صوت مجلس النواب الامريكي لصالح إقالة كيفن مكارثي رئيس المجلس الجمهوري من كاليفورنيا ، وهو قرار يتم اتخاذه لأول مرة في التاريخ الأمريكي، وهو تطور غير مسبوق أغرق المجلس في حالة من الفوضى.
وفقا لصحيفة واشنطن بوست، صوت أعضاء المجلس على مشروع سحب الثقة من رئيس المجلس الجمهوري مكارثي، وذلك بعد موافقة 216 نائبا ورفض 210، صوت فيه الديمقراطيون جميعا لصالح العزل، ومعهم تجمع الحرية التابع للحزب الجمهوري.
وبعد التصويت، تم إعلان عزل الرئيس الجمهوري كيفين مكارثي، وتعيين باتريك ماكهنري رئيسا مؤقتا لمجلس النواب الأميركي، وذلك في حادثة غير مسبوقة بتاريخ المجلس الممتد منذ 234 سنة.
السؤال المطروح الآن هو ما الذي سيحدث في الكابيتول هيل والخطوات التي سيتم اتخاذها بعد اقالة مكارثي في وقت حرج للإدارة الامريكية.
تم تعيين باتريك ماكهنري، الجمهوري من ولاية كارولينا الشمالية والنائب الأول لمكارثي، رئيس مؤقت، وهو في الأساس رئيس مؤقت لا يجوز له سوى استخدام المطرقة في الإشراف على انتخاب رئيس جديد، وسيتحرك مجلس النواب بعد ذلك لاختيار رئيس جديد.
اختيار رئيس النواب الجديد
يعتزم الديمقراطيون في مجلس النواب ترشيح حكيم جيفريز، الديمقراطي من نيويورك وزعيم الأقلية، لمنصب المتحدث الا ان صعوده أمر مستبعد للغاية لأن الجمهوريين يسيطرون على الأغلبية.
لكن ليس من الواضح من هو الحزب الجمهوري في مجلس النواب، يمكن أن يحصل على أغلبية الأصوات اللازمة للفوز برئاسة المجلس وقال مكارثي يوم الثلاثاء إنه لن يترشح لمنصب رئيس مجلس النواب مرة أخرى.
ولم يتقدم أي جمهوري آخر بعد، ومن بين الأسماء التي تم طرحها: النائب ستيف سكاليز من ولاية لويزيانا، الجمهوري رقم 2 في مجلس النواب، والذي يخضع للعلاج الكيميائي لسرطان الدم، والنائب توم إيمر من ولاية مينيسوتا، الجمهوري رقم 3 في مجلس النواب وسوط الأغلبية، والنائبة إليز ستيفانيك، أعلى امرأة في القيادة الجمهورية، والنائب توم كول من أوكلاهوما، رئيس لجنة القواعد بمجلس النواب الذي يحظى باحترام واسع ، والسيد ماكهنري، الذي من المرجح أن يقاوم الدعوات للترشح لهذا المنصب الرسمي.
وإلى أن يتمكن شخص ما من الفوز بـ 218 صوتًا أو أكثر، سيستمر مجلس النواب في إجراء الانتخابات في سباق رئيس مجلس النواب المستمر.
مصير الأعمال التشريعية الأخرى في مجلس النواب
سيتم إيقاف جميع الإجراءات الأخرى في مجلس النواب، إلا أن هناك موعد نهائي واحد يلوح في الأفق، حيث سيتم إغلاق الحكومة في منتصف نوفمبر بعد انتهاء إجراء التمويل المؤقت الذي وافق عليه الكونجرس خلال عطلة نهاية الأسبوع، هذا ما لم يتمكن الكونجرس من تمرير جميع مشاريع قوانين الإنفاق الـ 12 التي تمتد على مدار عام أو مشروع قانون تمويل مؤقت آخر، وهي مهمة شاقة أصبحت أكثر صعوبة بسبب الفوضى التي تصاحب سباق المتحدثين.
من جانبه طالب الرئيس جو بايدن مجلس النواب بسرعة انتخاب رئيسا بعد اطاحة النائب كيفين مكارثي، وقالت كارين جان بيير السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض بعد فترة وجيزة من التصويت إن بايدن أظهر أنه حريص دائمًا على العمل مع كلا الحزبين في الكونجرس بحسن نية نيابة عن الشعب الأمريكي، واضافت: "لأن التحديات العاجلة التي تواجه أمتنا لن تنتظر، فهو يأمل أن ينتخب مجلس النواب رئيسًا له بسرعة"
ولم يذكر البيان بشكل خاص مكارثي، وما إذا كان ينبغي إعادة انتخابه رئيسًا أو تأييد رئيس جديد.
وقالت جان بيير في إشارة إلى بايدن: "بمجرد أن يفي مجلس النواب بمسؤوليته في انتخاب رئيس، فإنه يتطلع إلى العمل معهم ومع مجلس الشيوخ لمعالجة أولويات الشعب الأمريكي".
حاول البيت الأبيض الابتعاد عن الدراما في مجلس النواب قبل التصويت، قائلا إنه لن يتدخل ولن يعلق على القيادة لكنه وصف الوضع بأنه "فوضوي"، حيث قالت بيير في وقت سابق من يوم الثلاثاء قبل التصويت: "فيما يتعلق بالفوضى التي نراها في الجمهوريين في مجلس النواب، نعم إنها فوضوية للغاية للأسف.. هناك فوضى هناك، وأغلبية صغيرة من حزبهم تسبب الفوضى بالفعل".
في الوقت نفسه، أعلن النائب الجمهوري عن ولاية نورث كارولاينا باتريك ماكهنري، الذي تولى منصب الرئيس المؤقت لمجلس النواب، أن المجلس سيدخل في عطلة مؤقتة حتى الأسبوع المقبل وسيتم تعليق جلساته، ما يمنح الحزب الجمهوري أسبوعاً للتوافق خلف الكواليس بشأن مرشح واحد، ومن المرجح ان يصوت لانتخاب رئيسه بحلول الأسبوع المقبل.
