تستمر التحذيرات من هجمات إرهابية على الدول الأوروبية خاصة في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطنيين، وحذرت وكالة إنفاذ القانون الأوروبية (يوروبول) من انتشار الذئاب المنفردة في أوروبا وتحذيرات جديدة من هجمات إرهابية على القارة العجوز بعد الصراع في الشرق الأوسط وحرب غزة، كما حذرت من المسئولين عن تجنيد هؤلاء الإرهابيين الذين يعملون بشكل منفرد، حسبما قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية.
وبدأت الدول الأوروبية في اتخاذ فورية وسريعة من رفع درجات التأهب الأمني ضد الإرهاب وذلك بعد الهجمات الإسرائيلية على مدرسة المعمدانى، وقررت إسبانيا، اتخاذ تدابير جديدة لمكافحة الإرهاب ورفع حالة التأهب لتعزيز قوات الأمن وذلك إثر هجمات على فرنسا وبلجيكا على خلفية هجوم مستشفى المعمدانى، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الاسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ومن بين 330 شخصًا تم اعتقالهم بتهمة الإرهاب في أوروبا، كان هناك 266 شخصًا من الإرهابيين الذين يعملون على تجنيد الشباب، وحذرت اليوروبول من أن غالبية الهجمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبى يتم ارتكابها بشكل "فردى" أي تابع للذئاب المنفردة وهو ما يجعلها أكبر تهديد في أوروبا.
وأعلنت الشرطة البلجيكية في بداية الشهر الجارى عن توقيف شخص يشتبه بإطلاقه النار وقتل سويديين في هجوم في بروكسل، وكان قد قتل شخصان بإطلاق نار، فى بروكسل وفق ما أفادت النيابة العامة فى العاصمة البلجيكية، وفرار المشتبه به.
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالهجوم، قائلا: "قبل بضع دقائق تعرضت بروكسل لهجوم إرهابي جديد يبدو أنه سلب أوروبيين آخرين، هما سويديان، حياتهما"، مضيفا "قارتنا الأوروبية تعرضت لخضة".
في أعقاب الحادث، أمر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بتعزيز إجراءات المراقبة على حدود فرنسا مع بلجيكا، حسبما أفاد مصدر في وزارة الداخلية الفرنسية .
ومن جهتها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الهجوم الذي أوقع قتيلين في بروكسل، ، بأنه "دنيء" مشددة على وحدة الصف في مواجهة الإرهاب.
وتعتبر هجمات الذئاب المنفردة كثيرة فى الدول الاوروبية وخاصة فى فرنسا ، حيث تم قطع رأس مدرس فرنسي ، وحوادث آخرى ، وهناك مخاوف من استغلال الذئاب المنفردة الصراع فى الشرق الاوسط بين اسرائيل وفلسطين لنشر اعمالهم الوحشية والعنيفة، حسبما قالت صحيفة 20 مينوتوس الاسبانية.
ورغم أن العديد من الأسئلة لا تزال بلا إجابة، فقد رفعت البلاد مستوى التأهب الإرهابي.
وقال المتحدث باسم يوروبول، جان أوب جين أورث، إن المتطرفين لا يزالوا يمثلون أكبر تهديد إرهابي في أوروبا الغربية، ومن المتوقع أن تستمر هذه الجهات الفاعلة المنفردة في تنفيذ غالبية الهجمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي.
ما تقترحه المنظمة هو أن الذئاب المنفردة قد لا تكون وحدها، حيث يتم تنظيم عملية التجنيد والتطرف. من يجند؟
وأكدت يوروبول منذ ذلك الحين أنها تراقب الأحداث يوميا وتتخذ إجراءات احترازية في أعقاب تصاعد الصراع بين إسرائيل وفلسطين، مشيرة إلى أنه في إسبانيا فقط هناك أكثر من 300 من الذئاب المنفردة تحت المراقبة، بحسب صحيفة الموندو ، لأنها بلد عبور للعديد من المتطرفين من شمال إفريقيا إلى أوروبا.
وأوضحت كارولا جارسيا، الباحثة في شؤون الإرهاب العالمي في المعهد الملكي، "إذا قمنا بتحليل الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، نرى أنه بعد موجة الهجمات التي تعرض لها في سياق الحرب السورية، بدأت شدته في الانخفاض منذ عام 2018".
وأضافت جارثيا "ما نراه غالبًا هو أنه على الرغم من أنهم ينفذون أعمالهم بمفردهم، إلا أن التحقيق يكشف لاحقًا أن المهاجم كان على اتصال بأشخاص آخرين مرتبطين بجماعات إرهابية، وتبين أنهم لم يكونوا بمفردهم كما بدا".
وأكدت جارثيا: "لهذا السبب، فإن الاستراتيجية المفضلة لهذه المجموعات في أوروبا في الوقت الحالي هي استراتيجية الجهات الفاعلة الفردية التي تشترك في أيديولوجية المنظمة وأهدافها والتي تحشد بشكل عفوى"، مضيفة أنه من بين أكثر الملفات إثارة للقلق بالنسبة لقوات الأمن أولئك الذين كانوا في مناطق النزاع، والمعروفين باسم "المقاتلين الأجانب"، وأولئك الذين حددتهم الشبكات لاتخاذ الخطوة التالية والهجوم بشكل فردي.
وأشارت الباحثة إلى أنه "اليوم، لا نستطيع أن نقول إن أي دولة في الاتحاد الأوروبي خالية من هذا التهديد. رغم أن هناك دولا أكثر تضررا، مثل فرنسا أو بلجيكا أو المملكة المتحدة أو حتى إسبانيا
كيف يتم تجنيد الذئاب المنفردة؟
إن الأرقام الواردة في تقرير يوروبول الأخير حول وضع واتجاهات الإرهاب في الاتحاد الأوروبي واضحة. في عام 2022، من بين 330 شخصًا تم اعتقالهم بتهمة الإرهاب في أوروبا، كان هناك 266 إرهابيًا، كما أكد الخبراء أن انتشار الدعاية على شبكة الانترنت واحتمالات نشرها للتطرف أمر مثير للقلق، حيث أن هذا يجعل من السهل على الأشخاص الضعفاء الذين ليس لديهم صلات سابقة أو مباشرة بالإرهاب أن يتعرضوا لمحتوى وأفكار متطرفة.
وقال جان أوب جين أورث من يوروبول: "يمكن للشبكات الإرهابية أن تستهدف هؤلاء الأفراد الضعفاء وتتلاعب بهم لارتكاب أعمال إرهابية كممثلين منفردين، بمفردهم على ما يبدو، ولكن في الواقع يخدمون أهداف شبكات أكبر".
وأضاف "لا تزال العزلة الاجتماعية والافتقار إلى نظام دعم قوي من نقاط الضعف الرئيسية. ويستغل الإرهابيون نقاط الضعف هذه لنشر رسالتهم وتجنيد أتباع جدد. وهذا أمر مثير للقلق، وأضاف أن "العدد المتزايد من الشباب، بما في ذلك القُصّر، الذين يتعرضون للدعاية الإرهابية على الإنترنت".
ولجأت الجماعات الإرهابية العالمية الكبيرة، مثل تنظيم القاعدة أو داعش ، إلى الإنترنت بسبب تعرض أجهزتها التشغيلية الخارجية لأضرار جسيمة، بحسب الباحث في معهد إلكانو الملكي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة