رغم تبقى عام على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، وشهرين إضافيين على موعد أداء الفائز فى تلك الانتخابات القسم الرئاسى لأربع سنوات جديدة، فإن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب يتعامل على أنه الفائز بشكل شبه مؤكد، بل وبدأ يضع خطته وسياساته للحكم.
فقد قالت صحيفة نيويورك تايمز إن ترامب يخطط لإجراء توسع كبير فى سياسة فترته الأولى بشأن الهجرة، حال عودته إلى البيت الأبيض فى 2025. ويشمل هذا الاستعداد لجمع المهاجرين غير الشرعيين الموجودين بالفعل فى الولايات المتحدة بوتيرة هائلة، واعتقالهم فى معسكرات عملاقة فى انتظار ترحيلهم. كما أن الخطط ستقيد بشكل هائل الهجرة الشرعية وغير الشرعية بعدة طرق.
وذكرت الصحيفة أيضا أن ترامب يريد إحياء سياسات الحدود التى سنها خلال سنواته فى البيت الأبيض، بما فى ذلك حظر دخول القادمين من دول إسلامية معينة، وإعادة فرض سياسة وباء كورونا برفض طلبات اللجوء، وإن كان هذه المرة سيكون أساس الرفض تأكيدات بأن المهاجرين يحملون أمراضا معدية أخرى مثل الدرن.
ويخطط ترامب "لتطهير" البلاد من المهاجرين غير الموثقين وترحيل الملايين كل عام، وفقا للتفاصيل التى كشفتها نيويورك تايمز.
وللإسراع فى عميات الترحيل الجماعى، فإن ترامب يعد لتوسيع هائل فى شكل "إخراج المهاجرين" دون أن بتطلب جلسات قانونية. ولمساعدة كالة الهجرة والجمارك على تنفيذ مداهمات واسعة، يخطط لإعادة توظيف عملاء فيدراليين وتفويض ضباط شرطة حليين وجنود الحرس الوطنى تساهم بهم طوعا الولايات التى يحكمها الجمهوريون.
ولتخفيف الأعباء عن منشآت الاعتقال التابعة لوكالة الهجرة والجمارك، يريد ترامب بناء معسكرات ضخمة لاعتقال المهاجرين أثناء النظر فى قضاياهم وانتظار رحلات الترحيل. وللالتفاف على أى رفض من قبل الكونجرس لتخصيص التمويلات اللازمة، فإن ترامب سيعيد توجيه الأموال فى الميزانية العسكرية، مثلما فعل فى فترته الأولى لإنفاق مزيد من الأموال على الجدار الحدود أكثر مما خصصه الكونجرس.
وكان ترامب قد قال لحشد فى ولاية أيوا فى سبتمبر الماضى إنه سيتبع نموذج ايزنهاور، وسينفذ أكبر عملية ترحيل داخلية فى التاريخ الأمريكى، مشيرا إلى حملة تم تنفيذها عا م1954 لجمع وطرد المهاجرين المكسيكيين.
ولا يتعلق الأمر بسياسة الهجرة فقط، فقد سبق أن كشف ترامب عن ملامح لرئاسته المرتقبة. فخلال مقابلة أجراها الأسبوع الماضى مع شبكة أسبانية، سأل المذيع إنريك أسفيدو عن المشكلات القانونية التى يواجهها قائلا: أنت قلت إنهم يسلحون وزارة العدل والإف بى أى. هل ستفعل الأمر نفسه لو تم انتخابك. فأجاب ترامب قائلا: لقد فعلوا بالفعل، لكن لو أرادوا المضى قدما فى ذلك، فإن قد يحدث العكس أيضا، فلقد أخرجوا الجن من الصندوق.
وتابع قائلا: عندما تكون رئيسا، وقد قمت بعمل جيد وتحظى بشعبية، فأنت لا تلاحقهم حتى يمكنك الفوز فى انتخابات. وقد وجهوا إلى لوائح اتهامات من أجل الفوز بانتخابات، ويسمون هذا تسليح. لكن نعم، إنهم يقومون بشىئ يسمح للحزب القادم.. أعنى لو أن شخصا ما، لو أصبحت رئيسا، وأرأى شخصا يقوم بأداء عمل جيد ويهزمنى بقوة، أقوم بملاحقته واتهامه.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون، ومنافسة ترامب فى انتخابات 2016، قد قالت أن الأخير سيكون له أجندة مستبدة لو عاد إلى البيت الأبيض، وشبهته بهتلر. وأضافت فى تصريحات لشبكة ABC أن ترامب يخبرنا بما ينوى أن يفعله، وصدقوا كلمته.
وسبق أن أشارت صحيفة واشنطن بوست مطلع الشهر الجارى إلى أن ترامب وحلفائه يناقشون بالفعل كيفية استخدام وزارة العدل لملاحقة من هاجموه والانتقام منهم، ومنهم وزير العدل الأسبق بيل بار ورئيس موظفيه جون كيلى.
كما أشارت تقارير إلى أن يبحث استخدام قانون العصيان فى أول يوم له فى المنصب حال فوزه، بما يسمح له بنشر الجيش ضد المجتجين المحليين.
ويواجه الرئيس ترامب أربع قضايا جنائية منفصلة، منهما اثنتان فيدراليتان تتعلقان بتعامله مع الوثائق السرية ومحاولته لقلب نتيجة انتخابات الرئاسة لعام 2020. وكلا القضيتان رفعهما المدعى الخاص جاك سميث، المعين من قبل وزير العدل ميريك جارلاند لتحييد القضيتين من الضغوط السياسية.
وتقول صحيفة الجارديان، إنه فى حال فوز ترامب فى الانتخابات الرئاسية، فإن من شبه المؤكد أن يقيل سميث لو كانت التحقيقات لا تزال مستمرة، أو سيعفو عن نفسه لو تمت إدانته.