تستعد دول أمريكا اللاتينية لاجراء انتخابات رئاسية وسط انقسامات وأزمات سياسية واجتماعية ، فهناك 4 دول تجرى انتخاباتها فى الفترة من نهاية 2023 الى 2024، وستواجه حكومات أمريكا اللاتينية سيناريوهات معقدة نتجت عن عوامل خارجية مختلفة ، مثل التضخم المرتفع والركود العالمي الناجم عن الحرب في أوكرانيا ، وتوابع وباء فيروس كورونا، والتي لم تنتعش المنطقة بعدها.
الاكوادور
قبل أسبوعين فقط من الجولة الرئاسية الثانية في الإكوادور، التقى المرشحان فى قصر كارونديليت، لويزا جونزاليس ودانييل نوبوا، في مناظرة جديدة لتحديد مقترحات حملتهما الانتخابية ومشروعهما الوطني، ويعتبر الأمن أهم التحديات التى تسيطر على الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة 15 أكتوبر .
ووفقا لآخر استطلاع نشرته شركة الاستطلاع "كومونيكاليزا"، سجل رجل الأعمال أكثر من 11 نقطة في نية التصويت لصالح حزب "كوريستا"، لذلك كان من الممكن أن تكون المواجهة حاسمة بالنسبة للتعيين في صناديق الاقتراع.
وأشارت صحيفة التيمبو التشيلية إلى أن ،المرشحة اليسارية ، لويزا جونزاليس، والمرشح اليمينى دانييل نوبوا، يتنافسان على منصب الرئيس فى الانتخابات المقررة 15 أكتوبر، في جولة الإعادة الانتخابية، ويحظيا بفرصة جديدة لرؤية المرشحين الرئاسيين وهما يتناقضان بين مقترحاتهما على شاشة التلفزيون الوطني. وكان الأمن مرة أخرى في قلب المناقشات.
وبدأت مرشحة تحالف العمل الوطني الديمقراطي، لويزا جونزاليس، في وضع غير مؤات في المناظرة، بحسب آخر استطلاعات نوايا التصويت، التي يتقدم عليها رجل الأعمال دانييل نوبوا، من حزب ثورة المواطنين، بأكثر من 11 نقطة. .
ويعتبر الاقتصاد وخفض الأسعار من أبرز التحديات التى تواجه مرشحى الرئاسة فى الاكوادور ، وبدأ دانييل نوبوا كلمته بالقول إن الركائز الأساسية لتحسين الوضع الاقتصادي في الإكوادور هما تخفيض الأسعار في قطاعي الكهرباء والوقود.
الأرجنتين
تستعد الأرجنتين للانتخابات المقررة فى 22 أكتوبر ، و هيمنت قضايا الاقتصاد والتضخم والديون المستحقة لصندوق النقد الدولي على أول مناظرة بين مرشحي الاستحقاق الرئاسي.
ويعتبر المرشح الأبرز سيرخيو ماسا، وزير الاقتصاد السابق ، الذى فى عهده بلغ معدل التضخم 124% خلال عام واحد، ولذلك فهو يتعرض للمزيد من الانتقادات ، من منافسيه الرئيسيين ، الخبير الاقتصادي الليبرالي المتطرف خافيير ميلي الذي يناصب "الطبقة السياسية" العداء، ومرشحة ائتلاف يمين الوسط المعارض باتريسيا بولريتش، الوزيرة السابقة خلال ولاية الرئيس الليبرالي ماوريسيو ماكري (2015-2019).
وفي مداخلته ضمن محور الاقتصاد، اعتبر المرشح الليبرالي المتطرف، خافيير ميلي الذي تصدر نتائج الانتخابات التمهيدية أنه يملك الوصفة التي تمكنه من "تنمية الاقتصاد وإنهاء الفقر والقضاء على التضخم: معتبرا أن البلاد وصلت إلى الحضيض بسبب "الطغمة السياسية اللعينة".
واقترح مرشح "لا ليبرتاد أفانزا" "إصلاح الدولة، وخفض الإنفاق العام بشكل كبير، وتبسيط النظام الضريبي، وخصخصة الشركات الحكومية "الكارثية" وإغلاق البنك المركزي.
من جهتها ردت باتريسيا بولريتش مرشحة تحالف المعارضة "جميعا من أجل التغيير" التي حلت في المركز الثاني في الانتخابات التمهيدية الأخيرة ، بأن ميلي يسعى لجعل الأرجنتين "ملاذا ضريبيا" عندما قال إنه يريد إلغاء البنك المركزي، متسائلة كيف يمكن القيام بدولرة الاقتصاد في وقت لا تتوفر فيه البلاد على الدولار.
وفي السياق، اقترح ماسا ركائز لسياسته الاقتصادية تتمثل في إنشاء عملة رقمية أرجنتينية جديدة، وقانون جديد لغسل الأموال، وتشديد سياسة سعر الصرف.
وأظهرت غالبية استطلاعات الرأي التي جرت خلال الشهر الماضي نتائج متقاربة في توقعات المنافسة بين ميلي وماسا في الجولة الثانية المقررة في نوفمبر، وتصدرها خافيير ميلي مع نحو 33-35% من الأصوات، متقدماً على سيرخيو ماسا المتوقع حصوله على نحو 29-30%، تليهما بولريتش بفارق كبير مع نسبة تتراوح بين 25 و26%.
المكسيك
ففى المكسيك تتنافس امرأتان على رئاسة الدولة بانتخابات 2024 للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بعدما سمى حزب "مورينا" الحاكم رئيسة بلدية مكسيكو السابقة كلاوديا شينباوم مرشحة ، وأيضا مرشحة المعارضة سوتشيل جالفيس (60 عاما) بعد فوزها بالانتخابات التمهيدية لجبهة تضم ثلاثة أحزاب معارضة، وبذلك، يرجح أن تخلف إحداهما في 2024، الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور لقيادة ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
وفي استطلاع نشرته صحيفة "ريفورما" في 28 أغسطس، قال 46% من المستطلعين إنهم قد يصوتون لشينباوم في حال انخراطها في السباق الرئاسي، مقارنة بـ31% لجالفيس.
السلفادور
أما فى السلفادور ، فإن الانتخابات الرئاسية المقررة فى عام 2024 تسببت فى اثارة للجدل الكبير بعد ترشح الرئيس نجيب بوكيله لولاية ثانية فى الوقت الذى يحظر دستور البلاد توالى فترات رئاسية متتالية.
وتظاهر المئات في السلفادور احتجاجاً على ترشح الرئيس للانتخابات للمرة الثانية ، وأيضا للمطالبة بإطلاق سراح "الأبرياء" الذين احتجزوا في إطار الحرب الشعواء التي يشنّها ضد العصابات الإجرامية.
وقال القاضي خوان أنطونيو دوران خلال مشاركته في التظاهرة إن "إعادة الانتخاب محظورة تماماً" بموجب الدستور.
وكان الرئيس البالغ من العمر 42 عاماً أعلن في سبتمبر 2022 أنّه سيترشح لولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة في 2024، في قرار أعاد الجدل بشأن مدى دستورية مثل هكذا خطوة.