صدر حديثا عن دار غراسيه للنشر، فى العاصمة الفرنسية، باريس، كتاب للكاتب اللبنانى الشهير أمين معلوف بعنوان "متاهة الضائعين: الغرب وأعداؤه"، ويقع فى 448 صفحة.
لقد اندلعت للتو حرب مدمرة فى قلب أوروبا، والتى أعادت إحياء أسوأ صدمات الماضي؛ فالتهديدات بحدوث كارثة نووية تثار باستمرار، على الرغم من أننا كنا نعتقد أنها مستبعدة بشكل نهائي؛ هناك مواجهة عالمية، تضع الغرب فى مواجهة الصين وروسيا، من الواضح أن هناك اضطرابًا كبيرًا يؤثر بالفعل على أسلوب حياتنا، ويشكك فى أسس حضارتنا، والجميع يدركون ذلك، ولكن لم يفكر أحد حتى الآن فى هذه الأزمة بالعمق الذى تستحقه.
أمين معلوف
كيف وصلنا إلى هنا؟ يعود أمين معلوف، فى كتاب "متاهة الضائعين: الغرب وأعداؤه" إلى أصول هذه المواجهة الجديدة بين الغرب وخصومه، من خلال تتبع رحلة أربع دول عظمى: اليابان الأولى فى عصر ميجي، والتى كانت أول دولة فى آسيا تتحدى التفوق، والأمم «البيضاء»، التى أبهر تحديثها المتسارع البشرية جمعاء، ولا سيما بلدان الشرق الأخرى، التى حلمت جميعها بتقليدها؛ ثم روسيا السوفييتية، التى شكلت لمدة ثلاثة أرباع قرن من الزمان تهديداً هائلاً للغرب ونظامه وقيمه، قبل أن تنهار؛ ثم الصين، التى تمثل فى هذا القرن الحادى والعشرين، بتنميتها الاقتصادية، وثقلها الديموغرافي، وأيديولوجية قادتها، التحدى الرئيسى لتفوق الغرب؛ وأخيراً الولايات المتحدة، التى وقفت فى وجه كل من "المتحدين" الثلاثة، والتى أصبحت، على مدار الحروب، المرشد الأعلى للغرب والقوة العظمى الأولى على كوكب الأرض.
كتاب متاهة الضائعين الغرب وأعداؤه للكاتب أمين معلوف
كل هذه القصص تشكل لوحة جدارية تاريخية عظيمة تلقى الضوء، كما لم نشهده من قبل، على قضايا الصراعات الحالية، ودوافع أبطالها، ومفارقات عصرنا الغريبة.
وفى بداية كتاب "متاهة الضائعين: الغرب وأعداؤه" يقتبس أمين معلوف هذه الكلمات ذات الصلة جدًا من فوكنر: "إن الماضى لا يموت أبدًا. لا ينبغى عليك حتى أن تعتقد أن هذا قد مضى".