قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الندوة التثقيفية التى عقدت اليوم احتفالا بالعيد الخمسين لنصر أكتوبر المجيد، عن إعمار سيناء هى كلمة صادقة من القلب إلى القلب وحديثه عن عظمة المصريين لمس قلوبنا.
وأوضح ريحان كشاهد عيان عن الإنجازات التى تمت فى إعمار سيناء وهو يعمل بها فى مجال العمل الأثرى منذ عام 1986 وشهد تحولًا كبيرًا فى البنية الأساسية من محطات تحلية المياه فى مدن سيناء وشبكة كهرباء فاقت عن الطاقة المطلوبة وشبكة طرق وقد عانى فى البداية من سوء المياه ودرجة التحلية والسفر عبر طريق واحد مما شكًل معاناه علاوة على الخدمات المختلفة.
وتابع وفى مجال الآثار شهدت سيناء اكتشافات أثرية أعادة كتابة تاريخ سيناء بأيدى وحفائر علمية مصرية أكدت مصريتها وفندت التزوير طوال فترة الاحتلال كما شهدت إنشاء متاحف جديدة مثل متحف شرم الشيخ وتعمل الدولة حاليًا فى أعظم مشروع إحيار السياحة الروحية بالوادى المقدس " منطقة سانت كاترين" والذى يترتب عليها إحيار المقومات السياحية بكل سيناء.
وأوضح أن الانتصار العسكرى فى حرب أكتوبر العظيم انتصار عسكرى بكل المقاييس، فالجيش المصرى عبر قناة السويس وحطم خط بارليف والجانب الآخر أنجز ثغرة الدفرسوار ، ومن أجل ذلك يجب الاستماع والتمعن فى حكايات أبطال أكتوبر الذين يعشون بيننا منهم من فقد أجزاء من جسده سبقته إلى الجنة ومنهم من حصل على أعلى الأنواط العسكرية، كما طالبت قبل بداية الدراسة أن تكون الحصة الأولى بالمدارس والمحاضرة الأولى بالجامعات عن العيد الخمسينى لنصر أكتوبر المجيد وقد قامت بعض المحافظات بذلك خاصة محافظة جنوب سيناء، لأن سيناء هى ميدان المعركة وكل من يسير على رمالها يشعر بقيمتها، فهى الرمال التى اختلطت بدماء الشهداء.
وقد شرفت بأن أعايش هذه الحرب وكنت فى المرحلة الابتدائية وحرصت على قراءة وتجميع كل ما كتب عن الحرب ليكون موضوع الإنشاء الرئيسى فى مادة اللغة العربية، كما عايشت فى شارعى استقبال الأهالى لخبر استشهاد أبناءهم بانه وسام على صدورهم، وعايشت أغانى النصر خاصة أول أغنية انطلقت أثناء المعركة "حلوة بلادى السمرة" وعشت الأجواء، وهذا الجيل الذى عاش أجواء أكتوبر وعاش أجواء ما قبل اكتوبر والمعاناة بين لحظة وأخرى ودهان زجاج المنازل باللون الأزرق وسماع صفارة الإنذار بوجود غارات من وقت لآخر، هو جيل محصّن وصعب أن تؤثًر فيه الأبواق المضللة.
لذلك وجب علينا أن ننتهز فرصة العيد الخمسينى لأعظم نصر فى تاريخ مصر العسكرى أن نعقد المزيد والمزيد من الندوات التثقيفية يحاضر بها أبطال أكتوبر الحقيقون وكبار المؤرخين الذين عايشوا المعركة وفترة حرب الاستنزاف، والمراسلين العسكريين الذين كتبوا من على خط النار، وأهالى مدن القناة الذين تهجروا نتيجة طلقات المدافع المدوية التى كانت تصيب مدن القناة خاصة من نقطة عيون موسى الحصينة المخفية تحت الأرض والتى كانت تطلق أسلحة محرّمة دوليًا واكتشفتها المخابرات المصرية بالتعاون مع أهل سيناء الشرفاء ودمرتها فى حرب أكتوبر المجيدة وتحولت إلى مزار سياحى هام يحكى قصص البطولة.
وكذلك تنظيم رحلات لتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات لزيارة النقاط الحصينة لخط بارليف والمصممة ضد القنابل الذرية ولم تستعصى على عقول وسواعد المصريين ودمرت بالمياه، واستمرار مسيرة النصر بمعركة السلام حتى عاد آخر شبر فى سيناء من أرض طابا ورفع العلم المصرى عليه فى 19 مارس 1989.