تعد صناعة فلنكات السكك الحديدية والمترو والقطار الكهربائي وغيره من وسائل النقل من أهم الصناعات التي تحتاجها مصر خلال الفترة الحالية لا سيما في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوطين الصناعة كبديل عن الاستيراد وتوفير العملة الصعبة علاوة على توفير فرص العمل .
وتوفر المصانع الجديدة الستة نحو 300 مليون دولار منها نحو 150 مليون دولار سنويا حاليا بحسب خبراء الصناعة ومنها مصنع يتبع الشركة القابضة للصناعات الكيماوية وهو مصنع الشركة المصرية للمواسير والمنتجات الإسمنتية (سيجوارت ) بجانب مصنعين يتبعان شركات تابعة لوزارة النقل تم افتتاح احدهما يوم 5 نوفمبر الجارى .
قصة نجاح كبيرة لمصنع سيجوارت
يعد تطوير مصانع سيجوارت لفلنكات السكك الحديدية والمترو، قصة نجاح جديدة تكتب فى عمق الصناعة المصرية، وللحكومة تحديدا للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال، والتى نفذت واحدا من أنجح المشروعات الصناعية، بمتابعة من المحاسب عماد الدين مصطفى، الرئيس التنفيذى العضو المنتدب للقابضة ولمجلس إدارته.
بدأت قصة النجاح بعد استقرار الرأى على تصفية شركة سيجوارت وتسريح العاملين وبيع بعض المصانع القديمة مع السعى قدما لاستغلال أصول تصل لنحو 600 الف متر مربع، ومع الاقتراب من التصفية حديث ما لم يكن فى الحسبان.
توسعت مصر بشكل كبير فى مشروعات الطرق والنقل وخطوط السكك الحديدة والمترو ما جعل من منتجات مصانع سيجوارت خاصة من " الفلنكات الاسمنتية" منتجا مطلوبا بشكل كبير.
ومن هنا تغيرت الصورة وبدأت القابضة فى المضى قدما لإنقاذ الشركة وتدشين مصنعا جديدا بمشاركة القطاع الخاص، إلا أن الأخير لم يدخل بقوة ما دفع القابضة للصناعات الكيماوية لبناء وتدشين المصنع الحديث بمعرفتها.
وتأسست الشركة فى عام 1927 بملكية خاصة بمصنع وحيد بالمعصرة حلوان، وهى الاقدم في الشرق الأوسط وافريقيا وكان باكورة إنتاجها المواسير الخرسانية، وبعد عام 1961 انضم للشركة مصانع أخرى فى نفس المجال وأصبح اسمها الشركة المصرية للمواسير والمنتجات الأسمنتية (سيجوارت)، وانطلقت الشركة فى ثوبها الجديد لتأخذ بكل ما هو حديث فى عالم التكنولوجيا المتصلة بصناعتها حيث اتسعت دائرة نشاطها حتى أصبحت صرحًا ضخمًا لصناعة المواسير ومنتجات الاستبستوس الأسمنتى.
وكانت المورد الأول لاحتياجات مشاريع شبكات مياه الشرب والصرف الصحى واستصلاح الأراضى وتوقفت إنتاج تلك المواسير عام 2001، بعد اكتشاف أضرارها الصحية والبيئية، كما أن إنتاج الفخار توقف عام 2014 نظرًا لظهور مواد بديلة أقل تكلفة، ويعمل بالشركة نحو 1100 عامل.
وبرغم أن الشركة المصرية للمواسير والمنتجات الأسمنتية «سيجوارت» تأسست عام 1927، وعانت من مشكلات كبيرة على مدار آخر 20 سنة، نتيجة التطوير الصناعى الكبير فى مجال صناعة المواسير والتخلى عن صناعة المواسير الاسبستوس بعد اكتشاف أضرارها الصحية والبيئية، مما تسبب بشكل مباشر فى توقف نشاط الشركة.
وخلال السنوات الثلاثة الماضية بدأت الشركة تتعافى تدريجيا بدعم من الشركة القابضة للصناعات الكيماوية المالكة لشركة سيجوارت برئاسة المحاسب عماد الدين مصطفى ،الرئيس التنفيذي العضو المنتدب ، من خلال إقراضها والوقوف معها لتنفيذ عدد من مشروعات التطوير بالاشتراك مع شركة سالشيف الايطالية المتخصصة فى صناعة فلنكات السكك الحديدية.
أقدم مصنع لفلنكات السكك الحديدية والمترو
تم الانتهاء من تدشين مصنع سيجوارت بمنطقة المعصرة بحلوان بتكلفة بلغت نحو 10 ملايين يورو بخبرات إيطالية، حيث يتم أنتاج الفلنكات محليا عدا " بى سى واير" وهو قطعة حديدية تمسك الفلنكة من الداخل" يتم استيرادها من الخارج، وبحسب المصادر فإنه تم تأسيس شركة جديدة بشراكة القطاع الخاص متخصصة فى تصنع تلك القطعة المستوردة، وسيتم تصنيعها فى غضون 9 أشهر بمشاركة القابضة للصناعات الكيماوية والقطاع الخاص.
ووفق المصادر فإن هذه القطعة توفر سنويا نحو 50 مليون دولار، وهى عبارة عن مكون من الأسلاك الحديدية والقطع المعدنية ذات المواصفات الخاصة والشرائح المعدنية تستخدم لشبك الحديد اللازم لعملية التسليح وأطقم المثبتات الخاصة بالقضبان لضمان استمرار عمل المصانع بطاقتها الإنتاجية القصوى، وبالتالى ستصنع محليا للوفاء بالتزامات الشركة تجاه مشروعات مد قضبان السكك الحديدية الخاصة بالقطار السريع ومترو الأنفاق وهيئة سكك حديد مصر.
طاقة المصنع الجديد الإنتاجية
شركة "سيجوارت" تعمل في مجال إنتاج الفلنكات الحديدية للسكك الحديدية منذ عام 1932 وهو ما أكسب العاملين بها خبرات متراكمة في هذا المجال، الأمر الذي مكنهم من الالتزام والوفاء بالمواصفات الفنية التي حددتها المكاتب الاستشارية التي تقوم علي تنفيذ القطار الكهربائي السريع.
وكشف مصدر بقطاع الأعمال العام لـ"اليوم السابع" أن المصنع الجديد الوارد من إيطاليا بأحدث تكنولوجيا عالمية لإنتاج فلنكات القطار السريع يعمل بطاقة إنتاجية 500 ألف فلنكة / سنة، وحاليا معدل إنتاجه الشهري ما بين 30 لـ40 ألف فلنكة.
كما تجرى عمليات تطوير المصنع القديم شرق المعصرة الذي تم تطويره بتكلفة تقدر بنحو 15 مليون جنيه لمضاعفة طاقته الإنتاجية لتصل إلى 40 ألف فلنكة شهرياً، لتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنعين مجتمعين 980 ألف فلنكة / سنويًا لتلبية احتياجات المشروعات القومية للدولة.
تفاصيل أحدث مصنع فلنكات
تم تدشين مصنع الفلنكات الخرسانية الخاص بالشركة المصرية لإنشاء وصيانة مرافق النقل والمطارات التابعة لوزارة النقل يوم 5 نوفمبر، يعمل المصنع على إنتاج فلنكات شبكة القطار الكهربائي السريع للشركة باستثمارات تبلغ حوالي 500 مليون جنيه.
وتم إنشاء المصنع خصيصا لإنتاج هذه الفلنكات الخرسانية باستخدام أحدث النظم العالمية وبأيدي مصرية لتوطين هذه الصناعة بالدولة وباستخدام خامات مصرية بنسبة 100 % توفيرا لاستخدام العملة الأجنبية.
وتبلغ القدرة الإنتاجية للمصنع حوالي 550 ألف فلنكة سنويا، والمصنع تم اقامته على حوالي مساحة 40 ألف متر مربع بمنطقة كورنيش النيل – المعصرة ويضم عدة مباني اخري (المقر الإداري – المعمل المركزي – المخازن الرئيسية) بالإضافة الي وجود مساحات تخزين وتشوين تبلغ مساحتها حوالي 7 ألف متر مربع.
المخطط المستقبلي للمصانع
تعمل وزارة النقل على توطين صناعة السكة الحديد، بالإضافة للتعاون مع مصنع سيماف التابع للهيئة العربية للتصنيع فى مجال الوحدات المتحركة، حيث تم جار ( 6 ) مصانع تم افتتاح احدها والثاني في الطريق، لإنتاج فلنكات السكك الحديدية مملوكة لشركات وطنية مصرية ويتم التعاون مع شركات عالمية ومحلية متخصصة لتوطين تلك الصناعة.
وأكد المهندس محمد عامر، رئيس هيئة السكة الحديد، أن الهيئة تمكنت من تصنيع مئات القطع التى تحتاجها للصيانات "مهمات السكة الحديد"، قائلا: "قدرنا نصنع كل أجزاء قطع الغيار التى نستخدمها والتى كنا نستوردها من الخارج، لتقليل استخدام العملة الصعبة، وأخر قطعة توصلنا لصناعتها تسمى "بلنجة" رابطة وأخدنا 6 شهور لتجربتها وتصنيعها بعد أن كانت تحتكرها إحدى الشركات العالمية فى ألمانيا".
وأضاف رئيس هيئة السكة الحديد، لـ"اليوم السابع"، أن المهمات التى تم تصنيعها نتاج مجهود ذاتى للسوق المحلى، وفر لنا ملايين الدولارات، تم البدء فى إنشاء مصانع بالتعاون مع الشركات العالمية المصنعة للقطارات، مشيرا إلى أنه تم الاعتماد على فلنكات مصنعة محليا، قائلا: بدأنا الإعتماد على الفلنكة الخرسانية والتى نصنعها محليا، وأصبحت بديلة للخشبية التى كنا نستوردها من الخارج.
توطين الصناعة بديل عن شركة المانية
وأوضح رئيس هيئة السكة الحديد، أن تطوير خطوط السكة الحديد ارتبط بلحام فواصل قضبان السكة بهدف زيادة السرعات وسلاسة المسير وتجنب الضوضاء والاهتزازات وتقليل المهمات والصيانات، ولابد من وجود فاصل عزل كهربائى وكان يستخدم من الخشب المقوى المستورد من الخارج ولكنه لم يتحمل السرعات، فتم اللجوء لـ"البلنجة" وتصنعها شركة ألمانية تحتكرها على مستوى العالم لصعوبة تصنيعها، ولكن استطاعت السكة الحديد بسواعد أبنائها فى تصنيعها محليا بمواد محلية وهى مصنعة من الصلب بها جهة معزولة ويتم ربطها بـ6 مسمارات عالية المقاومة يربط بقوة ألف نيوتن لتكون نفس قوة اللحام وتعزل فى نفس الوقت.
وتابع رئيس هيئة السكة الحديد: ارتبط بتصنيع "البلنجة" تصنيع مادة كيميائية معقدة تستخدم فى العزل وتتحمل درجات الحرارة والأحمال وسرعات القطارات، وتم التوصل لتركيبتها واختبارها لمدة 6 أشهر على قضبان كوبرى امبابة المعدنى للتأكد من نجاحها فى العزل وتم اعتمادها وتصنيعها محليا وهى مكونة من مسحوق الكوارتز وألياف زجاجية ومادة لاصقة يتم وضعها على سطح "البلنجة" للعزل وتشغيل أجهزة الإشارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة