أعلن نائب الرئيس الأمريكى السابق مايك بنس انسحابه من سباق الترشح للانتخابات الرئاسية 2024، وقال يوم السبت: لقد أصبح واضحا لى أن هذا الوقت ليس وقتى، وأضاف فى خطاب ألقاه أمام مؤتمر التحالف الجمهورى اليهودى، لقد قررت تعليق حملتى للرئاسة اليوم.
ووجه بنس حديث للشعب الأمريكى قائلا: هذا ليس وقتى، لكنه لا يزال وقتكم. وكان بنس قد بدأ حملته الرئاسية فى يونيو الماضى، وأصبح واحدا من العديد من الجمهوريين الذين تنافسوا لنيل ترشيح الحزب فى سباق البيت الأبيض إلى جانب ترامب.
واحتشد بعض منافسى بنس السابقين من الجمهوريين خلف نائب الرئيس بعد خروجه من المنافسة. وقال حاكم فلوريدا رون ديسانتيس أن نائب الرئيس رجل ذو مبدأ وإيمان، عمل بلا كلل لتعزيز قضية المحافظين. وأضاف ديسانتيس فى تغريدة على منصة إكس قائلا إنه وزوجته كاسى يقدران مايك وزوجته كارين لاستعدادهما لتقديم أنفسهما فى هذه الحملة، وتمنى لعائلة بنس الخير فى خطواتهم المقبلة.
من جانبه، علق الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب على انسحاب نائبه السابق مايك بنس من السباق الجمهورى نحو البيت الأبيض، وقال إنه يتعين على بنس أن يؤيده.
وخلال فعالية يوم السبت، فى لاس فيجاس، قال ترامب متحدثا عن المرشحين الجمهوريين الذين يغادرون السباق الرئاسى لعام 2024، أن الناس يغادرون الآن، وجميعهم يؤيدوننى. لا أعرف بشأن مايك بنس، وينبغى أن يؤيدنى. تعرفون لماذا؟ لأنى كان لدى رئاسة عظيمة وناجحة وكان نائبا للرئيس. لكن ترامب تابع قائلا: لكن الناس فى السياسة يمكن أن يكونوا غير مخلصين".
وكان بنس رفيق ترامب فى حملتيه الرئاسيتين عامى 2016 و2020، وساند الرئيس بقوة أغلب فترته الرئاسية، لكنه رفض مساعدته فى الانقلاب على نتيجة انتخابات 2020، وتدهورت العلاقة بينهما.
من ناحية أخرى، علقت صحيفة نيويورك تايمز على انسحاب مايك بنس من سباق الجمهوريين نحو البيت الأبيض، وقالت أن القرار الذى اتخذه بنس بإنهاء حملته كان بمثابة انحناء لما أصبح أمرا حتميا فى النهاية، فقد كان بنس يكافح من أجل جمع الأموال، وكسب تأييد القاعدة الشعبية للحزب، وإدارة العذاب القادم من الرجل الذى جعله مشهور على الصعيد الوطنى، وهو الرئيس السابق دونالد ترامب.
إلا أن أصل انهيار حملة بنس، وربما مسيرته السياسية أيضا، يعود إلى عام 2016، عندما قبل عرض ترامب بأن يترشح معه نائبا.
ونقلت الصحيفة عن القس روب شينك، وهو رجل دين إنجيلى وزعيم حركة مناهضة الإجهاض والذى قدم مشورة لبنس قبل 20 عاما، لكن انقلب عليه لاحقا بسبب صلته بترامب، أن مايك بنس أخطأ تماما، وانتهى الأمر بكارثة على حياته السياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن كلا الرجلين لم يكونا قريبين من بعضهما البعض قبل قرار ترامب ترشيح بنس نائبا له. ومن نواح عديدة، وبعيدا عن كونهما ينتميان لنفس الحزب، إلا أنهما كانا مختلفين للغاية.
وذهبت الصحيفة إلى القول أن بنس لم يتعلم أبدا إدارة علاقته مع ترامب، والتنقل بين الاختلافات الثقافية والشخصية العميقة بينه كحاكم إحدى ولايات الغرب الأوسط، وترامب أحد سكان نيويورك الأغنياء الذى لم يلعب أبدا بقواعد السياسة التى حكمت مسيرة بنس السياسية.
وبعد أكثر من عقد قضاه بنس فى الكونجرس، وأربع سنوات كحاكم لولاية إنديانا، ومثلها نائبا للرئيس، يدخل بنس الفترة الأكثر كآبة فى حياته العامة منذ انتخابه عضوا فى الكونجرس لأول مرة فى عام 2001.
وقد أثار قراره بالابتعاد عن ترامب بعد اقتحام الكونجرس فى 6 يناير وتحديه لرئيسه السابق للترشيح فى عام 2024، غضب الرئيس السابق، كما أثار نفور مؤيدى ترامب الذى يحددون مسار الحزب الآن. لكن السنوات الأربع من الولاء لترامب جعلت من المستحيل على بنس فى نهاية الأمر الفوز بالناخبين الذين يتوقون إلى طى صفحة رئاسة ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة