قال الشاعر الكبير أحمد سويلم، إنه التحق بالقوات المسلحة عام 1968، وكان يعمل وقتها فى إحدى دور النشر، وصدر قرار بتجنيد كل المؤهلات العليا، وهذا لم يكن موجودا فى الجيش قبل ذلك.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامى الدكتور محمد الباز فى برنامج "الشاهد" على شاشة "إكسترا نيوز"، أن الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة وقتها اجتمع بهم، وأخبرهم أنهم نوع جديد من الجنود يدخل القوات المسلحة، عقولهم المستنيرة هى التى سوف تصنع النصر.
وتابع أنه بالفعل هذه العقول غيرت مسار الحرب، بداية من اللواء باقى الذى ابتكر فكرة مضخات الماء لاقتحام الساتر الترابى، ومن ابتكر سد أنابيب النابلم، وآخر ابتكر طرق لتحلية مياه البحر للشرب.
وتابع أنه التحق كضابط احتياط، وجاء توزيعه على سلاح الوقود، وهو مهمته إمداد الجيش بالوقود ولا يتسبب فى أى نقص للقوات خلال المعركة، والتحق بكلية الضباط الاحتياط، ثم حصل على فرقة فى الكلية الحربية، ثم نزل إلى التوزيع الميدانى فى عزبة النخل، وظلوا فى تدريبات مستمرة.
وقال الشاعر الكبير أحمد سويلم، إنه تعلم من القوات المسلحة كيفية "تقدير الموقف" فى أى مشكلة تواجهه، سواء عسكرية أو فى حياته العملية، واختيار الحل الأنسب والأسرع لهذه المشكلة.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامى الدكتور محمد الباز فى برنامج "الشاهد" على شاشة "إكسترا نيوز"، أنه قبل حرب أكتوبر التحق بفرقة تدريب عن طبيعة العدو الإسرائيلى، وبعد أسبوع فقط من بدء الفرقة استدعتهم الوحدة من أجل تدريب.
وأوضح أنه بمجرد عودته إلى وحدته تسلم "الشدَّة"، وهى العتاد الكامل للحرب، وهى كانت غير معتادة فى التدريبات العادية، ثم تم نقلهم إلى السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وهو كان موجودا فى الإسماعيلية، وبدأوا فى إنشاء صهاريج الوقود بحيث تكون قريبة من المركبات وقت العمليات الحربية.
وقال الشاعر الكبير أحمد سويلم، إنه كان ضابط احتياط بسلاح الإمداد بالوقود، وجاء توزيعه فى عزبة النخل ومعه نحو 12 مجندا، فاقترح على قائده أن ينظم جدولا للمجندين لاستكمال تعليمهم خلال فترة التجنيد، بالفعل أكمل كل المجندين تعليمهم.
وأضاف خ أن الشاعر داخل القوات المسلحة مختلف عن الشاعر خارج القوات المسلحة، فمن عاش التجربة داخل الجيش يعتاد على المقاومة والصمود.
وذكر أنه كتب قصيدة خلال تجنيده قبل حرب أكتوبر يقول فى جزء منها "عز على أن أنام/ ولا مفر من توعدٍ ومن صدام/ أغمد إذن حكاية الفرار من حديثنا لكى نلبى هاتف المضيق/ ونصحب الصدى على الطريق/ نذيق كأس الموت والحريق/ نصارع الثيران/ نمسح الدمع عن السماء/ ونستعيد فى لقائنا النهار/ ونجعل النصر على شفاهنا قصيدة وصيحة وثار".
و قال الشاعر الكبير أحمد سويلم، أن الإجازات وقت الحرب كانت مستحيلة، وكان القادة يرصدون جوائز عبارة عن إجازة 24 ساعة لكل من يأتى برأس واحد من العدو، وكان الحماس لدى الجنود لا حدود له، وأسروا قادة جيش العدو المتغطرس الذى لم يتخيل ذلك أبدا.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامى الدكتور محمد الباز فى برنامج "الشاهد" على شاشة "إكسترا نيوز"، أنه كانت مهمته الحفاظ دائما على وجود وقود لتموين المركبات المختلفة من الدبابات والمدرعات والسيارات، وكان العمل على مدار 24 ساعة خلال منظومة محكمة لا أحد يراها، ولم يفكر أحد كيف يتم تزويد المدرعات والدبابات بالوقود كى تقاتل أسابيع فى سيناء.
وأوضح أنه لم يحدث خلال الحرب أن نقص الوقود أو توقفت مركبة بسبب نقص الوقود، بل على العكس فى أوقات كثيرة كانت الأنابيب تتعرض للضرب ويتسرب منها الوقود، وعلى الفور نعمل على إصلاحها وتعويض النقص.
وقال الشاعر الكبير أحمد سويلم، إنه بمجرد عبوره قناة السويس يوم 10 أكتوبر سجد على الضفة الشرقية وملأ زجاجة من رمل سيناء، وبعد الاستيلاء على أجزاء من سيناء بدأوا فى إنشاء الصهاريج التى ستمد المقاتلين بالوقود.
وأضاف أن رمل سيناء ليس مجرد رمل، بل هو دم الشهداء، هو قيمة التضحية وأرواح الشهداء، وبعد العبور تعجبنا كيف قضينا 6 سنوات وأرضنا فى يد العدو؟
وأوضح أن الجندى المصرى كان يعبر القناة فى ظروف مستحيلة على أى إنسان، أولها الصعود على سلم من الحبل على الساتر الترابى، ويحمل معداته وشدته وسلاحه العادى، وبمجرد العبور تواجه دبابات العدو، وتتمكن من الانتصار، هذه معجزة بكل المقاييس، حتى الأكل والشرب كان قليلا جدا، ولكن لا نشكو، فنحن فى مهمة مقدسة بخوضها بتضحية ومحبة.
وقال الشاعر الكبير أحمد سويلم، إنه كتب العديد من الأشعار وقت التجنيد ووقت الحرب، لكنه لم ينشرها فى أى ديوان، لأنها كانت انفعالية لحظية، قد تؤثر على المسيرة الشعرية، وبعد الحرب بدأ يقيم التجربة ويعيد إنتاجها فى قصائد متزنة متماسكة.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامى الدكتور محمد الباز فى برنامج "الشاهد" على شاشة "إكسترا نيوز"، أن الإعلام بسبب نشوة النصر بعد حرب أكتوبر أغفل تصوير وتسجيل تفاصيل يومية وإنسانية دقيقة فى الحرب، وقد تسبب ذلك فى ضياع مادة خام للأدب، أو لعمل أدبى ملحمى كبير عن الحرب.
وأوضح أن نقل هذه الملحمة للأجيال الجديدة يكون بمستويات مختلفة، للطفل غير الصبى 12 عاما غير الشاب، وكل سن له وسائل جذب عبر لغة بسيطة ورسوم جيدة ووسائط قريبة منه، ولا بد من وضع خطة موحدة لإنتاج ملحمة متكاملة على كل المستويات.