حققت منظومة جمع وتدوير قش الأرز خلال السنوات الماضية أهدافها وكانت نموذجا ناجحا ومتميزاً للتكامل الحكومي والتعاون المثمر والبناء بين أجهزة الدولة المختلفة بإتباع منهج متكامل وتشاركي يضمن دمج البعد البيئي مع الاقتصادي وساهمت أيضًا في خلق فرص عمل جديدة في المناطق الريفية، لصغار المزارعين، والمؤسسات الأهلية، حيث حققت عائد اضافي لمزارعي الارز، بما ساهم في زيادة دخولهم.
واستطاعت منظومة إعادة تدوير قش الأرز، أن تغير النظرة السلبية تجاه المخلفات الزراعية، بعدما أحدث كابوس حرقها وانبعاثاته من الأدخنة السوداء خللا بيئيا هدد حياة جميع الكائنات الحية لسنوات طويلة، فأصبحت المخلفات الزراعية اليوم ثروة قومية يمكن الاستفادة منها فى مجالات الزراعة والصناعة والطاقة، بدلا من حرقها، فضلا عن إسهامها فى خلق فرص عمل تدر دخلا يحسن من مستوى معيشة المزارعين من خلال عملية جمع القش وكبسه وبيعه، والاستفادة منه فى الأسمدة العضوية، وتحقيق الزراعة النظيفة وحماية البيئة من التلوث وتوفير فرص عمل بالمناطق الريفية وبالتالى تحسين الوضع الاقتصادى والبيئى بالريف المصرى.
ولتحقيق الاستفادة الكاملة من قش الأرز، أصبح يعاد تدويره فى مواقع مخصصة باستخدام آلات وماكينات الفرم والتكبيس، لعمل مكمورات تستخدم للحصول على سماد عضوى صناعي، وإنتاج البيوجاز للحصول على سماد عضوى وطاقة، واستخدامه كعلف غير تقليدى للمواشى بإضافة اليوريا والحقن بالأمونيا، وإنبات بذور الشعير على قش الأرز واستخدامه كعلف أخضر وجاف للمواشي، وإنتاج عيش الغراب كغذاء للإنسان، كما يستخدم فى مزارع الدواجن كفرشة لأرضية المزرعة مع خلطة نشارة الخشب، وكبسه وبيعه لمصانع الورق ومصانع الطوب، واستخدامه فى صناعة الأعلاف المركزة للحيوانات، وصناعة طوب البناء والأثاث والموبيليا، وبناء المساكن.
وأكد الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي أن المزارع أصبح يدرك حاليا القيمة الاقتصادية لقش الأرز، وان له عدد من الاستخدامات الهامة، يأتي على رأسها استخدامه في تصنيع الأعلاف غير التقليدية والأسمدة العضوية بالاضافة إلى عدد من الاستخدامات الصناعية الاخرى، لافتا الى انه بدأ استخدامه في الاخشاب المسطحة.
وأوضح أن العاملين بالقطاع ومديريات الزراعة والادارات الزراعيه يواصلون المرور الميداني والمتابعة المستمرة لأعمال منظومة جمع وتدوير قش الأرز في المحافظات المصرح بزراعة المحصول بها، حيث تكثف الوزارة جهودها لتوعية المزارعين بأهمية الاستفادة من منظومة جمع وتدوير قش الأرز لتحقيق عائد اقتصادي ومنع الحرق للحفاظ على البيئة من التلوث.
وأكد رئيس قطاع الإرشاد الزراعي أن نجاح المنظومة يعد نموذجا ناجحا ومتميزاً للتكامل والتعاون المثمر والبناء بين أجهزة الدولة المختلفة من خلال تطبيق منهج متكامل وتشاركي لتحقيق مجموعة من الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية، موضحا أنها ساهمت في خلق فرص عمل جديدة لشباب الخريجين وسكان المناطق الريفية بمحافظات زراعة الأرز.
وأشار عزوز إلى أن منظومة جمع وتدوير قش الأرز، نجحت منذ بداية موسم حصاد الأرز في تجميع مليون و703 ألف طن من القش، في 181 موقع بعد حصاد 66.35 % من المساحات المنزرعة، نتج عن تدويرها 2814 طن أسمدة و 310 طن أعلاف غير تقليدية.
وأوضح أن البيانات الواردة من مديريات الزراعة كشفت أنه الانتهاء من كبس 609 ألف و451 طن، وفرم 304 ألف و 24 طن، وتشوين 618 ألف و 259 طن و أن القطاع نفذ 918 ندوة إرشادية ساهمت في توعية المزارعين بأهمية تجميع وتدوير قش الأرز والاستفادة من عائداته.
أضاف أن محافظة كفر الشيخ جاءت في المركز الأول بتجميع 567 ألف طن من قش الأرز، بعد حصاد 85% من المساحات المنزرعة بالمحصول، نتج عنها 310 طن، و 57 طن أعلاف غير تقليدية، كما تم تنفيذ 65 ندوة إرشادية.
واحتلت محافظة الدقهلية المركز الثاني بتجميع 451 ألف و 460 طن، في 115 موقع تجميع بمحافظة الدقهلية، نتج عنها 679 طن أسمدة، و13 طن أعلاف غير تقليدية، بعد حصاد 76 % من المساحة المنزرعة، وتنفيذ 200 ندوة إرشادية، وجاءت محافظة الشرقية في المركز الثالث بتجميع 402 ألف و 924 طن، من خلال 60 موقعا، نتج عنها 25 طن أسمدة، بعد حصاد 67 % من المساحة المنزرعة بالمحافظة، وتنفيذ 238 ندوة إرشادية.
واحتلت محافظة البحيرة المركز الرابع في عمليات تجميع وتدوير قش الأرز بإجمالي 260 ألف و 480 طن، نتج عنها 1800 طن أسمدة، و 250 طن أعلاف غير تقليدية، وتنفيذ 240 ندوة إرشادية، وبلغت الكميات التي تم تجميعها في محافظة الغربية 16 ألف و420 طن لتحتل بذلك المركز الخامس، وتنفيذ 150 ندوة إرشادية، وتمكنت محافظة القليوبية من تجميع 5 آلاف و 290 طن، عبر 6 مواقع، وتنفيذ 25 ندوة إرشادية.
وأكد عزوز أن الاستفادة الاقتصادية من الكميات الهائلة من المخلفات النباتية هدفاً اساسياً من أهداف التنمية الزراعية المستدامة بما يساهم في تحسين دخل المزارعين عبر إنتاج أعلاف غير تقليدية مما يساهم في خفض استيراد الأعلاف المطلوبة لتنمية الثروة الحيوانية ، وتقليل الفجوة العلفية.
وأشار إلى أن عمليات تدوير قش الأرز تساهم في إنتاج الأسمدة العضوية، وإنتاج الطاقة الحيوية ومنتجات الحرف اليدوية وتوفير فرص عمل جديدة غير تقليدية للشباب لا سيما في المناطق الريفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة