خلال الأيام القليلة الماضية اكتشف مجموعة من الخبراء في ألمانيا هيكل عظمى يعود للعصور الوسطى مزود بأطراف صناعية، وعلى الرغم من أن هذا الاكتشاف استثنائى، إلا أنه ليس فريدًا، إذ سبقوا المصريون القدماء سباقين فقد تركوا بصمتهم على كل علم.
الأطراف صناعية
وكان أول اكتشاف عضو صناعى فى العالم هو إبهام قدم يمنى، عثر عليه عام 2000، فى أحد القبور الفرعونية لمومياء مصرية، ففي فى متحف القومى للحضارة المصرية، الذى يقع في قلب مدينة الفسطاط، عاصمة القاهرة الإسلامية القديمة، يوجد داخل المتحف أول طرف صناعى عرفته البشرية، لكونه يؤكد عبقرية المصريين القدماء، والذى يعود لابنة أحد الكهنة فى الفترة بين عامى 950 و710 قبل الميلاد، وعثر على موميائها عام 2000 فى جبانة الشيخ بالقرنة غرب الأقصر.
وقد صنع أول طرف صناعى لمساعدة صباحته على المشى بشكل طبيعى لتعويضها عن الإصبع الأكبر من ساقها اليمنى المبتور، خضع الطرف الصناعى للتعديل أكثر من مرة، وصنع على هيئة صندل مصنوع من الخشب والجلد، وابتكره أحد الأطباء المصريين كجزء تعويضي للجزء المقطوع من القدم.
أطرف صناعية تعود إلى عصر الفراعنة
كما وجد أيضا إصبع قدم آخر من غير جثة مصنوع من الخشب والجلد ويعود إلى عام 600 قبل الميلاد وتم حفظه فى المتحف البريطانى بلندن، وتم العثور على قدم برونزية يرجع تاريخها إلى 300 قبل الميلاد، أى فى العهد الرومانى فى أحد القبور فى إيطاليا مع الهيكل العظمى وهى محفوظة فى الكلية الملكية للجراحين فى لندن.
وأضاف علماء من جامعة مانشستر الذين قاموا بفحص وتحليل هذه الأعضاء الصناعية أنه مصنوع من مواد تتحمل القوة الجسدية وسهل اللبس والخلع والتنظيف، وله مظهر مقبول وهو عضو فعال وليس للزينة.
وفى العام الماضى القت الدكتورة جاكلين فينش، من جامعة مانشستر، الضوء على استخدام المصريين القدماء إلى الأطراف الصناعية منذ أكثر من 3000 عام، عبر دراسة حديثة طرحتها فى الوقت الحالي، قائلة: إن الاطراف الصناعية ليست ظاهرة حديثة، حيث كان إنشاء أجهزة من صنع الإنسان لاستبدالها بأجزاء مفقودة من الجسد قيد الاستخدام بالفعل منذ عدة آلاف من السنين.
كان قدماء المصريين ينظرون إلى الحياة الآخرة على أنها نسخة مثالية من هذه الحياة، مما جعلها مهمة فى نظرتهم للعالم أن تكون أجسادهم سليمة فى وقت الدفن، وفى مقال آخر فى مجلة لانسيت، أوضح جاكلين فينش كيف أن "التعاويذ التى تزين داخل التوابيت "نصوص التابوت، حوالى 2055 قبل الميلاد"، والنصوص الجنائزية المكتوبة على ورق البردى "كتاب الموتى ، 1550 قبل الميلاد" تشير جميعها إلى الأهمية من "إعادة تجميع" و "لم شمل" الجسد ليتمكن من "التنشيط" فى الآخرة "، وتماشيًا مع الرغبة فى الكمال الجسدى ، يستخدم المحنطون أى شيء من الجص أو نشارة الخشب أو الطين أو الزبدة أو الرمل أو الكتان لملء أى "فجوات" قبل الدفن. هذا واضح بسبب حقيقة أنه تم العثور على مجموعة متنوعة من الأجهزة التعويضية فى المومياوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة