بعد أكثر من شهر على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما أثارته من موجة احتجاجات عالمية للتعبير عن دعم فلسطين، كان من بينها فعاليات فى الجامعات الأمريكية، بدأت الضغوط تزداد على تلك المؤسسات التعليمية للتعامل مع هذه الاحتجاجات، بعد أن وحجه البعض لها اتهامات بالتسامح مع العداء للسامية.
ورصدت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية حالة الاضطراب التي شهدها حرم بعض الجامعات الأمريكية فى الآونة الأخيرة بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وكان المديرون فى معهد ماسوشستس للتكنولوجيا MIT قد قاموا بتعلق عدد من الطلاب من الكلية المرموقة بعد أن استحوذت احتجاجات ضد الحرب على مبنى بارز طوال أغلب يوم الخميس، ورفض بعض الطلاب المغادرة بحلول الموعد المقرر. كما تم اعتقال سبعة أشخاص يوم الجمعة فى جامعة برانديس، التي قامت أيضا بحظر جماعة طلابية مؤيدة لفلسطين، فى حين تم اعتقال نحو 24 طالبا فى احتجاج بجامعة براون.
ويوم الجمعة، أعلنت جامعة كولومبيا تعليق جمعيتن طلابيتين وهما " طلاب من أجل العدالة فى فلسطين، والصوت اليهودى من أجل السلام"، حتى نهاية الفصل الدراسى. واتهمت الجامعة كلتا الجامعيتين بالانتهاك المتكرر للسياسات المتلقة بحدث دون تصريح.
وقالت الوكالة إن هذه الاستجابات على الاحتجاجات أظهرت أن مديرى الجامعات يعانون للتعامل مع الاحتجاجات التي أصبحت أكثر صخبا، وحولت الأماكن التي كانت هادئة من قبل فى الجامعات إلى أماكن يقول بعض الطلاب إنهم لا يشعرون فيها بالأمان.
وفى معهد MIT، أرسلت رئيسة الكلية خطابا لكل الكلاب بيوضح حدود الاحتجاجات فى الجامعة، خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين وصفتها بأنه معطلة وذات صوت مرتفع. وتم الاحتجاج فى مبنى يسمى "لوبى 7، واستمرت طوال أغلب اليوم، وجذبت احتجاجات مضادة.
وعندما رفض بعض المحتجين الغادرة بعد انتهاء الموعد النهائى، قالت الكلية إنها ستقوم بوقفهم. لكن بعد الاستماع إلى المخاوف المتعلقة بالتأشيرات، قالت إنهم سيتم وقفهم من أنشطة الجامعة غير الأكاديمية فى الحرم. ولم يتضح عدد الطلاب المتأثرين بالقرار، ولا موعد تنفيذه.
فى المقابل، انتقد تحالف إسرائيل فى معهد ماسوشستس الجامعة لعدم تعليقها أيا من المحتجين أكاديميا، واتهمهم بمنع الطلاب فى حضور فصولهم الدراسية.
من ناحية أخرى، هدد أكثر من 1600 من خريجى جامعة هارفارد الأمريكية بتعليق تبرعاتهم للجامعة ما لم تتخذ إجراء عاجل للتعامل مع "معاداة السامية" داخل الحرم، فيما قالت شبكة سى إن إن الأمريكية أنه جزء من موجة تحديات للجامعات الأمريكية للتعامل مع خطاب الكراهية الذى أثارته الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأشارت الشبكة إلى أن بعض الشخصيات الثرية البارزة من خريجى هارفارد مثل بيل أكمان، ورئيسة فيكتوريا سكريت السابقة ليسلى فيكنر، قالوا بالفعل إنه ما لم تتخذ هارفارد خطوات لإصلاح المشكلة، فإنها قد تواجه هجرة المتبرعين. لكن الآن، تهدد أكبر مجموعة من الخريجين، وأغلبيهم لم يصل إلى وضع المليارديرات بعد، بسحب تبرعاتهم.
وقال أعضاء فى رابطة خريجى هارفارد اليهود فى خطاب مفتوح إلى رئيس الجامعة كلاودين جاى وعميد كلية هارفارد ريكس خورانا: لم نعتقد أبدا، فى كلية هارفارد، أننها سنضطر لأن نجادل فى نقطة أن الإرهاب ضد المدنيين يتطلب إدانة فورية ولا لبس فيها. وأضافوا: لم نفكر أبدا أننا سنجادل للاعتراف بإنسانيتنا.
وتكونت الرابطة الشهر الماضى فى أعقاب هجوم السابع من أكتوبر. وقال المنظمون إنها أول رابطة خريجين يهودية فى تاريخ الجامعة.
وكتب رئيس هارفارد خطابا لأعضاء مجتمع الجامعة الأكبر معلقا على الامر، قائلا إن هارفارد ترفض كافة أشكال الكراهية، ونحن ملتزمون بالتعامل معها. دعونى أكرر ما سبق أن قلته أن وقادة هارفارد الآخرين: العداء للسامية ليس له مكان فى هارفارد".
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن موقف جامعات هارفارد وكولومبيا وبنسلفانيا من التعهد بمحاربة العداء للسامية، ربما لا تهدئ الغض بين المتبرعين، وربما تشعل عزيمة نشطاء الطلاب المؤيدين لفلسطين، الذين قالوا إنهم يدافعون فقط عن المهمشين المقهورين الذين يعيشون غزة. ويقولون إن الانتقادات الموجهة للجامعات ما هي إلا محاولة لخنق حرية التعبير وتحويل الانتباه عن الحصار المفروض على القطاع. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الطلاب المؤيدين لفلسطين يشيرون إلى أنهم يواجهون مضايقات، ويسألون على السوشيال ميديا عن جهود مماثلة لمواجهة الإسلاموفوبيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة