على الرغم من المآسى التى عاشها العالم وخاصة الفلسطينيين على مدار الأسبوعين الماضيين، إلا أن الرئيس الأمريكى ربما يكون قد استفاد من الحرب الأحدث فى الشرق الأوسط.
حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه على الرغم من أن الحرب فى الشرق الأوسط قد مكنت الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى يعانى من تدنى معدلات شعبيته، من أن يقدم نفسه كقائد عالمى، إلا أن الخبراء يحذرون من أن حملة إعادة انتخابه ربما تعتمد على قضايا محلية مثل الاقتصاد.
وأوضحت الصحيفة أن تولى بايدن القوى لقيادة البلاد على الساحة الدولية منذ عملية طوفان الأقصى وما تلاها من الحرب الإسرائيلية على غزة، وما شمله ذلك من إلقاء خطابين هامين فى البيت الأبيض والسفر إلى تل أبيب، قد منح الديمقراطيين آمالا بأنه يمكن أن يقنع الناخبين المتشككين إزائه بأنه يرونه بضوء جديد.
إلا أن الخبراء الاستراتيجيين من كلا الحزبين قالوا أنه حتى لو كان بايدن يقود بنجاح أمريكا خلال الأزمة الدولية الأخيرة، فإن أى ميزة سياسية ربما يتمتع بها الآن قد تكون قصيرة المدى. فتصورات الاقتصاد السيئ لا تزال تلقى بظلالها على احتمالات إعادة انتخابه. وطالما تفوقت المخاوف الداخلية على السياسة الخارجية فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
فقد قفزت شعبية الرئيس جورج بوش الأب إلى حوالى 90% فى ربيع 1991، أكثر من ضعفى شعبية بايدن الحالية، بعد أن قاد تحالفا دولية لهزيمة العراق فى أعقاب غزوها للكويت.
وظن مساعدو بوش أن إعادة انتخابه فى العام التالى أمر شبه مؤكد. إلا أنه خسر البيت الأبيض لصالح بيل كلينتون بعد 18 شهرا، وهزمه قلق الناخبين بشأن الاقتصاد وشعبية المعارض القومى ووجود المرشح المستقل الأكثر أهمية فى انتخابات رئاسية منذ عقود.
وقال رون كوفمان، المساعد السياسى المخضرم لبوش، أن الناس علقوا فى الأخبار الجيدة، ونسوا شعار (إنه الاقتصاد يا غبى)، فى إشارة إلى لافتة وضعت فى مقر حملة كلينتون فى عام 1992، الذى ركز بشكل كبير على الاقتصاد.
وأصبحت السياسات الأمريكية أكثر استقطابا الآن عما كانت عليه قبل 32 عاما، عندما كان بوش فى ذروة شعبيته.
وتهاوت شعبية الرئيس الأمريكى بايدن بعد الانسحاب الفوضوى من أفغانستان، ولم يحدث سن قانون البنية التحتية وخفض التضخم تأثيرا كبيرا لتحسينها. كما أن جهود البيت الأبيض للترويج للتحسن الاقتصادى تحت شعار "بايدنوميكس" لم يقنع الناخبين بشكل كبير بمزاياه.
ونقلت نيويورك تايمز عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة برنكتون، جوليان زيلزر قوله ‘نه لا يتوقع مزايا سياسية لبايدن على المدى البعيد بسبب تعامله مع الحرب فى غزة. وأضاف: إننا نعيش فى عصر أصبح فيه الاستقطاب عميقا لدرجة ـنه مهما كان حجم الأزمة أو أداء الرئيس، فليس من المرجح أن يحدث هذا فارقا.
وقالت نيويورك تايمز إن العديد من الناخبين الذين التقت بهم اعربوا عن شكوكهم إزاء دعوة بايدن لإرسال 14 مليار دولار مساعدات لإسرائيل، ناهيك عن 60 مليار دولار سيتم إرسالها لأوكرانيا.
وقالت سمانتا ماسوكويتز، طالبة علم النفس فى أتلانتا، إن فكرة إرسال المليارات لإسرائيل وأوكرانيا تجعلها تشعر بالقلق خاصة بشأن وضع الاقتصاد الحالى. وأضافت أنها لا تحب فكرة إرسال الأموال، خاصة هذا القدر الضخم.
وقالت ماسوكويتز إنها لم تشاهد خطاب بايدن الجمعة. وقد شاهد الخطاب 20.3 مليون شخص عبر 10 شبكات تلفزيونية، وفقا لبيانات أولية. وكان عدد المشاهدين أكبر بالتأكيد نظرا لأن تلك البيانات لا تسجل بعض المشاهدات على الإنترنت.
لكن حينما تحدث ترامب عن الهجرة فى يناير 2019، شاهد خطابه نحو 40 مليون شخص. وشاهد 27 مليون شخص خطاب حالة الاتحاد الذى ألقاه بايدن فى فبراير الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة