قمة القاهرة للسلام دائرة جديدة لنهج الشراكة الدولية.. القمة امتداد لـ"ثلاثيات" الدبلوماسية المصرية.. تحقق توافقات عالمية يمكن البناء عليها بمستقبل قضية فلسطين.. وبلومبرج: دور مصرى محورى يعود للواجهة بعد حرب غزة

الإثنين، 23 أكتوبر 2023 04:00 م
قمة القاهرة للسلام دائرة جديدة لنهج الشراكة الدولية.. القمة امتداد لـ"ثلاثيات" الدبلوماسية المصرية.. تحقق توافقات عالمية يمكن البناء عليها بمستقبل قضية فلسطين.. وبلومبرج: دور مصرى محورى يعود للواجهة بعد حرب غزة قمة القاهرة للسلام
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو نهج "الثلاثيات" الذى تبنته الدبلوماسية المصرية أحد العلامات المميزة التى اتسمت به، فى السنوات الماضية، فى إطار تدشين "شراكات" دولية تتجاوز العلاقات الثنائية بين دولتين، نحو نطاق أوسع، وقابل للاتساع ليضم عددا أكبر من الدول، وهو ما ساهم بصورة كبيرة فى توسيع مجالات التعاون، سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو ثقافيًا أو مجتمعيا، ناهيك عن تعزيز قدرة الدولة على مجابهة الأزمات فى ظل طبيعتها الممتدة من حيث الزمن أو المتمددة على المستوى الجغرافى، على غرار الأوبئة والمناخ ناهيك عن الصراعات الدولية المتنامية.

 

ولعل اتساع نطاق الشراكات التى دشنتها مصر، لا يقتصر فى جوهره على تجاوزه لحالة الثنائية التقليدية، وإنما اتسم بتمدده الجغرافى، فى إطار تنوعها، بين ما هو إقليمى، كالشراكة مع العراق والأردن، والتى امتدت إلى العديد من القوى المتنوعة، منها المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا وفرنسا وغيرهم، فى إطار "مؤتمر بغداد"، وهو ما ينطبق كذلك على "منتدى غاز شرق المتوسط"، والذى ولد من رحم الشراكة المصرية مع اليونان وقبرص.

 

الشراكات المصرية المتمددة جغرافيًا، ساهمت فعليا فى تحقيق اختراقات كبيرة، فيما يتعلق بالعديد من الأزمات الإقليمية، والتى تجلت فى أبهى صورها، خلال العقد الماضى، وساهمت فى تأجيج الفوضى الإقليمية، كالتوتر بين السعودية وإيران، والذى ساهم جلوسهما معا على مائدة "مؤتمر بغداد"، فى إذابة جبال من الجليد بينهما فتحت الباب أمام نجاح الوساطة الصينية بعد ذلك لعقد اتفاق بينهما، بينما توارت الخلافات العربية مع تركيا، فى ظل الشراكة بين الجانبين فى منتدى الغاز وكذلك مؤتمر بغداد.

 

ويؤكد على ذلك إشادة وكالة بلومبرج بالدور الحيوى الذى تلعبه الدولة المصرية فى الوقت الحالى فيما يخص القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن قمة القاهرة للسلام أعادت إبراز الدور الحيوى الذى تلعبه القيادة المصرية فى ملفات عدة.

 

ونقل التقرير عن المدير التنفيذى لمعهد واشنطن، روبرت ساتلوف، أن الحرب الدائرة حاليا "سلطت الضوء على أهمية الدور الذى لعبته مصر داخل وحول قطاع غزة".

 

وحول مسألة استقبال نازحين من غزة، أوضح ساتلوف أن القيادة المصرية رفضت بشكل قاطع دعوات تهجير الفلسطينيين. 

 

ونقل التقرير عن خبراء اقتصاديون قولهم أن أزمة غزة كشفت بما لا يدع مجالا لشك أن مصر أكبر من أن تفشل رغم كثرة التحديات المحيطة بها والتوترات المتواجدة فى ليبيا والسودان وحاليا غزة.

 

وكانت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية قد تحدثت فى تقرير لها، الأحد، قمة القاهرة للسلام، التى عقدت فى العاصمة الإدارية السبت، وتأكيدها لحالة الغضب العربى من الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ورفض محاولات تهجيرهم من قطاع غزة.

 

وقالت الوكالة فى تقريرها أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى والعاهل الأردنى عكسا حالة الغضب المتزايد فى المنطقة، مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لأسبوعها الثالث وسقوط عدد كبير من الشهداء دون نهاية فى الأفق للعنف.

 

ونقلت الوكالة كلمة الرئيس السيسى التى قال فيها أن مصر ترفض بشدة التهجير القسرى للفلسطينيين ونقلهم إلى الأراضى المصرية فى سيناء.

 

من ناحية أخرى، نقلت الوكالة عن مسئولين رفيعى المستوى قولهما: "العلاقات مع إسرائيل وصلت إلى نقطة الغليان، وإن مصر نقلت إحباطها من التعليقات الإسرائيلية بشأن التهجير إلى الولايات المتحدة، التى توسطت فى اتفاقيات كامب ديفيد فى السبعينيات".

 

وتعد قمة "القاهرة للسلام"، والذى انعقد فى العاصمة الإدارية الجديدة، السبت الماضى، أحد دوائر دبلوماسية "الشراكة"، عبر اجتماع العرب والغرب، ناهيك عن القوى الآسيوية المؤثرة، على مائدة حوار واحدة، رغم الخلافات المرتبطة بالقضية محل النقاش، فى ظل انحياز البعض للاحتلال الإسرائيلى من جانب، ودعم البعض الآخر لما تؤول إليه الشرعية الدولية، فى إطار حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، حيث تمكنت الدولة المصرية من خلق مساحة من "التوافق" بين الأطراف المتنافرة، يمكن البناء عليها.

 

مساحة "التوافق" تبدو فى حالة شبه "إجماع" على ضرورة وقف اطلاق النار، وكذلك رفض التهجير القسرى لسكان قطاع غزة، نظرا لتداعيات مثل هذه الخطوة على مستقبل القضية بأسرها وما تحمله فى طياتها من تقويض لحل الدولتين، فى ظل تجريد الدولة الفلسطينية المنشودة من مواطنيها، والذين يمثلون أحد أهم أركانها، مع التركيز على اهمية العودة السريعة للمفاوضات، وهو ما يمثل مكسبًا مهمًا يمكن البناء عليه فى المستقبل، مع سياسة تنويع الرعاية الدولية للقضية، بحيث لا تقتصر على قوى واحدة معروفة بانحيازها لطرف دون الآخر.

 

قمة القاهرة للسلام تمثل ثمرة مهمة للاتساع الجغرافى الكبير فى الشراكات التى دشنتها الدولة المصرية فى السنوات الماضية، والتى تتعاطى فى جوهرها مع طبيعة النظام الدولى الذى بات يتجاوز حقبة "الهيمنة" الأحادية، وأصبح على أعتاب مرحلة من التعددية، جراء صعود قوى جديدة أثبتت قدرتها الكبيرة على التعامل مع الأزمات التى شهدها العالم فى الآونة الأخيرة.

 

ولا يقتصر التوافق القائم على الشراكة على الجانب الدولى، وإنما يحمل وجها آخر فى الرؤية المصرية، يتجسد فى الكيفية التى يمكن بها تحقيق قدرا من التقارب بين طرفى الصراع، من خلال خلق مجالات يمكنهما الشراكة بها، على غرار "منتدى غاز شرق المتوسط"، والذى تشترك فى عضويته كلا من فلسطين وإسرائيل، وهو ما يمثل فرصة مهمة لاستحداث مساحة من التعاون من شأنها احتواء الحالة الصراعية المتأججة، وفتح آفاق لحوار سياسى، برعاية الدول الثلاثة المؤسسة (مصر واليونان وقبرص)، فى إطار استحداث أدوار لقوى أوروبية جديدة يمكنها تحقيق قدر من التوازن فى مواقف الغرب تجاه القضية الأكبر والأهم فى الشرق الأوسط بعد سنوات من الاختلال.

 

وهنا يمكننا القول بأن قمة القاهرة للسلام هى امتداد دبلوماسية متوازنة تعتمد على تحقيق التوافق بين دول العالم فيما يتعلق بالقضايا الكبرى، بينما يمثل فى الوقت نفسه "ثمرة" لجهود كبيرة فى سبيل تحقيق الشراكة وتوسيع دوائرها سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى، وهو ما يتواكب مع معطيات المرحلة الدولية الراهنة، ويستجيب لآفاقها الأكثر اتساعا بعيدا عن هيمنة طرف واحد على مقاليد العالم.

 

وأشاد تقرير لوكالة بلومبرج بالدور الحيوى الذى تلعبه الدولة المصرية فى الوقت الحالى فيما يخص القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن قمة القاهرة للسلام أعادت إبراز الدور الحيوى الذى تلعبه القيادة المصرية فى ملفات عدة.

 

ونقل التقرير عن المدير التنفيذى لمعهد واشنطن، روبرت ساتلوف، أن الحرب الدائرة حاليا "سلطت الضوء على أهمية الدور الذى لعبته مصر داخل وحول قطاع غزة".

 

وحول مسألة استقبال نازحين من غزة، أوضح ساتلوف أن القيادة المصرية رفضت بشكل قاطع دعوات تهجير الفلسطينيين. 

 

ونقل التقرير عن خبراء اقتصاديون قولهم أن أزمة غزة كشفت بما لا يدع مجالا لشك أن مصر أكبر من أن تفشل رغم كثرة التحديات المحيطة بها والتوترات المتواجدة فى ليبيا والسودان وحاليا غزة.

 

وكانت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية قد تحدثت فى تقرير لها، الأحد، قمة القاهرة للسلام، التى عقدت فى العاصمة الإدارية السبت، وتأكيدها لحالة الغضب العربى من الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ورفض محاولات تهجيرهم من قطاع غزة.

 

وقالت الوكالة فى تقريرها إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى والعاهل الأردنى عكسا حالة الغضب المتزايد فى المنطقة، مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لأسبوعها الثالث وسقوط عدد كبير من الشهداء دون نهاية فى الأفق للعنف.

 

ونقلت الوكالة كلمة الرئيس السيسى التى قال فيها أن مصر ترفض بشدة التهجير القسرى للفلسطينيين ونقلهم إلى الأراضى المصرية فى سيناء.

 

من ناحية أخرى، نقلت الوكالة عن مسئولين رفيعى المستوى قولهما: "العلاقات مع إسرائيل وصلت إلى نقطة الغليان، وإن مصر نقلت إحباطها من التعليقات الإسرائيلية بشأن التهجير إلى الولايات المتحدة، التى توسطت فى اتفاقيات كامب ديفيد فى السبعينيات".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة