تنطلق فى بيت السنارى التابع لمكتبة الإسكندرية والكائن فى السيدة زينب، ورشة حكي تفاعلية بعنوان حكاية العميد، اليوم، تستعرض من خلالها سيرة وحياة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، وذكريات طفولته ومرضه ونشأته وسفره والتحديات التي واجهته طوال حياته.
كما تتضمن الورشة نشاطا مصاحبا للحكايات، يتضمن لحظات تأمل في الظلام وقراءة بعض نصوص العميد، وصناعة مؤشر قراءة "بوكمارك"، ويقدم الورشة الحكواتي محمد رمضان حسين، وهي موجهة للأطفال والنشء من سن 10 إلى 15 سنة.
يذكر أن طه حسين يعتبر واحدا من أعلام الفكر والثقافة فى التاريخ المصرى المعاصر وقد ولد طه حسين في نوفمبر 1889 بقرية "الكيلو" بمحافظة المنيا وفقد بصرَه في الرابعة من عمره عقب إصابته بالرمد غير أن النقطة الفارقة في حياته كانت التحاقة بكتاب القرية، حيث فاجأ شيخه "محمد جاد الرب" بذاكرة قوية وذكاء متوقد، فتعلم اللغة والحساب والقرآن الكريم في فترة وجيزة.
التحق بالتعليم الأزهري، ثم كان أول المنتسِبين إلى الجامعة المصرية عامَ 1908، وحصل على درجة الدكتوراه عامَ 1914، لتبدأ أولى معاركه مع الفكر التقليدي؛ حيث أثارت أطروحته «ذكرى أبي العلاء» مَوجة من الانتقاد. ثم أوفدَتْه الجامعة المصرية إلى فرنسا، وهناك أعد أُطروحةَ الدكتوراه الثانية: "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون"، واجتاز دبلوم الدراسات العليا في القانون الرُّوماني.
وكان لزواجه بالسيدة الفرنسية "سوزان بريسو" عظيم الأثر في مسيرته العلمية والأدبية؛ حيث قامت له بدور القارئ، كما كانت الرفيقة المخلصة التي دعمته وشجعته على العطاء والمثابرة، وقد رزق وزوجته اثنين من الأبناء هما "أمينة"، و"مؤنس"
وبعد عودته من فرنسا، عمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة المصرية، ثم أستاذًا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب، ثم عميدًا للكلية. وفي 1942 عين مستشارا لوزير المعارف، ثم مديرا لجامعة الإسكندرية. وفي عام 1950 أصبح وزيرًا للمعارف، وقاد الدعوة لمجانية التعليم وإلزاميته، وكان له الفضل في تأسيس عددٍ من الجامعات المصرية. وفي ١٩٥٩م عاد إلى الجامعة بصفة "أستاذ غير متفرغ" وتسلَّمَ رئاسة تحرير جريدة "الجمهورية".