاقيات التعاون العسكرى الأميركى الإسرائيلى فى المجالين العسكرى والأمنى على 25 اتفاقية، كلها تصب فى مصلحة إسرائيل من أجل زيادة قدرتها العسكرية، وإدخال التكنولوجيا المتقدمة فى وسائلها القتالية ونظمها التسليحية، وبما يضمن تحقيق تفوقها على الدول العربية المحيطة بها على الأقل.
أحد التفسيرات الأميركية لتقديم هذا الكم الكبير من مساعداتها العسكرية لإسرائيل أنها ليست عضو فى حلف شمال الأطلسى "ناتو" (NATO)، وتسعى لحماية نفسها من خلال حيازة معدات عسكرية قتالية.
ولا تخفى إسرائيل ارتياحها، لأن المنحة العسكرية الأمريكية السنوية تقدم لها حصريا كاملة بداية كل عام وليست على دفعات مثل بقية دول العالم، كما أن العمق الإستراتيجى لإسرائيل محدود، وتحتاج حدودا آمنة ونجدة سريعة، ولا يتحقق ذلك من خلال قواها الذاتية وإنما من الدعم الأمريكي.
وتسببت المساعدات العسكرية الأميركية بحيازة الجيش الإسرائيلى المعدات القتالية الأميركية أولا بأول، للمحافظة على التفوق النوعى والكمى لإسرائيل على دول المنطقة فى الجوانب التسليحية والعسكرية.
فى 2008 أقر الكونجرس بأن إسرائيل ستتمكن بهذا التفوق من الإطاحة بأى تهديد من أى دولة منفردة، أو من خلال تحالف لعدة دول، أو عدة مجموعات وتنظيمات ليست دولية.
وتعكس المساعدات الأمريكية الخاصة بالجيش الإسرائيلى رغبتها فى تعزيز قوته، والحفاظ على تفوقه العسكرى على الجيوش المجاورة، لتعويض بعض نقاط الضعف التى تعانيها إسرائيل كونها صغيرة من الناحية الجغرافية ومن حيث السكان.
توفر المساعدات الأمريكية لإسرائيل الكميات المطلوبة من الأسلحة وأجهزة السيطرة والتحكم والاتصالات والاستخبارات والتعقب وجمع المعلومات، وجميعها إمكانات متوفرة لدى إسرائيل تجعلها قادرة على مواجهة دولة واحدة أو عدة دول ضمن تحالف عسكرى معاد.
حقائق تاريخية من الدعم الأمريكى لإسرائيل
أمريكا أرسلت أسطولها لمساندة إسرائيل فى حروبها 4 مرات تقريبا الأولى عام 1948 والثانية فى 1967 وشاركت بشكل مباشر فى تقديم خدمات التجسس والاشتباك، ثم فى عام 1973 وعام 1982.
وصلت قيمة المساعدات الأمريكية حوالى 300 مليار دولار.
إسرائيل دائما ما تكون أول دولة تحصل على التكنولوجيا الحديثة الخاصة بالأسلحة، وهى أول دولة تحصل على طائرات "إف 35" الشبحية.