حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم ، الجمعة، من أنه "بدون تغيير جوهرى، فإن سكان غزة سيتكبّدون وابلاً غير مسبوق من المآسى الإنسانية".
وقال جوتيريش- فى بيان تلاه المتحدث باسمه- "على الجميع تحمل مسؤولياتهم. إنها لحظة الحقيقة، والتاريخ سيحكم علينا"، مشدداً على أنّ "النظام الإنسانى فى غزة يواجه انهياراً كاملاً، مع عواقب لا يمكن تصوّرها على أكثر من مليونى مدني".
وأضاف "نظراً للوضع اليائس والمأسوى، لن تتمكن الأمم المتحدة من مواصلة تقديم المساعدات داخل غزة بدون تغيير فورى وجوهرى فى طريقة تدفق المساعدات".
وأشار إلى أنه قبل بدء الحرب الحالية فى السابع من الشهر الجارى "كانت نحو 500 شاحنة تعبر يوميا إلى غزة".
وأكد جوتيريش أنّ "ما معدله 12 شاحنة دخلت فى الأيام الأخيرة يوميا"، عبر معبر رفح، فى وقت تعانى غزة حالة حصار، و"الاحتياجات أكبر بكثير من أى وقت مضى".
وطالب بتعديل "نظام التحقّق من حركة البضائع عبر معبر رفح" للسماح بدخول مزيد من الشاحنات.
وفى سياق متصل، رأى المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الجمعة، أن "الكثير من الأشخاص سيموتون قريبا" بسبب الحصار المحكم الذى تفرضه إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على قطاع غزة، داعيا إلى توفير مساعدات "كبيرة ومتواصلة".
وقال لازارينى خلال مؤتمر صحفى عقده فى مدينة القدس المحتلة "فيما نتكلم الآن يموت أشخاص فى غزة، لا يموتون فقط جراء القنابل والضربات، فعدد أكبر بكثير سيموت قريبا من تداعيات الحصار المفروض" على القطاع المحروم من المياه والكهرباء والأدوية.
وأضاف "الخدمات الأساسية تنهار وتنفد مخزونات الأدوية والأغذية والمياه وبدأت مياه المجارى تفيض فى شوارع غزة"، مشددا على أن شاحنات المساعدة التى دخلت القطاع منذ 21 أكتوبر غير كافية.
وأضاف "الآلية الحالية محكومة بالفشل. ما نحتاج اليه هو مساعدة كبيرة ومتواصلة، نحتاج إلى وقف إنسانى لإطلاق النار لكى تصل هذه المساعدات إلى من يحتاجون اليها".
وأوضح "فى ما يتعلق بالأونروا لدينا وقود يكفى لليوم"، مشيرا إلى أن الوكالة "حدت بشكل جذري" من استهلاكها لكنها بحاجة إلى 160 ألف لتر من المحروقات فى اليوم لتأمين خدماتها، مؤكدا أن الأونروا لديها آليات متابعة متينة للمساعدات التى تصلها.
وحول حصيلة الشهداء والجرحى فى قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، أكد لازارينى "فى الماضي، وعلى مدى جولات النزاع الخمس أو الست فى قطاع غزة، اعتُبرت هذه الأرقام ذات مصداقية ولم يسبق لأحد أن شكك فيها".
وأكد لازاريني، استشهاد 57 من موظفى الأونروا على الأقل منذ بدء العدوان فى السابع من الشهر الجاري، موضحا أن الحصيلة التى سجّلتها الوكالة الأممية تعكس معدل الحصيلة الإجمالية المعلنة فى غزة.
وخلال إحاطة صحفية عبر الفيديو من جنيف، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية لين هاستينجز إنه قبل السابع من أكتوبر كانت تدخل قطاع غزة حوالى 46 شاحنة وقود فى اليوم، مطالبة بإدخال صهاريج الوقود للقطاع.
وقالت إن نحو 300 إلى 400 ألف شخص بحاجة إلى مساعدة، لا يزالون فى شمال قطاع غزة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن 23 من 35 مستشفى فى قطاع غزة لا تزال تعمل بشكل جزئى وإن خمس شاحنات تنقل امدادات لمنظمة الصحة العالمية دخلت غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر وقد وصلت هذه المساعدات إلى خمسة مستشفيات فى الجنوب وإثنين فى الشمال.
وقال برنامج الأغذية العالمى إنه أدخل تسع شاحنات تقل مساعدات غذائية ولا سيما المعلبات ودقيق القمح.
ويتعاون برنامج الأغذية العالمى عادة مع 23 مخبزا لتوفير الخبز لمئتى ألف شخص فى مراكز الإيواء لكنه أكد أن مخبزين لا يزالان يعملان راهنا.