ما زالت النساء في فلسطين تدفع تكلفة الأحداث السياسية والغزو الغاشم على البلاد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وإهدار حقوقهن السياسية والمدنية، والاجتماعية والصحية والاقتصادية، وذلك لغياب الحماية لهن التي يجب أن تتناسب مع ارتفاع حالة العنف الزائدة في فلسطين وخاصة غزة، في السطور التالية نرصد بعض من الانتهاكات التي أدت إلى إهدار حقوق المرأة الفلسطينية، على لسان أصحابها من نساء فلسطين.
وفاء أحمد محمود شواهنة فلسطينية تعيش في جنين، روت لـ"اليوم السابع" المأساة التي تعيشها المرأة والفتاة الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي على البلاد فقال: تبدأ الانتهاكات على المرأة من سن الطفولة، تحرم البنات الصغار من الخروج من بيوتهن، تحرم من اللعب خارج البيت والمشاركة في أي نشاط خارج المدرسة بسبب تخوف الأهالى من الاحتلال الذى يشدد على الطرق والتأمين ولا يفرق بين كبير ولا صغير، كثيرًا جدًا كنا نذهب مع الأطفال بحكم عملى مدربة في احدى المراكز تعليم الأطفال وتستوقفنا قوات الاحتلال وتمارس أبشع طرق التأمين على الصغار، لذلك كانت تخاف الأهالى على أبناءها.
وفاء الشواهنة
وتضيف "وفاء" لا يمكن للأطفال أن يمارسوا حقهم في التعليم أو في اللعب أو في ممارسة الهوايات، حتى في المسرح لابد أن يكون في إطار معين، وأدوارهم تكون في إطار الشهيد والأسير والمصاب، وهكذا حتى التعبير عن طفولتهم وحياتهم وأمالهم كان محرم عليهم بحكم الحياة التي يعيشون فيها، كل قصصهم عن الحرب والقطاع والغزو والشهداء والأسرى، الطفل الفلسطيني يرى نفسه رجل كبير ومحتمل للمسؤولية، ففكرة الطفولة لدينا منسية.
وتابعت : بالنسبة للمرأة فالاعتداء عليها يمارس بشكل يومى في كل مناحى الحياة، وخاصة فكرة الخوف الذى تشعر به المرأة في كل ثانية من حياتها، مثلًا إذا مرت المرأة على حاجز تضع يدها على قلبها حتى تمر بسلام خوفًا من الاعتداءات وخاصة اللفظية، كذلك إذا مرت بجوار مستوطنة ممكن أن تتعرض المرأة للضرب والإهانة والتنكيل بها وممكن الحجز لمجرد أنها فلسطينية محجبة أو غير محجبة.
الانتهاكات ضد المرأة الفلسطينية
وتابعت: الكارثة الكبرى التي نتعرض لها حين يكون هناك اجتياح من قبل الغزو، حيث يكون هناك عدد كبير من المصابين وتمتلئ المستشفيات، وفي هذا التوقيت يصعب جدًا على أي امرأة دخول المستشفى وخاصة لو كانت حامل وتدخل للولادة، فلا يوجد مكان لها ولا يوجد آسرة ولا أي إمكانيات علاجية داخل المستشفيات.
واستطردت المرأة الفلسطينية: يوجد كثيرًا من رجال فلسطين أسرى في المعتقلات يأخذون أحكام لمدد طويلة قد تصل للمؤبد، في هذه الحالة تتحمل الزوجة كافة شيء من تربية وتعليم ونواحي مادية وصحية تقع المسؤولية عليها كاملة. وخاصة إذا زوجت الأولاد أو البنات، حينها يكون هناك ضغط نفسي كبير على كافة أطراف الأسرة.
نساء فلسطينيات يواجهن تعنت من الاحتلال
والأصعب تلك الغربة التي تشعر بها المرأة حين تتزوج غير فلسطيني أو فلسطيني يعيش من حدود 48، وهى حدود التي وضعتها إسرائيل بعد نكبة 1948، في هذه الحالة يمنع المرأة من دخول هذه المنطقة إلا بتصريح، وفي الغالب ترفض إسرائيل منح هذا التصريح وإعطاء الإقامة، وكذلك لرجل يرفض له السماح بالدخول والعيش في الضفة الغربية لأن معه الهاوية الإسرائيلية، وبالتالي كل منهم يعيش منفصلا عن الأخر، وكذلك إذا تزوجت المرأة الفلسطينية من رجل عربي من أي دولة أخرى ممنوع له السماح بالعيش والدخول للضفة بسبب تعثر التصريحات والإقامة من إسرائيل وتكون بفترة محددة.
ما قالته وفاء لا يختلف كثيرًا ما قالته سعاد أحمد الفلسطينية التي تعيش في جنين، حيث قال: هناك حالة من الغصب الشديد في جميع أنحاء البلاد بسبب ما يحدث في غزة من غزو ودمار، هناك خطورة شديدة يشعر بها الأهالى لذلك يمنع الطلاب من الذهاب إلى مدارسهم، خاصة المدارس القريبة من المستوطنات الإسرائيلية بسبب الاقتحامات ليلًا في ساعات النهار الأولى، وممكن أن يحدث استشهاد واعتقالات.
سعاد
وأضافت سعاد: هناك انتهاكات كثير للخصوصية داخل المنازل، من اقتحام وتفتيش بهدف الاعتقال، خاصة خلال الليل وساعات الفجر الأولى، وعدم الأمان الذى تشعر به المرأة الفلسطينية في جميع أوقاتها، الأبواب تدق في أي وقت الاقتحام لا يفرق بين امرأة ورجل، فالإهانات والاعتداءات لا تفرق، حتى الفتيات التي يتم أسرهن في المعتقلات الإسرائيلية يتم تعليق الزيارة لديهن ولا يمكن بآي شكل من الأشكال الاطمئنان عليهن إلا بعد الخروج أو يوم المحاكمة.
وتابعت السيدة الفلسطينية: هناك صعوبة شديدة أثناء التنقل من مكان لأخر، حتى لو كان أثناء العمل اليومى، بسبب الحواجز والتفتيش الأمني لساعات طويلة والنقاط العسكرية في كل مكان، فالسيدات العاملات هناك حالة من الإعاقة في الوصول لعملهن، إلى جانب التهديد المستمر للهن.نحن في فلسطين نعيش مأساة كاملة ولا يعلم ما بنا سوى الله .
انتهاكات ضد المرأة الفلسطينية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة