احتفالا بنصر أكتوبر العظيم، عقدت مكتبة مصر العامة ندوة بعنوان "خمسون عاما على حرب أكتوبر"، بمناسبة مرور خمسين عاما على حرب النصر والكرامة، بمشاركة اللواء الدكتور سمير فرج، بحضور السفير عبد الرؤوف الريدي رئيس المكتبة.
وسرد اللواء سمير فرج مراحل انتصار حرب أكتوبر بدءا من حرب الاستنزاف، مستعرضا ما جرى في معركة رأس العش التى تلت نكسة يونيو، مرورا بإغراق المدمرة إيلات وتدمير الحفار الإسرائيلي في أبيدجان وصولا إلى تهجير أهل القناة.
وأكد اللواء سمير فرج ، على أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان له دور كبير في تحقيق انتصار أكتوبر رغم رحيله قبل الحرب، بعدما أطلق حرب الاستنزاف وأدار المرحلة التالية للنكسة، كما أشرف على وضع خطة المآذن العالية وهى أول خطة لعبور القناة، كما أشار إلى دور الفريق سعد الدين الشاذلي صاحب التوجيه 41 وهو التوجيه المفصل لعبور قناة السويس، معتبرا إياه مهندس الحرب والعقل المدبر لانتصار أكتوبر.
وأضاف اللواء سمير فرج، أن الخداع الاستراتيجى ساهم في تحقيق انتصار أكتوبر، فاختيار يوم عيد الغفران وكذلك الهجوم على العدو في شهر رمضان، بالإضافة إلى اختيار موعد الساعة الثانية ظهرا جميعها عوامل خدعت العدو، فقد خالف ذلك الموعد القاعدة التى تنص على "إن الهجوم لابد وأن يكون في أول ضوء أو آخر ضوء من النهار".
وأشار إلى جهود وذكاء "اللواء باقي يوسف" في تفتيت الساتر الترابي، مستعرضا كيف استطاعت مصر تدمير النقاط الحصينة في خط بارليف، وهو ما يعد معجزة عسكرية قياسا على أن ألمانيا في الحرب العالمية الثانية لم تستطع اجتياز خط ماجينو وعبرت إلى فرنسا عبر بلجيكا.
كما عرض اللواء سمير فرج مجموعة من الصور والوثائق والفيديوهات عن حرب أكتوبر، بالإضافة إلى مقاطع من فيلم جولدا الذي يسلط الضوء على أيام الهزيمة الإسرائيلية.
واستعرض اللواء سمير فرج مقاطع من بطولات أبناء القوات المسلحة، ومنها ما فعله أحد الجنود في حرب أكتوبر حين قدم جسده فداء لباقى الجنود، إذ وضع نفسه في أحد خراطيم النابالم في خط بارليف.
وأكد اللواء سمير فرج، أن الهزيمة الإسرائيلية كانت ساحقة ولحقت خسائر ضخمة، مما أصاب موشية ديان بحالة الانهيار هو وباقى القادة في إسرائيل، وهنا بدأت لجنة تحقيق في إسرائيل عن أسباب الهزيمة في حرب أكتوبر، لافتا إلى أن غرور موشيه ديان انهار.
ولفت إلى دور إغلاق مضيق باب المندب في حرب أكتوبر، وهو الأمر الذي منع وصول البترول وهو ما خنق العدو وجعله في حالة من الانهيار، مؤكدا أن "شارون" فشل في تجاوز القوات المصرية في معركة استمرت يومين انتهت إلى تراجعه وتغيير استراتيجيته بمحاولة الاختراق من خلال البحيرات.
وقال اللواء سمير فرج، إنه أثناء تواجده في غرفة العمليات في حرب أكتوبر تلقى إشارة تحذيرات العدو من الاقتراب من القناة بعد ربع ساعة من بدء الهجوم في الثانية من ظهر السبت السادس من أكتوبر، وذلك كان دليلا بالنسبة إليه على نجاح عملية عبور قناة السويس.