منذ اللحظات الأولى التى بدأ فيها التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلى، لم تتوقف مصر عن دورها المعتاد والتاريخى فى الحفاظ على السلام والأمن القومى والدولى، والتواصل مع الجانبين والشركاء الإقليميين والدوليين لوقف العمليات العسكرية وإيصال المساعدات إلى المدنيين.
وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، دخلت مصر على خط الأزمة على الفور وكثفت اتصالاتها الدولية والإقليمية، لاحتواء الموقف ومنع مزيد من التصعيد بين الطرفين، كذلك لم تتوقف الجهود المصرية الإنسانية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وبعد أن حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلى، قطاع غزة ومنعت عنه الماء والغذاء والدواء والكهرباء، وأغلقت السلطات الإسرائيلية جميع المنافذ بين قطاع غزة وجنوب إسرائيل، أصبح معبر رفح المنفذ الرئيسى والوحيد المتبقى لسكان القطاع على العالم الخارجي.
وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، أعلن التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، إرسال قافلة شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية إلى معبر رفح استعدادا لإدخالها لقطاع غزة، وتضم قافلة المساعدات أطباء من جميع التخصصات وأدوية وأجهزة طبية لدعم الأشقاء الفلسطينين جراء أعمال العنف التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وذلك فى إطار دعم وتضامن جمهورية مصر العربية تجاه الشعب الفلسطينى الشقيق لتخفيف حدة أحداث العنف الذى أدت إلى سقوط العديد من الضحايا والمصابين.
كما أطلق "التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي" قافلة تتضمن 106 شاحنات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية، تتضمن 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم، و40 ألف بطانية، و80 خيمة، بالإضافة إلى ما يزيد على 46 ألف قطعة ملابس، وأكثر من 290 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبيية".
كما يشارك بنك الطعام المصرى، بـ41 شاحنة فى واحدة من أكبر القوافل الإنسانية من جمعيات مصر تحت راية التحالف الوطنى، والأغذية التى اختار بنك الطعام إرسالها هى مواد صالحة للأكل بدون طهى (كمية كبيرة من المياه المعدنية- لبن- عسل- تمر- جبن أبيض - فول معلب- لحوم معلبة)، وبجانب المواد الغذائية تحتوى القافلة على كميات كبيرة من الأدوية والبطاطين والمستلزمات الصحية بأنواعها.
وفى إطار الجهود المصرية لإدخال المساعدات لقطاع غزة، تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، اتصالات من قادة العالم لاحتواء الموقف، والإسراع فى إدخال المساعدات، وقد وأكد الرئيس ضرورة تكاتف المجتمع الدولى نحو ضمان وصول الخدمات والمساعدات الإنسانية المقدمة لأبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، فضلًا عن الدفع نحو التعامل مع الأسباب الجذرية للتصعيد من خلال التوصل إلى حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية.
كما تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكى جو بايدن ركز خلاله على الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، تم الاتفاق على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح بشكل مستدام، وقيام الجهات المعنية فى الدولتين بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات، وأعرب الرئيس بايدن عن الشكر والتقدير لجهود القيادة المصرية نحو تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
وتأكيدا على الجهود المصرية المبذولة لإدخال المساعدات، علمت قناة القاهرة الإخبارية من مصادرها بقطاع غزة أن السلطات المصرية رفضت السماح للرعايا الأجانب المقيمين بغزة بالمرور من معبر رفح البري.
وقال شهود عيان أن الرعايا الأجانب انتظروا عدة ساعات أمام المعبر دون استجابة من قبل السلطات المصرية ليغادروا من حيث أتوا.
فيما قالت مصادر مصرية مطلعة للقناة، أن السلطات المصرية رفضت أن يكون المعبر مخصصًا لعبور الأجانب فقط، وإن الموقف المصرى واضح وهو اشتراط تسهيل وصول وعبور المساعدات لقطاع غزة.
وقد أكد عمار عمار المتحدث الإقليمى باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، أن الأطفال فى غزة هم الأكثر تضررا من الأحداث الراهنة فى القطاع نتيجة انعدام المواد الغذائية والطبية اللازمة لإنقاذ حياتهم التى وصفها بـ"الحرجة".
وتقدمت الأمم المتحدة بالشكر للرئيس السيسى، على الجهود التى تقوم بها مصر، ودورها المقدر على صعيد بذل المساعى لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وعقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مؤتمرًا صحفيًا عالميًا أمام معبر رفح اليوم الجمعة، لمتابعة الاستعدادت لدخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية المتواجدة حاليا فى معبر رفح إلى قطاع غزة فى أسرع وقت ممكن، لإنقاذ حياة المتضررين من الأحداث الراهنة فى القطاع.
وقال: "أعرب عن امتنانى للشعب والحكومة المصرية، فهى العمود الأساسى الذى سيوفر الأمل لهذا الجانب (غزة) والأمل فى نقل الشاحنات".
وأضاف أن مصر دولة ذات سيادة، ويجب الإقرار بقوانين المؤسسات المصرية واحترامها مثل مؤسسة الهلال الأحمر المصرى من أجل تحويل المساعدات إلى قطاع غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة