جورج والتر مؤرخ عسكرى أمريكى لـ"الوثائقية": السادات نجح فى استغلال نقاط ضعف العدو.. إسرائيل سقطت سقوطا مروعا فى حرب أكتوبر وعانت صدمة ما بعد الحرب.. خطة العبور غير تقليدية وقوات الصاعقة المصرية أربكت إسرائيل

قال المؤرخ العسكرى الأمريكى جورج والتر، أن اسرائيل نفذت حربا خاطفة فى يونيو 1967 واستولت على أراضى أضافت لها 3 أضعاف مساحتها وما فعله الجيش الإسرائيلى خلق معاير للجيش وضعها لنفسه وظن نفسه ماهرا للغاية وقادر على تحقيق النصر بخسائر قليل ونشأت نظرة عالية.

وأوضح جورج والتر، خلال الحلقة الرابعة من سلسلة حوارات "أكتوبر فى عيون العالم، المذاع على قناة الوثائقية، أن هزيمة الجيوش تبدأ بالنظرة العالية وهذا ما أدركه السادات أن يخلق نقاط ضعف تؤدى لقلب الميزان مع الدبلوماسية والتحركات الدولية، ورأى اسرائيل كانت تحت ضغط التوقع أن تؤدى الكثير والسادات تمكن من استغلال نقاط الضعف.

وتابع: السادات نجح فى استغال نقاط ضعف إسرائيل خلال حرب السادس من أكتوبر وهذه كانت حربا حقيقية وبعد الحرب حصل صدمة واضطراب، وتساءل الشعب الإسرائيلى أين الأداء العالى وهذا خلق اضطرابات يأمل السادات أن يستخدمها بشأن عملية السلام".

وأكد المؤرخ العسكرى الأمريكى جورج والتر، أن إسرائيل عانت صدمة ما بعد الحرب والاسرائيليون تعرضوا لمفاجأة كبيرة ووزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان سقط سقوطا مروعا وتكبدوا خسائر فادحة، مفيدا بأن اسرائيل فقدت 2800 جندى فى حرب اكتوبر وهذا رقم كبير لديها.

وأضاف جورج والتر، فى سلسلة حوارات "أكتوبر فى عيون العالم، أن أحد الأشياء المهمة لانتصار المصريين بالحرب أنهم حاولوا اقناع الاسرائيليين فى الاستمرار بالنظرة السلبية وكانوا يشتكون أن المعدات لم تكن جيدة وشكاوى أنهم غير مستعدين وغير جاهزين ولكنهم قاموا بالتحضيرات وأجروا اصلاحات.

وأوضح والتر، أن الجيش المصرى اختلف فى حرب 1973 عما كان فى حرب يونيو 1967 والقادة الاسرائيليين بدأوا يدركون ببطء اختلاف الجيش المصرى فى 1973، مؤكدا أن إحدى المفاجآت الكبرى كانت نظرة الاسرائيليين ورتب السادات الامور لتجعله يقاتل بكل قوة مع اخفاء بعض نقاط ضعفه والاستراتيجية المصرية كانت بارعة.

كما أكد المؤرخ العسكرى الأمريكى جورج والتر، أن قيادة الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973 كانت محترفة وتمكنت من إعداد خطة عبور دقيقة، موضحا أن خطة العبور المصرية فى الحرب كانت ذكية وغير تقليدية أو معتادة فى استراتيجية الحروب.

وأشار جورج والتر، على قناة الوثائقية، إلى أنه كان هناك حالة إدراك لدى المصريين بأن اسرائيل تملك نقاط قوة وهى القدرات الجوية ولكن كانت فى رغبة مصرية لتعزيز الدفاعات الجوية لتوفير الحماية والتكافؤ الجوى مما لا يجعل الاسرائيليين مسيطرين على المجال الجوى.

واستكمل: استراتيجية السادات كانت تعتمد على الشرارة وخلق الحرب ومع كل الاصلاحات التى تمت بالقوات المسلحة يمكن تطبيقها، والصاعقة المصرية أربكت مهمة العدو الاسرائيلى ومراكز القيادة"، مشيرا إلى أن قائد استطلاع اسرائيلى قال له "تركت الجبهة لأحرس مقر القيادة".

وأكد المؤرخ العسكرى الامريكى جورج والتر، أن الاستخبارات الامريكية أعطت مساعدات لإسرائيل لتمكنها من تنفيذ هجوم مضاد خلال حرب أكتوبر، مشيرا إلى أنه وضعت خطة لعبور قوات من الجيش الاسرائيلى وحصار الاسماعيلية بغرض اسقاط الجيش الثانى المصرى.

وأضاف جورج والتر، أن الجيش الاسرائيلى كان يعتقد أن العبور سيكون سهلا ولكن ما حدث مختلف والقتال كان شديدا وشرسا والمصريين كانوا يقاتلون ويقاومون والقتال كان شرسة.

وأشار جورج والتر، إلى أنه بالنظر إلى الجانب الاسرائيلى ركزوا على انقاذ جبهة الجولان والدخول للجولان نفسها نظرا لأهميتها الاستراتيجية وقواتهم انهكت هناك ثم أرسلوا قوات للجبهة الجنوبية ولكن وصلوا للحد الاقصى.

وأوضح المؤرخ العسكرى الأمريكى جورج والتر، أنه خلال هذه المرحلة من حرب أكتوبر استنفدت طاقة كلا من اسرائيل ومصر وكان الطرفين لا يريدان استكمال الحرب وبالضغط من امريكا والاتحاد السوفيتى ساعدت فى وقف اطلاق النار، مشيرا إلى أن إبراهام أدان تحدث عن الصدمة التى اصابت منظومة الجيش الاسرائيلي

ويجرى الإعلامى أحمد الدرينى، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، سلسلة الحوارات الخاصة التى تتزامن هذا العام مع اليوبيل الذهبى لحرب السادس من أكتوبر 1973، وتستهدف شرح الحرب المجيدة وتحليلها من منظور عالمى عسكريًّا وإستراتيجيًّا وتاريخيًّا، وتسلط الضوء على عملية الخداع الإستراتيجى المصرية، وخطة العبور، ومراحل تطور الحرب، ومقارنة غرفة العمليات المصرية بغرفة عمليات العدو، وأهم المعارك التى شهدتها الحرب، ومواقف القوى الدولية آنذاك.