تستعد فنزويلا لانتخابات رئاسية شرسة، وذلك بعد أن فازت الليبرالية ماريا كورينا ماتشادو بأكبر نسبة فى الأصوات التى تم فرزها تقريبًا بعد الاقتراع التمهيدى للمعارضة فى فنزويلا، وهو ما يجعل موقف الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو فى موقفا صعبا فى ظل التحديات التى تواجهها البلاد من استمرار ازمة التضخم.
وقالت صحيفة التيمبو التشيلية إن ماتشادو التى تنتمى إلى الجانب الأكثر تطرفا فى المعارضة، وحصلت على 92.6% من الأصوات بعد فزر 65% من الأصوات، يهدد منافسها الرئيس نيكولاس مادورو الذى يسعى للفوز بولاية ثالثة فى انتخابات فنزويلا الرئاسية فى 2024.
ويصف العديد من الفنزويليين ماتشادو بأنها قوية وصادقة، وتجاوز فوزها الساحق بنسبة 92% من الأصوات جميع التوقعات ويطرح تحدياً كبيراً لتعهد مادورو بإصلاحات ديمقراطية وبالبدء بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. فإذا سُمح لماتشادو بخوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة فى النصف الثانى من 2024، ستشكل التحدى الأكبر لمادورو خلال عشر سنوات قضاها فى سدة الرئاسة، بعدما امتنعت المعارضة التقليدية فى فنزويلا عن خوض أى انتخابات منذ 2017، معتبرةً أن لا مجال لحصول انتخابات عادلة.
سيعطى فوز ماتشادو الكبير مزيداً من الزخم للاتفاق الموقع فى 17 أكتوبر، الذى يلزم مادورو بقبول جميع المنافسين فى انتخابات يشرف عليها مراقبون دوليون.
وكانت إدارة جو بايدن أعلنت فى اليوم التالى للاتفاق تعليق بعض العقوبات التى تستهدف حكومة مادورو وشركة النفط الوطنية الفنزويلية التى تملكها الحكومة، شرط أن تنفذ الحكومة التزاماتها بموجب خارطة الطريق الانتخابية، بما يتضمن إحراز تقدم على صعيد إعادة الأهلية للمرشحين المحظورين سابقاً بحلول نهاية نوفمبر، ومن بينهم ماتشادو.
ويرى الخبراء أن تخفيف العقوبات على صادرات النفط الفنزويلية سيمنح مادورو تدفقا نقديا قبيل الانتخابات العام المقبل، ولن يعود مضطرا لتقديم خصومات ضخمة فى أسعار النفط ليستقطب بعض الدول.
لقد أعلن كثير من شركات النفط العملاقة العالمية عن استعدادها للعودة إلى فنزويلا أو مضاعفة تعاملها معها، وهو، سيمكن أن تضخّ البلاد 200 ألف برميل إضافى من النفط الخام يومياً، أى زيادة 25% فى الإنتاج خلال ستة أشهر إلى سنة، بحسب محللين مختصين بالنفط.
بعد عودة الوقود لتصدر الجدل السياسى فى الولايات المتحدة مع استعار الموسم الانتخابى وفيما دخل أكثر من 22 ألف فنزويلى إلى أمريكا بشكل غير شرعى فى أغسطس وحده، أصبح لدى الرئيس جو بايدن كثير من الأمور على محك التزام مادورو بجانبه من المقايضة.
وقال فرناندو فيريرا، مدير خدمة المخاطر الجيوسياسية أن الوتيرة النهائية ستعتمد "على الكيفية التى ستنتهى بها حزمة تخفيف العقوبات"، مشيرا إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت تخفيف العقوبات، وجاء ذلك ردا على توقيع اتفاق خارطة الطريق الانتخابية بين حكومة الرئيس نيكولاس مادورو والمعارضة. ومن بين النقاط الثابت أنه ستكون هناك انتخابات رئاسية فى النصف الثانى من عام 2024.
ويتراوح إنتاج النفط الحالى بين 750 ألفا و800 ألف برميل يوميا تقريبا. وفى التسعينيات، وصل الإنتاج إلى 3 ملايين برميل يوميا، وهو ما حول فنزويلا إلى قوة عالمية فى مجال الطاقة. وكان أدنى مستوى له فى يونيو 2020 عند 374 ألف برميل.
وقال فرانسيسكو مونالدى، الباحث فى سياسة الطاقة فى أمريكا اللاتينية فى معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، إنه يمكن إضافة ما بين 250 ألفا إلى 300 ألف برميل يوميا إضافية فى عام 2025 إذا تم رفع جميع القيود. وأضاف أن الرقم سينخفض إلى ما بين 170 ألفا و200 ألف برميل يوميا إذا تم رفع بعض العقوبات فقط.
وقالت صحيفة الاكونوميسا الإسبانية أن عملة فنزويلا البوليفار لا تزال تعانى من الانخفاض، حيث تضاعف السعر الرسمى للدولار فى فنزويلا حتى الآن هذا العام، وفقًا لسعر البنك المركزى (BCV)، 35.12 بوليفار، أى أعلى بنسبة 100.11٪ من السعر الأول للدولار.
وتمثل هذه الزيادة بنسبة 100% فى سعر العملة أيضًا انخفاضًا بنسبة 50% فى قيمة العملة المحلية، أو بعبارة أخرى، يبلغ دخل الفنزويليين بالبوليفار اليوم نصف القدرة الشرائية والدفعية التى كانت لديهم فى بداية عام 2023.
ويضاف إلى هذا التضخم المتراكم الذى بلغ 158.3% بين يناير وسبتمبر فقط، وهو ما أدى إلى انخفاض القوة الشرائية فى فنزويلا، حيث يعادل الحد الأدنى الشهرى للأجور ومعاشات التقاعد 130 بوليفار (3.7 دولار).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة