تسببت الحرب فى غزة فى انقسام الدول الأوروبية بين مؤيد ومعارض، وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبى اتخذ موقفا مشتركا بشأن الصراع بين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية والتأكيد على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولى إلا أن العديد من الدول أبدت استيائها من موقف الكتلة؛ فالبعض يدعو إلى دعم لإسرائيل، بينما ينتقدها آخرون ويميلون نحو الجانب الفلسطيني من الصراع.
وتعتبر إسبانيا وايرلندا وبلجيكا ولوكسمبورج من أكثر الدول التى أعربت عن تأييدها للفلسطينيين ورفضها وانتقادها الكامل لأعمال إسرائيل الوحشية، وتضاعف بروكسل مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات .
وتعتبر إسبانيا من أكثر المؤيدين للفلسطينين، بصفته رئيسًا بالنيابة لمجلس الاتحاد الأوروبى، اقترح رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز على نظرائه الأوروبيين، المجتمعين بشكل عاجل عبر الفيديو لتقييم الوضع فى الشرق الأوسط، استخدام منصة الاتحاد من أجل المتوسط (UfM)، التى تحتفل بقمتها المقبلة فى برشلونة فى 27 نوفمبر، تعتبرها "فرصة جيدة للاستفادة منها" لإعادة إطلاق الحوار والمنافشة حول الصراع الفلسطينى والإسرائيلى.
وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أن سانشيز ينقل طاولة الحوار إلى برشلونة حيث تجلس كل من إسرائيل وفلسطين حول الطاولة للمناقشة، بحثا عن السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة.
وخلال كلمته فى قمة القاهرة للسلام التى دعا إليها الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، لم يلمح سانشيز صراحة إلى الاجتماع القادم للاتحاد من أجل المتوسط فى برشلونة.
وطالبت إيونى بيلارا، وزيرة الحقوق الإجتماعية الإسبانية والأمين العام لحزب يونيداد بوديموس ، الحكومة الإسبانية، بتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب فى غزة.
وأشارت بيلارا على حسابها الخاص على موقع اكس "بالنظر الى محاولة الابادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل فى غزة، نقترح أن تقوم حكومة إسبانيا بإحالة نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب".
ونشرت الوزيرة بيلارا بيانا أكدت فيه أن حزب بوديموس يشعر "بالمعاناة الفظيعة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ عقود"، ولذلك فإنهم يرفعون أصواتهم "للتنديد بأن دولة إسرائيل تنفذ" "التخطيط للإبادة الجماعية في قطاع غزة، وترك مئات الآلاف من الأشخاص بدون ضوء وطعام وماء وتنفيذ تفجيرات على السكان المدنيين يشكل عقابًا جماعيًا، وينتهك القانون الدولي بشكل خطير ويمكن اعتباره جرائم حرب".
وكان رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز طالب في وقت سابق بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين وحل الدولتين، من أجل إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
وقال سانشيز في تجمع حاشد فى ميريدا بإكستريمادورا "حتى يتمكنوا من التعايش فى سلام وأمن، ولن يتم حل تلك الأزمة الا عند حل الدولتين"، معرباً عن أسفه لأن الصراع يسبب الكثير من المعاناة والقلق وعدم الاستقرار سواء فى المنطقة أو فى جميع أنحاء العالم.
وكانت قررت الحكومة الإسبانية زيادة المساعدات التى تمنحها للفلسطينيين 100 مليون يورو أخرى، حيث منحت الدولة الأوروبية 900 مليون يورو خلال العقود الثلاثة الماضية من خلال برامج التعاون المختلفة.
وأشارت صحيفة ليبرى ميركادو الإسبانية إلى أن التعاون الإسبانى لفلسطين بدأ فى عام 1994، مع التوقيع مذكرة التفاهم المتعلقة بالتعاون الإسبانى الفلسطينى والتى رافقها دعم مالى مستمر من الإدارات العامة.
وهكذا، بين عامى 1994 و2018، تجاوز التمويل الإسبانى 777 مليون يورو، ولا سيما الفترة ما بين 2008 و2010، فى عهد حكومة الرئيس السابق رودريجيز ثاباتيرو، عندما أصبحت إسبانيا ألمانح الأوروبى الأول والثالث من حيث القيمة المطلقة لفلسطين (فى فى إشارة إلى القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة).
أما فرنسا فقد نأت بنفسها قليلاً عن الاتحاد الأوروبي، وتبنت موقفاً حذراً بشأن الصراع بين إسرائيل وفلسطين، حيث حظر وزير الداخلية من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، سعياً إلى ضمان النظام العام.
وحث الرئيس إيمانويل ماكرون على الوحدة الوطنية، ومنع الصراع الخارجي من توليد التوترات في فرنسا.
اما إيطاليا ، فعلى المستوى الوطني، سلطت الحكومة الإيطالية الضوء على الانحياز السياسي في إيطاليا بشأن الصراع، حيث تسعى إيطاليا إلى اتباع نهج متوازن في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والاعتراف باسرائيل مع الدعوة إلى ردود أفعال متناسبة وحماية المدنيين.
وعن موقف ألمانيا، فقد أظهرت الأحزاب السياسية الألمانية دعمها بالإجماع لإسرائيل، وصوت البرلمان لصالح قرار يعبر عن "كامل التضامن " مع إسرائيل، وهو ما اثار جدلا كبيرا فى القارة العجوز.
أما أيرلندا، تظهر تاريخياً تعاطفاً مع القضية الفلسطينية، ودافعت شخصيات مثل سفين كون فون بورجسدورف، سفير الاتحاد الأوروبي السابق إلى فلسطين، وإيفين إنسير، عضو البرلمان الأوروبي من السويد، عن المساعدات المقدمة لفلسطين.
قلق أوروبى من الإرهاب تداعيات المجازر الإسرائيلية فى غزة
بدأت الدول الأوروبية في اتخاذ مواقف فورية وسريعة من رفع درجات التأهب الأمني ضد الإرهاب وذلك بعد الهجمات الإسرائيلية على مدرسة المعمدانى، وقررت إسبانيا، اتخاذ تدابير جديدة لمكافحة الإرهاب ورفع حالة التأهب لتعزيز قوات الأمن وذلك إثر هجمات على فرنسا وبلجيكا على خلفية هجوم مستشفى المعمدانى، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الاسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا بدأت فى تنفيذ العديد من التدابير الأمنية التكميلية ضمن المستوى الخامس لمكافحة الإرهاب، كما أعلنت الحكومة الإسبانية فى بيان، مشيرة إلى أنه مع هذا المستوى، فإن التدابير التى سيتم تطبيقها ستعزز الأمن فى بعض الأماكن الهامة، مع تعزيز صارم للأمن والأجهزة الأمنية وقدرات المراقبة.
كما تزيد إيطاليا مستوى التأهب، حيث قالت صحيفة ال كورييرى دى لا سيرا إن إيطاليا أصبحت عند أعلى مستوى لها من التـأهب الارهابى ، وأعلن وزير الخارجية الايطالى أنطونيو تاجانى، أنه على الرغم من أنه لايوجد تهديد مباشر فى الوقت الحالى فقد زادت البلاد حالة التأهب الإرهابى وعززت الأمن فى العديد من المناطق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة