استمرارا للغشم الإسرائيلي، قطع الاحتلال خدمات الإنترنت والاتصالات في قطاع غزة في قصف متصاعد، ما أدى إلى قطع الاتصال بين سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة والعالم الخارجي، وخلق شبه تعتيم للمعلومات فى الوقت الذى أعلن فيه جيش الاحتلال نيته توسيع الاجتياح البرى في القطاع.
واعتبرت وكالة "الاسوشتيد برس" الأمريكية أن إعلان جيش الاحتلال يشير إلى أنه يقترب من غزو شامل لغزة.
وأضاءت الانفجارات الناجمة عن الغارات الجوية المستمرة سماء مدينة غزة لساعات بعد حلول الظلام، وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل"، إن القصف تسبب في "تعطيل كامل" لخدمات الإنترنت والهاتف الخلوي والأرضي. ويعني قطع الخدمة أنه لا يمكن على الفور معرفة الضحايا من الضربات وتفاصيل التوغلات البرية. واستمرت بعض الهواتف الفضائية في العمل.
وحذرت مجلة نيوزويك الأمريكية إسرائيل من خطوة الاجتياح البري لقطاع غزة، مشيرة في مقال رأي لدان بيري إلى أن تلك الخطوة ستكون بمثابة هدية للفصائل الفلسطينية، وستفاقم من الخسائر البشرية للجانب الإسرائيلي بشكل أكبر مما حدث في 7 أكتوبر الجاري.
وقال بيري في مقاله، إن الفصائل كان لديها ستة عشر عاماً للاستعداد لهذه اللحظة، وسيواجه الإسرائيليون مقاومة شرسة، سيخرجون من الأنفاق ويقومون بالقنص عليهم من فوق أسطح المنازل.
واعتبر الكاتب، أنه حتى وإن نجحت إسرائيل فى الاجتياح البرى، إلا أن التداعيات قد تستمر لسنوات، كما اكتشف الأمريكيون في العراق، ومن المحتمل أن يتم إعدام الرهائن الذين تمكنت الفصائل من جرهم إلى غزة يوم 7 أكتوبر، والذين يبلغ عددهم أكثر من 200 شخص، مما يزيد من غضب إسرائيل.
وواصل الكاتب تحذيره لإسرائيل قائلا: "كل هذا لا يشكل عقاباً للفصائل وحلفائها، الذين أعطوا الضوء الأخضر للهجوم بشكل شبه مؤكد. وكانوا يتوقعون هجوماً برياً إسرائيلياً رداً على ذلك، إنهم يسعون إلى الفوضى التي ستنجم عن ذلك. إنهم يريدون أن تكون إسرائيل مثقلة باحتلال مدمر آخر، يتعرض للانتقاد في جميع أنحاء العالم بسبب سقوط ضحايا من المدنيين".
ويشار إلى أن الظروف القاسية تفاقمت في غزة منذ الحرب وبدء "الحصار الكامل" الذي تفرضه إسرائيل على القطاع. ويعاني جزء كبير من قطاع غزة من الظلام بعد أن قطعت إسرائيل الكهرباء. وتقول جماعات الإغاثة إن المستشفيات والمدارس التي تأوي الناس تعاني من نقص الإمدادات.
ومن جانبها، وصفت بعثة الصليب الأحمر لتقييم حالة مستشفيات غزة مشاهد الفوضى والإرهاق في مواجهة الحصار الشامل والنقص الحاد في الوقود والقصف الإسرائيلي المستمر.
وركز خبراء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارتهم الأسبوع الماضى على اثنين من المراكز الطبية الرئيسية في غزة، وهما مستشفى القدس والشفاء، وشهدوا بشكل مباشر القصف المكثف للمناطق السكنية، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال ويليام شومبورج، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، إن كلا المستشفيين "ينفد منهما الوقود والإمدادات الطبية بسرعة."
وقال شومبورج: "هناك عاملون في المستشفى تأثروا شخصياً بالنزاع وكان الكثير منهم يعملون على مدار الساعة. لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم لعدة أيام، ويعملون حقًا في ظل أصعب الظروف التي لا يمكن تصورها في مشاهد من الفوضى العارمة، بصراحة. رأينا أفراداً مصابين بحروق شديدة، وأطفالاً فقدوا حياتهم، وعدداً كبيراً من النساء، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة".
وقال شومبورج إنه بالإضافة إلى اكتظاظ المستشفيات بالمرضى الذين يعانون من إصابات خطيرة بسبب القصف، فإنها تعمل كملاجئ لآلاف النازحين من منازلهم، الذين "يشعرون أنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه".
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 1.4 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا الآن نازحين داخليا. وقد لجأ ما يقرب من نصفهم إلى ملاجئ الأمم المتحدة، بينما وجد النصف الآخر بعض المساحة الأرضية في منازل الآخرين أو المستشفيات أو المرافق العامة. ولكن هذا لا يضمن السلامة.
وقال شومبورج: "أثناء زيارتنا لمستشفى القدس، كانت هناك غارات جوية شديدة من حولنا واهتز المستشفى بأكمله". "يجب أن تكون المستشفيات ملاذاً للجرحى والمرضى، وفي الوقت الحاضر هذه أماكن لا تشعر بالحماية للأشخاص الموجودين فيها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة