قدم الإعلامى أحمد الدرينى، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الحلقة الثانية من "أكتوبر فى عيون العالم" على قناة "الوثائقية" وأجرى حوارا مع العقيد رالف ثيلى، رئيس الجمعية العسكرية فى برلين، المتخصصة فى البحوث والدراسات العسكرية الدولية، الذى عمل فى وقتٍ سابق مديرًا لكلية الدفاع فى ألمانيا، ومستشارًا عسكريًّا ضمن فريق نائب رئيس أركان الجيش الألمانى.
من جانبه تحدث رالف ثيلى، عن الوضع فى الشرق الأوسط بعد حرب 67 قائلا:" كان لدينا وضع متفجر وعالق بطريقة ما بين السلام والحرب وممكن أن يتصاعد فى أى وقت، وبالتالى لا يمكن استخدام قناة السويس كمصدر مهم للدخل لمصر، وكان الكل قلقا لأن الشرق الأوسط بالطبع مكان تواجد النفط الذى يغذى الاقتصاد الغربى كله.
وأكد رالف ثيلى أن حرب 67 لم تكن مشكلة لمصر وإسرائيل فقط، بل كلنت مشكلة كبرى بالنسبة إلى العالم الغربى كله، ولم يكن أحد يتوقع أن مصر سوف تحارب قبل أكتوبر 1973، ولم يشعر أحد بتوتر كبير لأن الموقف نفسه كان مشتعلا.
كما تحدث العقيد رالف ثيلى، عن الخطوات التى استنتجها من خطة الرئيس السادات عندما كان يخطط للحرب قائلا:"كان شجاعا للغاية، وكان أمامه إما خيار لحرب كاملة أو التناسى وترك الوضع عالقا بين السلام والحرب، ولم يفكر أحد فى خيار ثالث.
وأضاف رالف ثيلى، أن الرئيس السادات وحده من فكر فى الحرب المحدودة، وهى رؤية مثيرة للإعجاب، على الرغم من انها كانت خطورة كبيرة ومحفوفة بالمخاطر.
وأكد رالف ثيلى أن هذه الخطوة كانت تهدف إلى السلام والانتقال إلى وضع أفضل كثيرا، ولذلك لابد للكل أن يكون معجبا بحكمته.
ولفت العقيد رالف ثيلى، إلى أن مصر كانت تفتقر إلى التفوق الجوى وكان لديها أسلحة سوفيتية قديمة كان تحديا كبيرا لشن الرئيس السادات حرب، لكن الجانب المشرق هو أن السوفيت كانوا يدعمون مصر، فى حين أن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت إسرائيل.
وأكد رالف ثيلى، فوجئنا فى الغرب بمدى تميز المعدات الشرقية، وكنا نتوقع أن يكون الكم كبيرا ولكن ليست بالجودة المطلوبة، لكن كانت الجودة فى مخزون السلاح الشرقى أو السوفيتى كانت عالية والسوفيت تشاركوها مع مصر.
ولفت رالف ثيلى إلى أن السادات كان على علم بهذا وانه فى أمس الحاجة للتميز فى الدفاع الجوى، لأن التفوق الجوى لإسرائيل يمكنه أن يقضى على أى تقدم للجيش المصرى، وإذا لم يتمكن من حل مشكلة الدفاع الجوى فلن يكن أى وسيلة لشن الحرب.
وقال رئيس الجمعية العسكرية فى برلين، المتخصصة فى البحوث والدراسات العسكرية الدولية، العنصر الرئيسى فى مواجهة ومهاجمة السادات لإسرائيل هو المفاجأة، وبعد انتهاء عنصر المفاجأة أصبح تحقيق النجاح أكثر صعوبة.
وأضاف رالف ثيلى أن الأيام الأولى من الحرب تجد أن جودة الدفاع الجوى المصرى وكفاءته فاجأت الإسرائيليين.
ولفت رالف ثيلى إلى أن الإسرائيليين لم يتوقعوا أن يكون المصريين بهذه المهارة والفاعلية، وأنه كان على إسرائيل أن يبتكروا خططا جديدة ومستحدثة للتغلب على هذه المشكلة.
ويجرى الإعلامى أحمد الدرينى، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، سلسلة الحوارات الخاصة التى تتزامن هذا العام مع اليوبيل الذهبى لحرب السادس من أكتوبر 1973، وتستهدف شرح الحرب المجيدة وتحليلها من منظور عالمى عسكريًّا وإستراتيجيًّا وتاريخيًّا، وتسلط الضوء على عملية الخداع الإستراتيجى المصرية، وخطة العبور، ومراحل تطور الحرب، ومقارنة غرفة العمليات المصرية بغرفة عمليات العدو، وأهم المعارك التى شهدتها الحرب، ومواقف القوى الدولية آنذاك.