علاقات تاريخية جمعت مصر بالعديد من الدول التاريخية حول العالم منذ القدم، وباعتبارهما دولتين مشاركتين فى مبادرة الحزام والطريق، تتمتع كل من مصر وأوزبكستان بعلاقات طيبة ممتدة تبشر بالمزيد من التعاون فى مجالات مختلفة.
وقال سنة الله محي الدينوف، أستاذ التاريخ بجامعة سمرقند الحكومية، إن مصر واحدة من أكثر الدول التاريخية المؤثرة فى العالم ولطالما جمعتها علاقات طيبة مع أوزبكستان امتدت عبر العصور، مؤكدا أن كل العلماء رغبوا فى زيارتها لتبادل الخبرات والتعرف على تاريخها والتعلم منه.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" فى مدينة سمرقند، إن هناك رموز تاريخية تحظى بمكانة مرموقة واحترام وتقدير فى الدولتين حيث يعكسوا قيم دينية وثقافية ومعرفية مشتركة وروابط صداقة وأخوة، ومن بين هؤلاء المفكر الأوزبكى أحمد الفرغاني الذى اخترع "مقياس النيل" الموجود فى مصر، والملك سيف الدين قُطُز من خوارزم، كما يوجد جامع " ابن طولون" هو من أكبر جوامع مصر من حيث المساحة، و"حديقة الأوزبكية" التي أنشأها "سيف الدين أوزبك اليوسفي ".
وأشار إلى أن مدينة سمرقند شأنها شأن القاهرة لديها الكثير من المواقع التاريخية والأثرية والتراثية، لافتا إلى أنه فى 1996، أصدر رئيس جمهورية أوزبكستان السابق إسلام كريموف مرسوما "بشأن منح سمرقند وسام الأمير تيمور"، واقترح إعلان يوم - 18 أكتوبر - "يوم سمرقند"، فى الذكرى 660 لميلاد الأمير تيمور.
وأضاف أن مدينة سمرقند كانت عاصمة للملوك والقادة على مر العصور وما يميزها عن باقى العواصم التاريخية حول العالم أن آثارها التاريخية ليست قصورا وإنما أغلبها مساجد ومدارس ومرصد للفلك ومقار استخدمت للتجارة والثقافة والفنون، مما يعنى أن المدينة أولت اهتماما بالغا بالتعليم والتعليم الدينى ودراسة العلوم والفلك منذ القدم.
وأشار إلى أن شهرة المدينة جعلتها دائما مطمعا للغزاة على مر التاريخ، وفى بداية الغزو المغولي للمدينة؛ قام "المغول" بتدمير معظم المعالم الإسلامية.
وبعد تدمير المدينة أعاد الأمير تيمور بنائها بشكل جديد، وفى 1868 استولى الجيش الروسى على بلاد ما وراء النهر ومنها مدينة "سمرقند". وفي سنة 1918 م بعد قيام الثورة الشيوعية في روسيا استولى الثوار على مدينة "سمرقند" وظلت تحت سيطرتهم إلى أن سقطت الشيوعية في عام 1992 م. وقد نالت "سمرقند" الاستقلال ضمن جمهوريات رابطة الدول المستقلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
ويشار إلى أن سمرقند تستضيف الدورة 25 للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية فى الفترة من 16-20 أكتوبر الجارى.
وتعد سمرقند، التى كانت مدينة محورية على طريق الحرير القديم وكانت بمثابة عاصمة للإمبراطورية التيمورية خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، هى واحدة من أهم المراكز الثقافية والسياحية فى آسيا.
كما تعد سمرقند، التي يشار إليها في العصور القديمة باسم أفراسياب، واحدة من أقدم المدن في آسيا الوسطى. وتشمل المعالم الأثرية الرئيسية مسجد ومدارس ريجستان، ومسجد بيبي خانوم، ومجمع شاهي-زيندا، ومجموعة كور أمير أو ضريح تيمورلنك بالإضافة إلى مرصد أولوج بيك. كونها مدينة ربط رئيسية على طريق الحرير بين الصين وبلاد فارس وأوروبا، تعتبر سمرقند مهدًا للتجارة والثقافة والعلوم.