أحبطت الدولة المصرية بقيادتها الرشيدة مخطط التهجير القسري لسكان قطاع غزة، وتوطينهم فى سيناء وما كان سيتبعه من تصفية كاملة للقضية الفلسطينية بل واتساع دائرة الحرب وتداعيات ذلك على الأمن القومى المصري والعربي، ووقفت حائط صد أمام دعوات الاحتلال الإسرائيلي وأجبرته على التراجع عن تناول الفكرة، بل وأجبرت القوى الدولية على تبنى وجهة النظر المصرية.
وجاء التحول فى الموقف الأمريكي خلال مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الأمريكي جو بايدن أمس، حيث ناقش الزعيمان- بحسب البين الرسمي للبيت الأبيض والرئاسة المصرية- ضمان عدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى أي مكان، فيما أكد الرئيس الأمريكي رفض الولايات المتحدة لنزوح الفلسطينيين خارج أراضيهم، معرباً عن التقدير البالغ للدور الإيجابي الذي تقوم به مصر والقيادة المصرية في هذه الأزمة.
فضلا عن أهمية حماية أرواح المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي. كما قدم الرئيس الأمريكي الشكر والتقدير للسلطات المصرية والرئيس السيسي، على جهود القاهرة في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة.
المباحثات أيضا شملت مجمل الوضع الأمني في الشرق الأوسط، ومستجدات التصعيد العسكري في قطاع غزة، وأهمية الحيلولة دون توسّع دائرة الصراع للمحيط الإقليمي، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد موقف مصر بضرورة التوصل لهدنة إنسانية فورية، لتعزيز الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة وكافة الأطراف الدولية الفاعلة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لأهالي قطاع غزة.
وتوافق الرئيسان على أهمية تكثيف الجهود لزيادة المساعدات بشكل ملموس وفعال ومستدام، وبكميات تلبي الاحتياجات الإنسانية لأهالي القطاع الذين يتعرضون لمعاناة هائلة.
أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت برفض سياسات العقاب الجماعي والتهجير، مؤكداً أن مصر لم ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية.
كما استعرض الرئيسان آخر المستجدات فيما يتعلق بملف المحتجزين في قطاع غزة، بالإضافة إلى بحث آفاق التعاون المشترك لحشد الجهود الدولية من أجل دفع مسار إحياء عملية السلام، بهدف تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.
وبخلاف التهجير جاء التحول فى الموقف الأمريكي أيضا بشأن حل الدولتين، وجاء على لسان القائمة بأعمال السفير في السفارة الأمريكية في القاهرة بيث جونز خلال قمة القاهرة للسلام 2023التى عقدت فى القاهرة، تظل الولايات المتحدة ملتزمة بتطلعات الشعب الفلسطينى إلى حل الدولتين وملتزمة بحق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وتقرير مصيره، ولا نزال أكبر مساهم في العالم في تقديم المساعدات له.
كما قال خلال كلمته أيضا "أكد الرئيس بايدن والوزير بلينكن بشكل لا لبس فيه على دعم الولايات المتحدة لسلام دائم في الشرق الأوسط قائم على أساس حل الدولتين، ويجب أن نواصل اتباع المسار الذي يتيح لإسرائيل والشعب الفلسطيني العيش بأمن وأمان وكرامة وسلام. ومصر شريك لا غنى عنه في هذا المسعى".
وجاء صلابة الموقف المصري متوافقة مع الرأي العام أو الشارع المصري الرافض للتهجير، حيث عبر المصريون عن استيائهم الشديد من خلال المسيرات التضامنية التي خرجت الأسابيع الماضية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني فى أراضه ورفض تصفية القضية على حساب الأمن القومى المصري، وغضبًا من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وسياسة العقاب الجماعى التي يتبناها ولا تفرق بين نساء وأطفال.
خبراء مصريون أيضا أكدوا على الرفض المصري التام للفكرة، بدوره وقال الدكتور عمرو حمزاوى، الخبير المصرى ومدير برنامج كارنيجى الشرق الأوسط: من أخبركم أن المصريين سيقبلون إعادة توطين 2.5 مليون فلسطينى على أرضنا، أو أن الأردنيين مستعدون لتغيير جذرى فى نسيجهم المجتمعى.
وقال حمزاوى: مصر فى المقام الأول، ونحن دولة عربية متضامنة مع فلسطين، لكن ليس على حسابنا. متابعا: ما يثير القلق حقا، ويمكننا أن نستدعى لحظات عديدة من الماضى العربى، يمكننا العودة إلى عام 1970 فى الاردن وعام 1982 فى لبنان، وعام 1991 بعد حرب تحرير الكويت، وفى مؤتمر مدريد، هذه مخاوف عبر المنطقة بشأن ترتيبات الأمن الإقليمى فى أعقاب ما يحدث فى غزة، مضيفا أنه من الوضح أن قضايا غزة لن تقتصر على غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة