عقد مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي ومركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات الذي تستضيفه مصر، دورة تدريبية حول التصدي للنزوح القسري في إطار جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي في الفترة ٢٢-٢٥ أكتوبر الجاري، وذلك بدعم من الحكومة اليابانية من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأكد السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، مدير عام مركز القاهرة الدولي، على أن الدورة تعكس الأولوية التي توليها مصر لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات والذي يتفضل الرئيس عبد الفتاح السيسي بريادته في القارة الإفريقية حيث يأتي انعقادها قرب الاحتفال بالنسخة الثالثة من اسبوع إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات بالاتحاد الإفريقي شهر نوفمبر القادم، فضلاً عن أنها تأتي تنفيذاً لمذكرة التعاون المبرمة بين المركز ومفوضية الاتحاد الإفريقي. كما أوضح عبد اللطيف أن الدورة تنعقد في إطار تفعيل استخلاصات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين فيما يتعلق بإدماج ظاهرة النزوح القسري في جهود إعادة الإعمار من خلال تبني مقاربات شاملة، فضلاً عن تناولها لأحد محاور مبادرة رئاسة مؤتمر COP27 حول تغير المناخ واستدامة السلام CRSP فيما يتعلق بتغير المناخ والنزوح القسري، وأخذاً في الاعتبار أن القارة الإفريقية قد سجلت أعلى معدل للنازحين داخلياً بما يقرب من 44 مليون نازح، منهم 207 مليون نازح في منطقة القرن الإفريقي.
من جانبها، أعربت ليباكيسو ماثلو، مُدير مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، عن تقديرها للدعم الذي تقدمه مصر لهذا الملف، مشيرة إلى أهمية هذه الدورة كونها النشاط الأول في إطار تفعيل مركز إعادة الإعمار لعمله، مشيدة في هذا الصدد بخبرات مركز القاهرة الدولي الممتدة في مجال بناء القدرات. على صعيد متصل، أكدت السفيرة نيفين الحسيني، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون اللاجئين والهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر على حرص مصر على التعامل مع ملف النزوح القسري واللاجئين من منظور شامل يراعي الجوانب التنموية المتصلة به، مستعرضة الجهود التي تقوم بها الجهات المصرية المعنية لمراعاة حقوق اللاجئين وتمتعهم بالخدمات الأساسية وضمان إدماجهم في البرامج الوطنية وتقديم حلولاً طويلة الأمد كجزأ لا يتجزأ من خطط التنمية المستدامة، إلى جانب تعزيز السلم للحيلولة دون تكرار نشوب الأزمات ودعم اجراءات إعادة الاعمار بشكل يشجع عودة النازحين الى دول الأصل.
كما شدد السفير أوكا هيروشي، سفير اليابان لدى القاهرة، في كلمته على التزام بلاده الكامل بتعزيز جهود استدامة السلم والأمن فى منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي في ضوء الأهمية التي توليها بلاده لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة من خلال التعاون مع الدول المشاطئة وعلى رأسها مصر فضلاً عن ضرورة تقديم الدعم للنازحين قسريا من خلال إيجاد حلول مستدامة بما يشمل تفعيل المبادرات التى أطلقتها اليابان تجاه إفريقيا فى إطار مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية الأفريقي (التيكاد). كما ثمن الشراكة الناجحة والممتدة مع مركز القاهرة الدولي في مجالات التدريب وبناء القدرات.
جدير بالذكر أن الدورة تناولت موضوعات عدة بما في ذلك تحليل الأسباب الجذرية للنزاعات، والعلاقة الترابطية بين تأجج النزاعات والنزوح القسري، وسبل مواجهة تحديات النزوح القسري الناتج عن تداعيات تغير المناخ، وآليات تنفيذ سياسة الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات وسبل تعزيز مبدأ تقاسم المسئولية، ودعم المؤسسات الوطنية لمواجهة تدهور الحالة الإنسانية للنازحين قسرياً، كما تضمن البرنامج التدريبي حلقة نقاشية تفاعلية حول تضمين منظور النوع في جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات إيماناً بأهمية دور المرأة داخل مجتمعاتها وذلك من خلال تعريف المتدربين بأفضل الممارسات في هذا الصدد. وقد شارك في تنفيذ الندوة نخبة من الخبراء والأكاديميين والباحثين من العديد من المنظمات والمؤسسات ومراكز الأبحاث بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (الجايكا) والبنك الإفريقي للتنمية وجامعة الأمم المتحدة وجامعة القاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة