تمر فى تلك الأيام الذكرى الـ50 على رحيل عميد الأدب العربى طه حسين، وخلال بحثنا فى حياته حصلنا على أول كتالوج صدر في 26 أكتوبر عام 1993، عن قصة تحويل المنزل إلى المتحف، ويبروز الكتالوج رسائل الكتاب والمثقفين والمبدعين لـ الدكتورة طه حسين ومنها خطاب لثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق، والفنان التشكيلى الكبير راغب عياد والكاتب محمد مندور.
خطاب موجه من وزير الثقافة ثروت عكاشة
إن الاجماع على انتخابكم لرئاسة مجمع اللغة العربية، قد اثلج صدرى وصدور أبناء هذا الجيل من تلامذكم ومقدرى فضلكم على اللغة العربية وأدابها، وأنى وأنا أهنئكم أشعر أنى أنقل اليكم تهنئخ كل العاملين بوزارة الثقافة وكل الذيم اضفت الى ثقافتهم من أدبكم ما ساعدهم على تكوينهم الأدبى وتربيه حاستهم الفنية في أكتوبر 1967
ثروت عكاشة يكتب لطه حسين
.
خطاب من راغب عياد مدير متحف الفن الحديث
أرفع لسيادتكم تحية صادقة ملؤها الأكبار والأجلال، ويسعدنى أن اقدم لسيادتكم الميدالية التذكارية لفقيدنا العزيز مختار بمناسبة مرور و20 عام على وفاته. وأن متحف مختار الذى اقمته اول دعائمه ورعايتم خطاه يدين لسيادتكم بافضال كثيرة وانه لمن دواعى الفخر لنا معشر الفنانين أن يكون لزعيم النهضة الأدبية فضل تكريم ذكرى تكريم زعيم الفنية، وأنى اذ ارفع إلى سيادتكم هذا التذكار أرجو أن يحظى متحف مختار بزيارتكم حتى تروا اثار ما اغرسته ايديكم الكريمة، وارجو أن تتفضلوا بقبول عظيم شكرى مع وافر الاحترام.. القاهرة في 14 أبريل 1945
خطاب من راغب عياد
خطاب محمد مندور يأتى بعنوان "إهداء"
بنفسى لأستاذى الدكتور طه حسين بك ذكريات قديمة كلما عاودتنى أثارت اعترافا بالجميل لا أستطيع نسيانها، فهو الذى وجهنى إلى الأدب مع أننى كنت منصرفا في بدء حياتى إلى القانون بكل رغباتى وبالرغم من أنني قد انتهيت من دراسة الحقوق إلا أن توجيه هذا الأستاذ الكبير هو الذى غلب في حياتى العملية..
وبمجرد انتهائى من الدراسة في مصر تحمس لإرسالى إلى أوروبا، ولقد حدث إن عجزت عن النجاح في كشف النظر الطبي، وكنت قد قدمت بحثا عن ذي الرمة ليقوم مقام الامتحان التحريري في مادة ليسانس آداب اللغة العربية فأخذ أستاذى هذا البحث وذهب إلى وزير المعارف آتذاك ليقرأ عليه فقرات منه فيكسبه إلى جانبي وبذلك يضمن استصدار قرار مجلس الوزراء بإعفائى من هذا الكشف الطبي العويص وهذا ما كان .
وسافرت إلى أوروبا حيث وضعت لنفسى خططى الخاصة في الدرس والتحصيل وكان في تلك الخطط ما لا يتماشى مع الخطط الرسمية ولاقيت من ذلك بعض العنت ولكننى كنت أجد دائما إلى جوارى هذا الأستاذ الكريم، ولقد أخذت عنه شيثين كبيرين هما الشجاعة في إبداء الرأي ثم الإيمان بالثقافة الغربية وبحاصة الإغريقية والفرنسية، مما حملنى دائما الإحساس بأنه قريب إلى نفسى على الرغم مما قد تختلف فيه من تفاصيل.
وهأنذا اليوم أرجو أ ن يجد في إهدائى له هذا الكتاب اعترافا منى بالفضل الذى حبانى به وأنا في أول الشباب والنقس بالغة الحساسية.
اهداء كتبه محمد مندور لطه حسين