شدد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسئولياته، وأن يستمع إلى الضمير العالمي، من أجل إنقاذ أرواح الملايين من المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، المعرضين للخطر في هذه الكارثة الإنسانية التي لا يمكن تصورها، ولتجنب التهديدات الخطيرة للسلم والأمن الإقليميين والدوليين الناجمة عن هذا العدوان الإسرائيلي.
جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعثها المندوب الفلسطيني، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (البرازيل)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مواصلة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، استهداف السكان المدنيين العزل الواقعين تحت احتلالها وحصارها في قطاع غزة، واستخدامها لكافة أشكال العنف والأسلحة الفتاكة، في ظل إفلاتها المطلق من العقاب واستمرار فشل العالم في التحرك، لوقف هذه المذبحة والخسائر الفادحة في الأرواح البشرية، وهو ما يشكل وصمة عار على جبين الضمير العالمي.
وفي هذا السياق، أشار منصور إلى أنه وفي الوقت الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة، في 27 أكتوبر، قرارًا دعا إلى هدنة إنسانية فورية ومستدامة لحماية المدنيين والأعيان المدنية، ووقف النقل القسري للمدنيين الفلسطينيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق، والالتزام الكامل بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان، قامت إسرائيل بتجاهل مطالب المجتمع الدولي وانتهاك كافة بنود القرار، من خلال تكثيف عدوانها الإجرامي ضد الشعب الفلسطيني، منوها إلى هجماتها العشوائية جوا وبحرا وبرا، وقطعها جميع الاتصالات مع غزة، بمن في ذلك عن العاملين في المجال الإنساني، في محاولة منها لارتكاب جرائم الإرهاب والحرب، بعيدا عن أنظار العالم.
وأشار منصور إلى استشهاد أكثر من 8 آلاف فلسطيني في هذا العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ 24 يومًا، إلى جانب إصابة أكثر من 20240 فلسطينيًا، إضافة إلى استشهاد 63 موظفًا في "الأونروا" والمُسعفين والصحفيين، الذين تم استهدافهم بشكل علني، مُشيرًا أيضًا إلى استشهاد أكثر من 3 آلاف طفل، وأكثر من 2000 امرأة.
ونوه منصور إلى أن هناك ما يزيد عن 1000 طفل في عداد المفقودين، الذين من المرجح أن يكونوا تحت الأنقاض، متسائلا: " لماذا لم يتم إدراج إسرائيل ضمن قائمة مُنتهكي حقوق الأطفال حتى الآن ؟ ".
كذلك، نوه منصور إلى أنه وفقا لتقارير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن أكثر من 100 ألف فلسطيني نازح يحتمون في المستشفيات في جميع أنحاء غزة، مناشدا المجتمع الدولي اتخاذ إجراء دولي فوري لوقف هذه المجازر، ووقف إطلاق النار والتهديدات الإسرائيلية ضد المستشفيات، إلى جانب المطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي اللاإنساني والعقاب الجماعي لجميع السكان، الذي يتسبب في انتشار المجاعة والجفاف والأمراض فيما بين 2.3 مليون نسمة من السكان في غزة.
وفيما يخص الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، أشار منصور إلى تصاعد جرائم قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين بشكل صارخ ضد أبناء الشعب الفلسطيني الذين يتعرضون لعمليات القتل خارج نطاق القضاء، وعنف المستوطنين، والقيود الأكثر صرامة على الحركة، والاعتقالات الجماعية، وهدم المنازل، والانتهاكات المكثفة للفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال.
وفي هذا السياق، نوه منصور إلى استشهاد أكثر من 120 فلسطينيًا من الضفة الغربية، من بينهم أكثر من 33 طفلًا، على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين خلال شهر أكتوبر الجاري، إلى جانب حصار العديد من البلدات والقرى الفلسطينية وتعرضها لهجمات مُستمرة من قبل ميليشيات المستوطنين المُسلحة، وبحماية كاملة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، الذين يواصلون ترويع ومهاجمة جميع أبناء الشعب الفلسطيني، وإشعال النار وتدمير المُمتلكات الفلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة