استحوذت سيناء على تفكير جمال حمدان واحتلت مكانا بارزًا في كتاباته ومؤلفاته، فأولاها مكانة خاصة بوصفها أهم وأخطر مدخل لمصر على الاطلاق، ولهذا طالب بأن تكون سيناء قطعة رائدة من التخطيط القومى والإقليمى، العمرانى والاستراتيجى، وهو ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ أن تولى حكم مصر، وبالفعل تحقق ذلك على أرض الواقع بعدد كبير من المشروعات، ومازال هناك العديد من المشروعات التي تطلقها الحكومة المصرية حتى الآن وهى ما أكد عليها اليوم المهندس مصطفى مدبولى، خلال زيارته لسيناء، ولهذا نستعرض ما أكد عليه الدكتور جمال حمدان، في كتابه "سيناء.. في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا".
ما نظن مصريا واحدًا بحاجة إلى أن يدافع عن مصرية سيناء، إن إدعاء العدو فيه من السفة أكثر مما فيه من السخف، وبه من الخطأ بقدر ما به من خطيئة، فسيناء جغرافيا وتاريخيا جزء لا يتجزأ ولم يتجزأ قط من صميم التراب الوطنى والوطن الأب، وتلك الأرض لم تكن قط بلا صاحب، منذ فجر التاريخ، ولتاريخ ألفى هو تاريخ مصر الفرعونية بل مصر العصور الحجرية، وسيناء مصرية كما أن أسوان والرارى والسلوم وعلبة والواحات والعوينات مصرية، كما أن أسيوط وطنطا مصرية، بل كما أن القاهرة مصرية، أو قل منف وطيبة.
سيناء تحمل بصمات مصر حضارة وثقافة وطابعا وسكانا بالقوة نفسها التي يحملها بها أي أقليم مصري آخر، ومنذ بدأ تاريخ مصر المكتوب، والنقوش الهيروغليفية تثبت الوجود المصرى على كل حجر، والانتماء المصرى لكل حجر، في سيناء، محجرًا كانت أو معبرًا، ممرا كانت أو مقرًا، بل إن تراب سيناء قد امتزج بالدم المصرى المدافع ربما أكثر من أي رقعة أخرى مماثلة من التراب الوطنى، فحيث كان ماء النيل هو الذى يروى الوادى، كان الدم المصرى هو الذى يروى رمال سيناء.
ويقول جمال حمدان أن الفراغ العمرانى هو وحده الذى يشجع الجشع ويدعو الأطماع الحاقدة إلى ملء الفراغ، وهناك إجماع تام على ضرورة نقل الكثافة السكانية المكتظة في الوادى إلى أطراف الدولة وحدودها، بما فيها وعلى رأسها سيناء، إن التعمير هو التمصير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة