حكايات من غزة.. الصحفي الفلسطينى علاء الحلو لـ"اليوم السابع": تمنيت طى منزلى فى حقيبتى قبل تدمير الإسرائيليين له.. نستيقظ يوميا على رائحة البارود.. الاحتلال الإسرائيلي أعادنا للعصور البدائية.. أوقفوا الحرب الآن

الأحد، 29 أكتوبر 2023 02:30 م
حكايات من غزة.. الصحفي الفلسطينى علاء الحلو لـ"اليوم السابع": تمنيت طى منزلى فى حقيبتى قبل تدمير الإسرائيليين له.. نستيقظ يوميا على رائحة البارود.. الاحتلال الإسرائيلي أعادنا للعصور البدائية.. أوقفوا الحرب الآن الصحفي الحر علاء الحلو
كتب: أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حكاية اليوم من قطاع غزة ستكون مع الصحفي الفلسطيني المستقل علاء الحلو وهو يعمل مع بعض الصحف الفلسطينية والدولية، حيث وصف ما يجري في قطاع غزة بالإبادة الجماعية التي تستهدف أسر بأكملها، مؤكدا أن الأسر الفلسطينية تستيقظ صباح كل يوم خلال العدوان الإسرائيلي على رائحة البارود.

يروي الصحفي علاء الحلو تفاصيل ما حدث معه بعد إطلاق الفصائل لمعركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري: صباح اليوم الثالث للعدوان الإسرائيلي على غزة توجهت إلى مستشفى الشفاء الطبي للقاء الزملاء والمصورين الصحفيين، لإعداد تقرير يتعلق بالعدوان، ومحاولة الاحتلال الإسرائيلي تغييب الرواية الفلسطينية، وطمس معالم الجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين وممتلكاتهم، عبر خلق حزمة من الأزمات الحادة، والمتمثلة في استهداف الصحفيين ومقارهم وبيوتهم، إلى جانب استهداف شبكات الهاتف المحمول، والاتصالات، وقطع خطوط الانترنت، ومُفاقمة أزمة التيار الكهربائي.

يضيف الصحفي الفلسطيني: خلال إعداد التقرير الصحفي الذي أعمل عليه وحديثي مع الزملاء، أخبروني أن الجانب الإسرائيلي يطلب إخلاء حي الرمال بالكامل تمهيدا لاستهدافه، وهو أحد أكبر وأرقى مناطق المدينة، قطعت التقرير ووصلت إلى البيت، لأعيش تفاصيل الأجواء التي هي بالأساس عنوان تقريري.

ويصف الزميل علاء ما قام به عقب طلب الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء حي الرمال بالقول: اصطحبت زوجتي وأطفالي "ناي وبيان" وحملنا الأوراق الثبوتية المجهزة أصلا في حقيبة، وبعض المستلزمات الأساسية وتركنا البيت .. صراحة تركت البيت وأنا محتار في وجهتي، إلى أن قررت برفقة زوجتي التوجه لبيت أهلي في منطقة تل الهوى، هي ليست منطقة آمنة كغيرها، ولكنها لم تكن مهددة على الأقل

وعما حدث عقب وصوله إلى تل الهوى يقول الزميل الصحفي الفلسطيني: منذ اللحظة الأولى لوصولنا، بدأ الطيران الاسرائيلي باستهداف المنطقة، وقد تضرر العقار السكني، ولكن الطائرات الحربية عاودت قصف المنطقة في ساعات المساء وقد حولتها إلى أثر بعد عين كما أظهرت الصور، على الرغم من أن المنطقة كانت واجهة تجارية راقية، وحي سكني من الدرجة الأولى.

وتابع الصحفي الفلسطيني علاء في نبرة حزن وحسرة : البيت ذهب للأسف بكل تفاصيله، وبأقفاص العصافير، والذكريات اللطيفة، والاحتفالات العائلية، وصور العزائم الأسرية، البيت راح بكامل تفاصيله...لا أخفيك أنني في اللحظة الأولى التي أخليت فيها البيت، كنت أتمنى أن أطوي جدرانه في الحقيبة، لكنها لم تتسع.

وتستهدف الطائرات الحربية الإسرائيلية التابعة للجيش الاحتلال الوحدات السكنية التي تسقط على رؤوس قاطنيها، حيث تضررت أكثر من 190 ألف شقة بشكل جزئي مع هدم كلي لحوالي 29 ألف وحدة سكنية.

ويضيف الصحفي الفلسطيني قائلا: في الوقت الحالي كل الأماني والطموحات مُعلقة، وقد باتت أمنيتنا الوحيدة الآن أن تتوقف الحرب التي لا دخل للمدنيين فيها، وأن نتوقف أنا وعائلتي عن النوم على صوت القصف والاستيقاظ على رائحة البارود.

ويصف الزميل علاء الحلو يومه خلال العدوان على غزة قائلا: يوم واحد بالحرب الحالية توازي كل الحروب السابقة مجتمعة .. أنا لا أهول لكن أصف لك الأمور بشكل دقيق .. حضرت الحروب الإسرائيلية على غزة من 2008 وحتى مايو 2023 وأؤكد لك أن يوم واحد في العدوان الحالي هو الأصعب من كل الحروب السابقة مجتمعة.. صوت القصف غير المسبوق وعدد الشهداء ونقص الوقود والماء ومشتقات بترول نحن نشاهد أهوال بشكل يومي.

وعن حياة الأسر الفلسطينية قبل 7 أكتوبر الجاري: الحقيقة أن الحياة في غزة قبل العدوان صعبة نتيجة الحصار المتواصل وقطع الكهرباء لفترة تصل لـ 8 ساعات يوميا مع ضعف الانترنت وعدم توافر أساسيات الحياة لكن حياتي كانت مستقرة نسبيا .. أمارس عملي بشكل طبيعي لتلبية احتياجات أسرتي كانت حياتنا إلى حد ما طبيعية ومع اندلاع العدوان باتت الأمور صعبة جدا.

وعن المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين، أكد الصحفي الفلسطيني أن عدد كبير من الأسر أجبرت على النزوح قسريا داخل غزة وفي كل مكان معرضين للخطر لأن الاحتلال الاسرائيلي يستهدف كل المناطق بدون استثناء، مضيفا: نحاول توثيق كافة الأحداث التي تجري رغم عدم توافر الكهرباء والانترنت.

وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 8005 شهيدا بينهم 3324 طفلا وإصابة آلاف المواطنين غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى قطع الاتصالات والانترنت والكهرباء في قطاع غزة في إطار سياسة الحرب النفسية والتجويع والتعطيش التي يمارسها الاحتلال.

وعن أصعب اللحظات التي مرت عليه خلال هذا العدوان يقول الزميل الصحفي الفلسطيني: دمعت كثيرا عندما قالت لي ابنتي بيان خلال النزوح يا أبي قدماي ترتجفان متى تتوقف الغارات التي يشنها طيران جيش الاحتلال .. لأول مرة أتجرع مرارة النزوح القسري وما يرعبني الآن هو عدم قدرتي على حماية أسرتي من الاستهداف .. لدي طفلان الأول ناي وعمره 4 سنوات والثانية بيان وعمرها 6 سنوات وهي متفوقة جدا في الصف الأول للدراسة .. بيان ابنتي هي زهرتي التي أسعى لتوفير كل شيء لها باتت خائفة طول الوقت .. ضغوطات نفسية لا يتحملها بشر بسبب ما أعانيه من محاولاتي أداء عملي لنقل حقيقة ما يجري وخوفي على أسرتي وكذلك قلقي على عائلاتي التي تفرقت وأصبح كل منا في مكان بعيد عن الآخر.

وعن الوضع الإنساني في قطاع غزة: العدوان الإسرائيلي دفع بنا إلى الوراء فقد عدنا إلى العصور البدائية ... لا مياه بسبب قصف طيران الاحتلال للمصادر الرئيسية للمياه مع تزاحم المواطنين في طوابير على المخابز التي قصفت أيضا .. لا أمان في غزة والاستهداف يطال المدنيين دوما، نعيش رعب شديد ولا نعرف ما يجري في غزة من الغارات والاشتباكات، نحن معزولون عن العالم لانقطاع الانترنت والكهرباء، أوقفوا الحرب الآن هذه رسالتنا وهي رسالة أكثر من 2 مليون فلسطيني في غزة، تعبنا ودمرنا نفسيا خوفا على أطفالنا، اختتم بالقول: لا تسمع لأحد يقول لك الشعب الفلسطيني صامد لأننا تعبنا حرفيا واستنزفنا بشكل كامل.

317605335_10228791852691657_1297878899605599163_n
 
الصحفي الفلسطيني علاء الحلو
 
413059_3231984248993_67774808_o
 الصحفي علاء الحلو

 

23795479_1567214689981092_1194181204846577390_n
 
علاء الحلو مع ابنته 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة