أحد أبطال سلاح المهندسين المكلفين بفتح ثغرة فى الساتر الترابى بحرب أكتوبر يحكى بطولاته.. محمد إسماعيل: شاركت مجموعة من الأبطال للقيام بالمهمة.. تدربنا عاما ونصف العام على محاكى لخط بارليف بالقناطر الخيرية

الإثنين، 30 أكتوبر 2023 11:00 م
أحد أبطال سلاح المهندسين المكلفين بفتح ثغرة فى الساتر الترابى بحرب أكتوبر يحكى بطولاته.. محمد إسماعيل: شاركت مجموعة من الأبطال للقيام بالمهمة.. تدربنا عاما ونصف العام على محاكى لخط بارليف بالقناطر الخيرية محمد محمد عبد الله إسماعيل أحد أبطال سلاح المهندسين
الغربية – مصطفى عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تحل الذكرى السنوية لانتصار اكتوبر 1973 تحتفل مصر بهذا الانتصار العظيم، يسترجع أبطال قواتنا المسلحة ممن كان لهم عظيم الشرف بالمشاركة فى حرب العزة والكرامة، الذكريات والأحداث التى كانوا شهود عيان عليها فى فترة الحرب، وكأنها حدثت بالأمس، ويجمع كل منهم أحفاده ليحكى لهم ما سطره الجيش المصرى من ملحمة وطنية سجلها التاريخ بأحرف من نور، والدروس القاسية التى لقنوها لجيش العدو.

وفى مدينة طنطا بمحافظة الغربية وتحديدا داخل قرية الرجدية مركز طنطا جلس البطل محمد محمد عبد الله إسماعيل أحد أبطال سلاح المهندسين، والذى شارك ضمن مجموعة تم اختيارهم لفتح الثغرة فى الساتر الترابى لجيش العدو.

وحكى البطل محمد اسماعيل لـ"اليوم السابع" ذكرياته مع حرب اكتوبر المجيدة والدور الذى قام به هو وأبطال القوات المسلحة، حيث قال أنه التحق بالقوات المسلحة فى 16سبتمبر 1971 ضمن قوات سلاح المهندسين.

وأضاف بعد أسبوعين تم نقلهم من الوحدة إلى القناطر الخيرية للتدريب على محاكى التعامل مع خط بارليف، وتم تهيئة منطقة التدريب الموجودة مباشرة على نهر النيل لتحاكى قناة السويس، وجهز وقتها رجال القوات المسلحة ساتر ترابى بارتفاع عالٍ يضاهى خط بارليف على الضفة الشرقية للنهر، وتواجدنا على الضفة الغربية من النهر، وتم التدريب على هذا الساتر على فتح الثغرات، وتم تقسيم أبطال القوات المسلحة وقتها على مجموعات ليقوم هو والمجموعة التى تدربت على ماكينات المياه على كيفية فتح ثغرات بالساتر الترابى، حتى يتسنى لنا نصب كوبرى لتتمكن الدبابات والمدرعات من العبور واختراقه للضفة الشرقية.

وأوضح أن التدريب على محاكى الساتر الترابى استمر طوال عام 1972 حتى شهر 9 عام 1973وكان التدريب يتم على فترات مختلفة من اليوم إما بعد الفجر أو وقت الظهر أو الليل، بحيث يتم تأهيل وتدريب الأبطال على التأقلم من عامل الوقت والظروف المحيطة حال وقوع الحرب.

وأشار قبل انتهاء فترة التدريب تم تسليمهم ماكينات مياه من نوع "دويتس" ألمانى الصنع بقوة 205 حصان، وتدربوا عليها والتى كانت تعد من أفضل وأقوى الماكينات فى ضخ المياه، وهى التى تم استخدامها فى فتح الثغرات فى خط بارليف.

وأضاف أنهم تلقوا تعليمات من القيادة بالتجهيز للمشاركة فى مشروع حرب، وطُلب منهم التجهيز للمشاركة فى المشروع، وتم تحميل الماكينات والمعدات وجاءت الأوامر للتحرك من الكتيبة يوم 1رمضان 1973، وتم التحرك فى أوقاف مختلفة فى الليل، ووصلوا إلى قناة السويس بعد 8أيام قضوها فى الطريق ليلا.

وأشار تحدثنا مع القادة وعلمنا بأننا وصلنا إلى قناة السويس، وفى صباح يوم الجمعة قبل يوم الحرب، شاهدنا شاطئ قناة السويس، وجاءت التعليمات بإنزال الماكينات والخراطيم فى الملاجئ

وأشار يوم السبت 6أكتوبر فى الثانية عشر ظهرا جمع قائد الكتيبة الضباط والجنود وقال لنا "يا رجالة جات اللحظة اللى احنا منتظرنها من سنين واللى هنعيد فيها شرفنا" وظل جموع الضباط والجنود يرددون الهتافات الحماسية.

وأضاف طلب قائد الكتيبة من مجموعة مسئولى ماكينات المياه مراجعة الماكينات والتأكد من جاهزيتها وتم إعطاء تمام التجهيز للقائد، وطلب القائد من جميع الأبطال بالتحرك والنزول للمياه فورا بالماكينات والعبور للضفة الشرقية بالقوارب المطاطية مع إطلاق أول طلقة مدفعية من سلاح المدفعية، والتعامل مع الثغرة المحددة مسبقا والتعامل معها لفتحها

وأوضح أن أبطال المشاة انزلوا القوارب فى المياه للعبور للضفة الشرقية، وما أن نجحنا فى فتح الثغرة فى الساتر الترابى، سمعنا هتاف "الله اكبر" والذى كان يهز أرجاء المكان وجميعنا كان لدينا حماس شديد لرد الشرف واسترداد ارضنا، مضيفا أنه تم نصب الكوبرى بعرض القناة وعبرت الدبابات والمجنزرات والمصفحات وعبرت قواتنا الثغرة، بالتزامن مع تسلق أبطال المشاه للساتر بمدافعهم المحمولة وأسلحتهم والاشتباك مع جيش العدو.

وأضاف كان دورنا هو التعامل مع الساتر الترابى وتسهيل عملية عبور الدبابات والمدرعات وأبطالنا للضفة الشرقية، مضيفا فى مساء يوم الحرب كان جيش العدو يطلق طلقات كاشفة فوق شاطئ القناة، لتحديد مكان جسر الإمداد بهدف تدمير ومنع عبور الإمدادات للجيش المصرى، وأطلقوا فجر اليوم الثانى للحرب قنبلة تزن 1000رتل هزت أرجاء المكان وتسببت فك الكوبرى موقعه ونجح الأبطال فى إعادته لمكانه مرة أخرى

وتابع ابطال القوات المسلحة المصرية لديهم شجاعة وبسالة وتضحية وكان الجميع يردد هتاف الله أكبر وكان الجندى الواحد بقوة 5من جنود جيش العدو، ودافعنا عن أرض الوطن بشجاعة وكنا على قلب رجل واحد.

وأشار أن أبطال القوات المسلحة لقنوا العدو درسا قاسيا لن ينسوه أبدا، وألحقنا بهم خسائر فادحة، مشيرا أنه كان ضمن الفرق المكلفة بتدمير الدُشم الموجودة خلف الساتر الترابى والتى كانت عبارة عن مدينة متكاملة نفذها جيش العدو ظنا منهم بأنهم سيتقبون فى أرضنا لسنوات طويلة، وتم تدميرها بالكامل بعد صدور تعليمات القيادة بذلك حتى لا يقوم جيش العدو بعمل إنزال جوى لقواته مرة أخرى ويستغلها فى الهجوم على أبطال جيشنا.

وتابع "إسماعيل" بعد انتهاء الحرب وفى عام 1974 صدرت توجيهات من الرئيس أنور السادات بتطهير سيناء من الألغام وكان من ضمن المشاركين فى عمليات التطهير وأصيب فى يده اليمنى، لكنه تناسى كل ذلك بفرحته بالنصر بعد الملحمة التى سطرها رجال القوات المسلحة المصرية بأحرف من نور فى سجلات التاريخ، مؤكدا أن هذه اللحظات لم ولن تنسى ومازال يتذكر البطولات التى سطرها الجيش المصرى فى حرب الدفاع عن الأرض والعرض وتلقيننا العدو درسا قاسيا سيتذكره مهما طال الزمان.

 


 

 
المقاتل محمد إسماعيل أحد ابطال سلاح المهندسين فى حرب اكتوبر
المقاتل محمد إسماعيل أحد ابطال سلاح المهندسين فى حرب اكتوبر

 

شهادة أداء الخدمة العسكرية للبطل محمد إسماعيل
شهادة أداء الخدمة العسكرية للبطل محمد إسماعيل

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة