يعيش الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية وإسرائيل في ظل أنظمة مختلفة من التمييز والقمع المنظم الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي، والكثير منها يجعل الحياة غير قابلة للعيش تقريبًا، وطرح كاتب بصحيفة الجارديان سؤال حول تغطية الأحداث في وسائل الاعلام الامريكية، قائلا: " إذا كانت وسائل الإعلام الأمريكية غير قادرة حتى على نقل القضية بشكل صحيح، فما الفائدة من مجرد تغطيتها؟"
قال الكاتب، إن الأمر لا يعد كسل لكن الانحياز لإسرائيل من قبل كل من الإعلاميين والسياسيين الأمريكيين، يحجب دائمًا الصورة الكاملة لما يحدث بين إسرائيل والفلسطينيين.
في السابع من أكتوبر صرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، بأن الولايات المتحدة "تدين بشكل لا لبس فيه الهجمات غير المبررة التي يشنها حماس ضد المدنيين الإسرائيليين .. ويجب على كل واحد منا أن يقف ويدين قتل كل مدني، إسرائيلي أو فلسطيني أو غير ذلك"
وقال الكاتب إن استخدام واتسون لكلمة "غير مبرر" يقوم بالكثير من العمل هنا، وتابع متسائلا ما الذي يعتبر بمثابة استفزاز؟.. وقال إن الأمر يبدو أنه لا ينطبق على عدد كبير من المستوطنين الذين تجاوز عددهم 800 بحسب إحدى واقتحموا المسجد الأقصى قبل الهجمات المباغتة بيومين، كما لا ينطبق على 248 فلسطيني قتل على يد القوات الإسرائيلية او المستوطنين في الفترة من 1 يناير الى 4 أكتوبر العام الجارى
وتابع: أليس إنكار حقوق الإنسان الفلسطيني وتطلعاته الوطنية منذ عقود.. يعد استفزاز؟
وتابع إن مثل هذه الأحداث من الممكن أن ينظر لها باعتبارها استفزاز دون تأييد المزيد من أعمال العنف ضد المدنيين، ولكن اذا اعتمد المتلقي على الأخبار الأمريكية فمن المرجح أنه سيفترض أن الفلسطينيين يأخذون الخطوة الأولى وإن الإسرائيليين ما هم إلا رد فعل فقط، وربما يصل الأمر ليعتقد المتلقي أن الفلسطينيين هم من يستعمرون أرض إسرائيل، وربما يعتقد أن إسرائيل، التى تسيطر بشكل مطلق على حياة خمسة ملايين فلسطينى في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومع ذلك تحرمهم من حق التصويت فى الانتخابات الإسرائيلية، هي دولة ديمقراطية.
وأشار الكاتب لتعليقات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت التي قال فيها: "نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك"، وقال "أمرت تل أبيب بحصار كامل على القطاع، منعت فيه الكهرباء والطعام والوقود.. حكومة الاحتلال لا ترى الفلسطينيين إنهم ضمن البشر.. ليس لديهم كيان سياسي أو إنسانى .. فكيف يمكن الدفاع عن هذه اللغة وسياسة العقاب الجماعي المعلنة ضد كافة سكان غزة من قبل أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة أو في أى مكان آخر؟ لنكن واضحين: لغة جالانت ليست خطاب الردع. إنها لغة الإبادة الجماعية"
وسلط الضوء على ما اسماه بـ"نفاق مزعج" في وسائل الإعلام الأمريكية للحرب في أوكرانيا، حيث يري العديد حول العالم يؤيدون مقاومة أوكرانيا لروسيا ولكنهم يحرمون الفلسطينيين من أي وسيلة لمقاومة احتلالهم. وحتى أساليب المقاومة غير العنيفة، مثل حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، يتم التشهير بها وتجريمها، وتساءل "لماذا المعايير المزدوجة؟"
وقال الكاتب إن المعايير المزدوجة تتجسد في ما يتم سماعه في الولايات المتحدة عن الأمريكيين الإسرائيليين الذين قتلوا أو اختطفوا على أيدي حماس حيث ترتفع الأصوات لصالحهم لكن لا يسمع صوت بالنسبة للأميركيين الفلسطينيين المهددين بالقتل في غزة مثل ما حدث عندما اطلق الجيش الإسرائيلي النار على الصحفية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الامريكية شيرين أبو عاقلة في مايو 2022.
وأضاف ان الازدواجية متوقعة في مناقشة محنة الفلسطينيين في الماضي، لكن هذا لا يلغي ظلامها الأخلاقي. كما أنه خطير في هذه اللحظة، في حالة حكومة إسرائيل التي تستخدم عنفًا غير مسبوق ضد السكان العزل والمحاصرين إلى حد كبير، للتغطية على فشلها الاستخباراتي والاحراج الذي تعرضت له عالميا بعد هجوم المقاومة 7 أكتوبر
وفي مثال على الازدواجية الامريكية وتجريد الفلسطينيين من انسانيتهم، تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن المنحازة للجانب الإسرائيلي والتي قلل فيها من الخسائر البشرية للفلسطينيين حيث شكك في عدد القتلى الرسمي الصادر عن غزة، واعترف أن مقتل المدنيين هو جزء لا يتجزأ من الصراع المستمر في فلسطين بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي
وقال بايدن خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز عندما سئل عن البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة والتي أشارت إلى مقتل أكثر من 6000 فلسطيني منذ السابع من أكتوبر، قال: "ليس لدي أي فكرة أن الفلسطينيين يقولون الحقيقة حول عدد القتلى.. أنا متأكد من أن أبرياء قتلوا، وهذا هو ثمن شن حرب”.
وتابع: "أعتقد.. على الإسرائيليين أن يكونوا حذرين للغاية للتأكد من أنهم يركزون على ملاحقة الأشخاص الذين يروجون لهذه الحرب ضد إسرائيل لكن انا لا اثق في العدد الذي يستخدمه الفلسطينيون".
وأثارت تعليقات بايدن في المؤتمر الصحفي انتقادات من بعض المجموعات الخارجية، وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية ، إن المجموعة "شعرت بالانزعاج الشديد والصدمة من التعليقات اللاإنسانية التي أدلى بها بايدن بشأن ما يقرب من 7000 فلسطيني ذبحتهم الحكومة الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين"