تغيرت الملامح كثيرا، واختلطت المنازل ولم يبقى منها حتى الأثر، فتبدلت الجدران والمنازل، وتحولت إلى عمارات سكنية جديدة، حتى لافتة عزبة الكيلو بمركز مغاغة شمال محافظة المنيا اختفت تماما، وسكن المنطقة أجيال سمعت عن الدكتور طه حسين، لكنهم لا يعلمون أين كان يسكن، فقد تغيرت معالم المنطقة كثيرا، وسكنها التجار وتحولت الأدوار السكنية فيها، إلى مكاتب وعيادات للأطباء، فلا يمكن أن تصدق أن تلك المنطقة هى التى ولد فيها الدكتور طه حسين وعاش بها بعض سنوات قبل رحيل أسرته وذهابهم إلى القاهرة، فلم يبقى سوى ميدان طه حسين فى مدينة مغاغة الشاهد الوحيد على المنطقة
فإذا أردت التوجه إلى عزبة الكيلو عليك أن تسأل أكثر من شخص، حتى تصل إلى المنطقة، وهناك تفاجأ بعدد كبير من المحلات التجارية، والمنازل الحديثة، واذا أردت أن تسال على المنزل الذى سكن فيه طه حسين، تجد نفسك أمام الكثير من الإجابات والأماكن، منهم من يقول تحول المنزل لعيادات طبية، وآخر يشير لك أنه تم هدمه والبناء على انقاضه، فتجد نفسك حائرا، أين كان يسكن طه حسين فى تلك المنطقة.
وقال محمد رافعى أحد سكان المنطقة والذى يبلغ من العمر 55عاما، ولدت فى هذه المنطقة مع أسرتى، وسمعت العديد من الروايات عن الدكتور طه حسين، ومنها أنه كان يسكن فى منزل بقلب المنطقة مكون من طابقين، وفى زمن الكوليرا فر كثير من سكان المنطقة، خوفا على أبنائهم، منهم من سافر إلى القاهرة ومنهم من سكن فى مناطق مجاورة، أما بالنسبة للدكتور طه حسين، فقد سافر خلف أسرته بعدما لم يستطيع اللحاق بهم، وقد مكث لبعض الوقت فى منزل الشيخ غريب، وتعلم على يده القران داخل الكتاب الصغير الذى كان يعلم فيه اطفال القرية القرأن الكريم والذى تحول اليوم إلى محلات ، وكان يهتم به كثيرا، لدرجة أنه كان يصطحبه معه فى كل صلاة إلى المسجد ويعود به إلى المنزل.
أما شادى شحاته أحد سكان المنطقة قال إن عزبة الكيلو فى عهد طه حسين كانت قرية صغيرة تابعة لمركز مغاغة، وكانت تقع فى قلب المركز، وأصاب أهلها فى ذلك الوقت الكوليرا، فاضطر الكثيرين للنزوح ومغادرتها، كان طه حسين وأسرته من سكان المنطقة، وكانوا يشتهرون بالكرم والضيافة، وحالتهم بسيطة مثل باقى أهالى القرية، وقد ترك عميد الأدب العربى تاريخا جميلا للمنطقة، رغم تغير ملامحها فلم يعد هناك أثرا واحدا يدل على المكان الذى نشأ فيه الدكتور طه حسين، كل المعالم تغيرت، حتى من يسكنوا المنطقة اكثرهم نازحين إليها
أما الحاج يوسف شوقى أحد أهالى المنطقة قال، إن الدكتور طه حسين وكما سمعنا من أباءنا عاش فى المنطقة حتى انتهت الكوليرا، وأصبح شابا، وعاش بيننا ما يقرب من 18 إلى 20عاما، حتى أصبح شابا، وظل يحفظ جميل الشيخ غريب عليه، لأن الدكتور طه حسين، عاش مع الشيخ غريب كل تلك السنوات، وحفظ منه القرأن الكريم، وكان يتعامل معه كوالده.
وأضاف قائلا من أهم ما كان يميز عميد الأدب العربى ذكائه وفطنته، وقدرته الكبيرة على التعلم، وعشقه للعلم، وكان أيضا مستمعا جيدا، ولا ينطق إلا بالقليل من الكلام، ويحب مجالسة الشيخ غريب جدا لدرجة أنه يكاد يكون لا يفارقه أبدا، وقد كان كتاب الشيخ غريب معروف وكان يصدق على شهادات حفظ القران الطلاب وكانت شهادته معتمدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة