قال مدير تسهيل العمليات التجارية في بنك التصدير والاستيراد الأفريقى "أفريكسم بنك"، تيموا جوندوى، إن التقييم الأولى للفرص التجارية والاستثمارية بين أفريقيا ودول البحر الكاريبى تكشف أن هناك فرصا للتجارة والاستثمار بهذه الدول تقدر بمليارى دولار.
وأضاف جوندوي - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "أدعو أصحاب الأعمال فى مصر وأفريقيا إلى النظر لمنطقة الكاريبي باعتبارها منطقة واعدة وزاخرة بالفرص التي لم يسبق استغلالها في مجالات البترول والغاز والإنشاءات والضيافة والسياحة والزراعة وخطوط الطيران وما إلى ذلك، فهذه فرصة جيدة لتدعيم العلاقات التي قد تخلق فرص العمل وتحقق التنوع الإنتاجي للاقتصادات الإفريقية ونعتقد أن من سيغتنمون هذه الفرصة أولا هم من سيحظون بأكبر المكاسب ليس فقط في القطاعات التي سيستثمرون بها، بل أيضا على صعيد العلاقات بينهم وبين هذه الدول".
وتابع" نعمل على مساعدة الشركات الأفريقية بما فيها الشركات المصرية الباحثة عن فرص استثمارية في البحر الكاريبي في قطاعات السياحة والتجارة والخطوط الجوية والأمن الغذائي والصناعات الغذائية، ومن ثم كان توجهنا إلى عقد النسخة الثانية من منتدى الاستثمار والتجارة مع دول البحر الكاريبي ACTIF23، التي تنطلق أعماله اليوم الاثنين وتستمر حتى غد الثلاثاء، التي تركز على إظهار هذه الفرص والتعارف بين مجتمعات الأعمال في إفريقيا ودول البحر الكاريبي، فيما يعمل البنك الآن على تمويل عدد من الصفقات التجارية التي كان قد بدأ المضي قدما في تنفيذها بعد الاتفاق عليها خلال الانعقاد الأول للمنتدى في بربادوس عام 2022".
وبين أن هناك تراثا تاريخيا مشتركا بين الدول الإفريقية ودول البحر الكاريبي، لكنه ولوقت طويل لم يترجم إلى علاقات تجارية واستثمارية إلى درجة أن حجم التبادل التجاري بين إفريقيا ودول الكاريبي لا يتجاوز نسبة 1 إلى 2% من إجمالي حجم التجارة الإفريقية، وفي المقابل حجم تجارة دول البحر الكاريبي مع إفريقيا لا تتجاوز 2%.
وعن المستهدف بشأن نسبة التبادل التجاري بين المنطقتين، قال"إنه من الصعب تحديد هدف كبير في ظل هذه النسبة المنخفضة للغاية، لكن نرغب في أن نرى نموًا على مر الوقت، حيث يحدث توسع خلال خمس إلى عشر سنوات، بفعل تدعيم العلاقات بين مجتمعي الأعمال في القارة السمراء ومنطقة الكاريبي بفعل وجود رغبة مشتركة في تعزيزها".
وحول قطاعات التجارة المستهدفة، قال "إنها تتركز على الغذاء والسلع المصنعة، إضافة إلى تحسين سلاسل القيمة الإفريقية، ومن ثم الحصول على الفرصة للتصدير لسوق الولايات المتحدة الأمريكية وأسواق أمريكا الجنوبية، وبذلك فإن الفرص تعد لا نهائية ونعتقد أن النمو المطرد هو ما نبحث عنه".
وبشأن ما إذا كانت خطة البنك تتضمن الوصول إلى المهاجرين الأفارقة الذين يشكلون نسبة كبيرة من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، أكد أن استراتيجية البنك تحرص على التواصل مع الأفارقة في دول المهجر وتسعى نحوهم أينما كانوا في أنحاء العالم، سواء كانوا في الولايات المتحدة أو في أوروبا أو أمريكا الجنوبية، وعلى سبيل المثال فإن المصريين في الولايات المتحدة هم أفارقة يستهلكون ما يتعلق بثقافة بلادهم التي تعد جزءا من إفريقيا سواء كانت الغذاء أم الموسيقى أم الفن، ويحصلون على تلك الأشياء من بلادهم الأم.
وتابع "ما نفعله كبنك التصدير والاستيراد الإفريقي هو زيادة الارتقاء بمستوى التجارة بين إفريقيا ودول البحر الكاريبي، استنادا إلى استراتيجيتنا بشأن التجارة البينية الإفريقية، والتي تتطلع إلى الارتقاء بمستوى التجارة ليس فقط فيما بين الدول الإفريقية، بل في أي مكان حيث يوجد الأفارقة، ونظرا إلى العلاقة التاريخية مع دول البحر الكاريبي، نرغب في تطوير التجارة معها".
كما اعتبر أن انعقاد المنتدى الثاني للتجارة والاستثمار بين إفريقيا ودول الكاريبي ACTIF23 يعد فرصة لكي يجتمع الإقليمان معا، ليقيما ما وصلا إليه، مع التركيز على المزيد من تحسين هذه العلاقات، بطريقة تضمن الاستفادة المشتركة لكل من القارة الإفريقية ودول البحر الكاريبي.
وأشار إلى أن النسخة السابقة من المنتدى ACTIF22 كانت فرصة للالتقاء والاجتماع معا للمرة الأولى، وتباحث رؤساء الدول عبر تقنية "زووم" وعبروا عن دعمهم السياسي لتحسين العلاقات.
ورأى أنه ما لم يبدأ القطاع الخاص من الجانبين التفاعل معا لن يتسنى التفاعل بشكلٍ أكثر قوة بين الشعوب في المنطقتين، وسيتوقف الأمر عند المستوى السياسي ومستوى الحكومات.
وذكر أنه إذا كانت النسخة الأولى من المنتدى قد عنيت بالالتقاء والتعريف، فإن الثانية ستعني بتعزيز الصلات وتوطيدها مع ١١ دولة من دول البحر الكاريبي انضمت إلى "أفريكسم بنك" وأصبحت من الدول المساهمة به، وأن هناك صفقات تجارية واستثمارية سيقوم البنك بتوقيعها وأيضا محاولة لاكتشاف علاقات أوسع، حيث سعى البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد إلى تحقيق هذا الأمر على مدار العام الماضي، قائلا "إن النسخة الثانية هي خطوة متقدمة، حيث لدى البنك صفقات من كلا الجانبين، وفي كلا الاتجاهين والمتوقع أن يكون لدينا حدث أكبر وبمخرجات أكثر".
وكان مجلس إدارة البنك قد وافق على رصد ١،٥ مليار دولار للاستثمارات والتجارة الإفريقية مع دول الكاريبي، وقد ترتفع هذه الحزمة التمويلية إلى 3 مليارات دولار حال انضمت دول أخرى إلى إحدى عشرة دولة أعضاء.
كان أيمن الزغبي رئيس قطاع تمويل التجارة البينية والاستثمار والشركات في البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد قد قال في تصريحات سابقة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن المستهدف من عقد "أفريكسم بنك" لاتفاقية الشراكة لتعزيز وتنمية التجارة بين إفريقيا مع دول البحر الكاريبي في سبتمبر الماضي ،نعتمد استراتيجية التجارة البينية للأفارقة وليس لإفريقيا فقط لذا فهذه الاستراتيجية تشمل جميع الأفارقة في دول الشتات، حيث يعتبر الاتحاد الإفريقي منطقة الكاريبي هي الإقليم الإفريقي السادس ومن هنا نشأت الرغبة في توسيع التجارة والعلاقات، فضلا عن توسع دور البنك ليتخطى الإقليمية إلى العالمية".
وأضاف أنه بانضمام هذه الدول إلى رأس مال البنك يتحقق له النمو وتتوسع عملياته إلى نطاق عالمي، لافتا إلى أن شركات مصرية كثيرة تستفيد من هذه المبادرة لتنفيذ مشروعات في دول البحر الكاريبي.
وكشف أن معظم الشركات التي أقدمت بالفعل على الاستثمار في دول البحر الكاريبي مصرية، ومنها شركات "إيفر جرين" و"السويدي" و"أوراسكوم" و"حسن علام"، وضمن آليات الربط اصطحب البنك الشركات إلى المنتدى الأول للتجارة والاستثمار بين أفريقيا والكاريبيACTIF لاستكشاف الفرص وكيفية الاستثمار وتمويل المشروعات، وأن القطاعات الاستثمارية التي ستعمل عليها هذه الشركات هي الاستزراع السمكي والبنية التحتية والموانئ والكهرباء والطاقة والطرق والكباري.
وأشار إلى أن البنك رصد محفظة تمويلات بقيمة مليار ونصف المليار دولار لدول منطقة الكاريبي لتنفيذها خلال الثلاث سنوات المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة