حسن العدل : حرب أكتوبر هي لحظة الميلاد بالنسبة لي
اليوم وبعد مضي خمسون عاماً على حرب أكتوبر، مالذي تمثله لك الحرب؟
حرب أكتوبر هي لحظة الميلاد بالنسبة لي، فالعمر الذي عشته قبلها كنت أشعر أنني لم أكن موجود بالدنيا، والحياة بعد الحرب توقفت عندها وظلت ثابتة في ذهني ، والأهم بالنسبة لي من لحظة الحرب هو وقت الإستعداد لها الذي لم يكن سهلاً علي الإطلاق.
حدثنا عن فترة الاستعداد للحرب وكيف واجهتوا الصعوبات في تلك الفترة؟
ماذا عن لحظات ماقبل المعركة والاستعداد لها؟
ماذا عن أجواء يوم حرب 6 أكتوبر؟
في صباح يوم 6 أكتوبر أحضر الضباط كرة وطلبوا منا اللعب ، وبدأوا يوزعون علينا القصب كل ذلك حتي يصل للعدو إحساس أنه يوم عادي، الساعة الثانية عشر ظهرا بالضبط بدأوا في تجميع الكتائب، والساعة الواحدة والنصف كان هناك صمت رهيب في كل الكتائب، والساعة الثانية والنصف ظهرا بدأت الطائرات تحلق فوقنا وقالوا سنعبر الآن، وطول خط القناة كانت أصوات المدفعية بدأنا نستعد ونركب سيارتنا وبدأنا نتجه نحو المعبر وعندما وصلت المعبر وجدت جنودنا وكأنهم نمل وكلما أقتربنا أسمع صيحات الله أكبر الله أكبر، وكان هناك مجموعة من الصاعقة مروا وأغلقوا الأنابيب الذي وضعها العدو، ليمتعنا من العبور وبالفعل مررنا وكانت خراطيم المياه على وشك الفتح، وخرجت قوات الصاعقة وتسلقت الحبال من السواتر الترابية كي يتستطيعون التعامل مع العدو، وأخذنا جميعا أماكنا على بعد واحد كيلو من البر الشرقي وبدأنا في ضرب الهدف، كانت لحظة بها تكاتف وكان الكل يعرف مايفعل جيداً وظللنا في الإشتباكات حتى يوم 16 أكتوبر.
وكيف أصيبت خلال الحرب؟
اليوم وبعد مرور خمسون عاماً علي حرب أكتوبر بما تشعر؟
أشعر بالسعادة والفخر، بعد خمسون عاما مازالت أعيش نفس اللحظة وكأنها حدثت أمس، فقد ولدت في هذا اليوم وفي تلك اللحظة، أكثر مايحززني هم زملائي الذين أستشهدوا ولكن عزائي الوحيد أن هذا الإستشهاد قد كلل بإنتصارنا العظيم.