الحكاية بدأت من شاب خلق انفراد في عالمه الحقيقي، الشاب ولد في أسرة ريفية بسيطة، قبل بداية مولده ونشأته، كان الأب مع الفدأيين بعد حرب أكتوبر 1973، والأم تتحمل المسؤولية الكاملة لسبعة أبناء، والشاب ترتيبه الرابع لأخواته.
بدأ عالمه وعلمه الخاص بعيدا عن نهج العائلة والقرية جميعها في الزراعة، وكان للقرية قرار بإن هذا الشاب حتى وأن كان له عالم خاص بالتأكيد مسيره كمسيرنا في مراعاة البذور والمحصول، ولكن الشاب قرر عكس ذلك وتألق في عالمه الخاص جانبا إلى مراعاة البذور والمحصول، ليثبت حقيقة أن الفلاح واليد التي تزرع وتعلم مواقيت زراعة المحصول وإنتاجه، قادرة على فهم العلوم وتحصيلها، وأصبح من أوائل شهادة "الثانوية" في محافظة الفيوم، وذهب إلى حيث وضعه اجتهاده إلى كلية الإعلام جامعة القاهرة وذهب إلى المدينة الكبيرة "القاهرة".
وكان أول من دخل من عائلته وقريته عند القبة الكبيرة وساعة جامعة القاهرة، لم تغير المدينة الشاب بل زادته قوة كقوة الفلاح، وقت رمي البذور في الأرض، وصبر على الأيام القارسة بعيدا عن عائلته وأخواته، كصبر الفلاح على الزرع الصغير حتى يكبر ويكبر ليحصد صبره، وحصد الشاب صبره وسعيه بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، والتحق بصاحبة الجلالة " نقابة الصحفيين" وعمل وتألق وعاش حياة مليئة بنجاح وظل محتفظ بابن القرية، ولم يتمرد على أحد في يوم من الأيام، يقدم العون والأفكار البارزة في مجاله، يأثر للخير وجبر الخواطر على ذاته.
لكن الأيام كعادتها والثنائيات المضادة، بعد الحياه سلبتها، وتوفي ابن القرية في شبابه بعد إتمامه 35 عاما، ولكن سيرة ابن القرية حاضرة في المدينة والقرية ومكان عمله، ليؤكد حقيقة أن الأثر وما ينفع الناس باق ولا علاقة بعدد السنوات بالخير النافع للمجتمع، وهو ما قام به المشروع القومي "حياة كريمة" والتي من محاورها المشاركة المجتمعية بإطلاق اسمه على مكتبة بمركزه "اطسا" في بلده الفيوم، وحضانة قريته التعليمية بتغير اسمها إلى اسم الشاب لتكون أكاديمية" علام عبد الغفار"، ويكون علم الصغار صدقة تخليد اسمه بين أبناء القرية، و ما قدمته جمعية تطوعية تابعة لوزارة الاوقاف في قريته، بإطلاق اسمه على الدفعة التاسعة من الخاتمين للقرآن الكريم، وهم 300 حافظ وحافظة من صغار وشباب وكبار، وتقديم الجوائز لهم، ليكون أثره واصل بين الحافظين لكتاب الله.
علام عبد الغفار يثبت كل يوم أن الموت لا ينقض الحياة، بل هو وجه الآخر لبقاء السيرة وغياب الجسد، وكان له البقاء بعد الموت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة