المتحف القبطى في منطقة مجمع الأديان بمحافظة القاهرة يعد من أهم المتاحف الموجودة بمصر، وقد أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء قرار بأن يعتبر المبنى أثرًا ويسجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، مبنى المتحف القبطي بمنطقة مجمع الأديان بمحافظة القاهرة.
واجهة المتحف القبطى
لقد تم اختيار موقع المتحف فى منطقة حصن بابليون، الذى أنشاه الإمبراطور تراجان "98 ـ 117م"، وما زالت حوائط وأبراج هذا الحصن موجودة ويمكن رؤيتها من مدخل المتحف.
جامع الأقمر
ومنذ أن تعبر بوابة الدخول الرئيسة للمتحف تجد نفسك أمام المدخل الرئيسى للمتحف وعلى جانبيه أسدين رابضين أمام بابه وللمتحف وكأنهما يحرسانه وعلى بعد خطوات نجد تمثال نصفى على قاعدة رخامية لمؤسس المتحف سميكة باشا والذى تم وضعه فى هذا المكان كنوع من أنواع التكريم ورد الجميل، وأمام واجهته الرئيسية توجد ساحة بها العديد من النافورات ذات الأشكال الهندسية الرائعة ومجموعة كبيرة من الأحجار الأثرية من تيجان وأعمدة ومقاعد وزلع وتوابيت وبعض التماثيل ومنابر مصنوعة من الحجر منها منبر الأنبا إرميا، الذى يرجع للقرن السادس أو السابع ميلادي، مصنوع من الحجر وقد عثر عليه بدير الأنبا إرميا بسقاره.
وخلال سيرك للوصول إلى باب المتحف يلفت نظرك تصميم واجهته التى تترجم وعى صاحبها الفنان التشكيلى راغب عياد بالجذور المشتركة التى تجمع المصريين، فواجهة المتحف نموذج طبق الأصل من واجهة جامع الأقمر الذى يرجع للقرن الــ 12 ميلاديًا، مع إضافة بعض الرموز المسيحية، حيث يتميز مدخل الجامع بالعقد المعشق الذى يعلوه العقد الفارسى وهو على هيئة مروحة تتوسطها دائرة فى مركزه صدفة تحمل لفظ الجلالة، وفى المتحف القبطى حل محلها الصليب الملطى.
الأقمر
أمام عن تاريخ المتحف القبطى، فبدأت فكرة المتحف القبطى تطفو على السطح بعد أن قام عالم المصريات الفرنسي، "جاستون كاميل شارل ماسبيرو"، بجمع أعمال الفن القبطى التى كانت متناثرة فى أماكن عديدة فى مصر، وخصص لها إحدى قاعات المتحف المصرى للآثار فى بولاق، حسب ما ذكر الموقع الرسمى لمحافظة القاهرة، حيث كان يشغل منصب أمين عام للمتحف المصرى حينئذ، ومع زيادة أعداد القطع الفنية التى عُثر عليها، ازدحمت قاعة المتحف المصري، واقترح ضرورة إنشاء متحف مستقل مُخصص لعرض الآثار المسيحية.
فكان الباحث القبطى المصرى "مرقس سميكة باشا"، أول من ساهم فى تأسيس المتحف، حيث طالب بضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون عام 1893 م، فمنحه البابا "كيرلس الخامس" بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أرض تابعة للكنيسة المعلقة، نظراً لأهمية المكان وعظمة مكانته التاريخية، وفتح باب الاكتتاب العام ليشارك فيه جميع فئات المصريين، وبُنى المتحف وكان يتكون من حجرتين داخل الكنيسة المعلقة، وأفتتح عام 1910 م، وجُمع فيه الآثار القبطية التى كانت موجوده بالمتحف المصري، كما جمع سميكة باشا الباقى من الكنائس والأديرة الأثرية وقصور الأغنياء من الأقباط، وتولى سميكة إدارة المتحف فكان أول مدير له حتى وافته المنية فى أكتوبر 1944م.
وظل المتحف تابعاً للإدارة البطريركية القبطية حتى عام 1931م، حيث انتقلت تبعيته لوزارة المعرفة الثقافية، وفى عام 1947 أُنشئ الجناح الجديد فى عهد الملك فاروق، وبدأت عمليات تطوير جناحيه القديم والجديد ليفتتح من جديد عام 1984، وفى عام 1992، وقع أكبر زلزال لمصر فى العصر الحديث، هذا الزلزال تسبب فى تدمير جزء كبير من المتحف، فاضطر المسئولين لغلقه، وبدأت عمليات الترميم ليفتتح عام 2006، بعد غلقه لفترة 14 عاما، وبمجرد أن تطأ قدميك أرض المتحف سيلفت انتباهك طابع الفن القبطى الممزوج بالتقاليد المصرية القديمة، والحضارة الهلنستية، والبيزنطية، والإسلامية، ويجمع المتحف بين المادة الأثرية والوثائق التى تساعد فى دراسة تاريخ مصر منذ بدايات ظهور المسيحية وحتى الآن.
وهو يضم أكبر مجموعة من الآثار القبطية في العالم، حيث يحتوي على 26 قاعة بالإضافة إلى قاعة مصر القديمة، وتبلغ عدد مقتنياته حوالي 16000 قطعة أثرية ما بين معروض ومخزون، ومن أهم القطع التي يضمها المتحف مجموعة مخطوطات مكتبة نجع حمادي، وكتاب المزامير، وستارة الزمار، وشرقية باويط، وأيقونة رحلة العائلة المقدسة.